التاريخ:27/5/2020

يعمل متطوعون في بيلاروسيا من أجل تأمين إمدادات مجانية من معدات الحماية التي تشتد الحاجة إليها في مستشفيات البلاد، حيث تقلل السلطات في هذه الدولة السوفيتية السابقة من حجم تفشي وباء كوفيد-19.

ولم تستجب بيلاروسيا كما ينبغي منذ بداية الوباء مع اعتراض الرئيس ألكسندر لوكاشينكو مراراً وتكراراً على مدى خطورة الفيروس.

لذلك، شكل متطوعون مجموعة أطلقوا عليها «باي كوفيد-19» وبدؤوا توزيع أكياس من بدلات الوقاية وأقنعة الوجه في مستشفى في بلدة شيرفيين الصغيرة الواقعة على مسافة حوالي 60 كلم غرب العاصمة مينسك.

وأمام المستشفى، يقوم مسعفون بملابس بيضاء بتفريغ الأكياس ووضعها على عربة.

وقالت الممرضة ناتاليا سيشيفا وهي تستلم الإمدادات «لدينا ما يكفي من معدات الحماية الشخصية في الوقت الحالي. لكن من يدري كيف سيكون الوضع في المستقبل. لذلك نحتاج إلى مخزون يكفي لمدة أسبوعين على الأقل».

وسجل هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 9.5 مليون نسمة حتى أمس 37144 إصابة بفيروس كورونا المستجد و204 وفيات.

لكن أندريه تكاشيف، أحد منسقي مجموعة «باي كوفيد-19» قال إن الأعداد الحقيقية قد تكون أعلى. وتابع «لسوء الحظ فإن إحصاءات المستشفيات محبطة جداً. وهي مختلفة عما ينشر رسمياً: إنها أسوأ بكثير».

واعتبر الرئيس لوكاشينكو أن المخاوف من الفيروس «ذهانية»، داعياً إلى اتخاذ تدابير وقائية غير مثبتة مثل شرب الفودكا والحصول على حمامات البخار، كما أبقى على إقامة الأحداث العامة التي كانت مقررة بما في ذلك بطولة كرة القدم.

وفي 9 مايو، حضر عرضاً عسكرياً سنوياً للاحتفال بالنصر السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، شارك فيه 5 آلاف جندي وشاهده قدامى محاربين، بعضهم بلا أقنعة.

وفي مواجهة الإنكار الرسمي، نظمت مجموعات من المتطوعين مبادرات وجمعوا الأموال واشتروا الإمدادات للمستشفيات.

وفيما تقوم السلطات البيلاروسية عادة بقمع المنظمات غير الحكومية، فإنها في هذه الحال قدمت دعماً ضمنياً على الأقل، منذ تم تأسيس «باي كوفيد-19» في نهاية مارس عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وهي تتلقى طلبات للحصول على معدات من العاملين في المجال الطبي في أنحاء البلاد وتحاول تلبيتها باستخدام جمع التبرعات عبر الإنترنت.

وفي غضون شهرين، تقول المجموعة إنها جمعت ما يعادل أكثر من 250 ألف دولار من التبرعات وقدمت المعدات الطبية لحوالي 150 منشأة.

وتُرسل هذه المعدات، التي تشمل موازين حرارة ومصابيح التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية، ودروع الوجه البلاستيكية، بشكل مجاني من قبل موظفين في شركة في مينسك.

وأوضحت آنا دوبروفسكايا مديرة شركة «داليسيا» لتصنيع المواد البلاستيكية أنه «لم تكن هذه المعدات مخصصة للاستخدام الطبي، لكن الآن هناك وضعاً صعباً ونريد مساعدة أطبائنا بطريقة ما حتى يتمكنوا من حماية أنفسهم».

ويعمل أكثر من 1500 متطوع لجمع مئات طلبات المساعدة وإعداد عمليات التسليم. وقال تكاشيف «ذرف بعض الأطباء الدموع لأننا نجحنا في تلبية طلبهم بسرعة كبيرة».

وانتقد «الجهاز البيروقراطي» التابع لوزارة الصحة البيلاروسية، قائلاً إن المتطوعين يمكنهم تزويد المستشفيات بالمعدات بشكل أسرع.

كما تأتي بعض التبرعات لمجموعة «باي كوفيد-19» من المغتربين الذين يعملون في الخارج بسبب الصعوبات الاقتصادية في الداخل.

وقال أحد منسقي المجموعة أندريه ستريشاك إن بعض الإمدادات يتم إدخالها عبر سفارات البلاد في بولندا وليتوانيا، مضيفاً «نتعاون بشكل وثيق مع وزارة الخارجية ووزارة الصحة».

وفيما لا يسعى إلى استبدال الهياكل الرسمية، فإنه يقول إن المجموعة تسد الفجوات في النظام.

وشرح «إذا كان منزلك يشتعل، فلن تجلس في انتظار رجال الإطفاء الذين يحصلون على الأموال من الضرائب التي تدفعها بل تبدأ رمي المياه على النار. وهذا ما نقوم به حالياً».


المصدر:الرؤية