التاريخ:30/5/2020
بدأ المواطن راشد صقر الظاهري العمل في صفوف المتطوعين مع «هيئة الهلال الأحمر الإماراتي» فور تقاعده من دائرة القضاء بأبوظبي، إلا أنه بات يمارس عمله التطوعي بشكل يومي منذ أكثر من شهرين، من خلال الانضمام لحملة «الإمارات تتطوع»، تزامناً مع انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأكد الظاهري لـ«الإمارات اليوم» شعوره بالرضا عن قرار التطوع، مشيراً إلى أن «السعادة التي تتولد في نفس الإنسان بسبب خدمته الآخرين، لا يضاهيها شعور»، متمنياً لو كان أحد العاملين في الصفوف الأمامية لمجابهة الفيروس.
ويقدم الظاهري خدماته التطوعية حالياً في مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي، ضمن فريق مسؤول عن تلبية الاحتياجات اليومية لنزلاء المدينة الذين يقضون فترة الحجر الصحي تحت رقابة ومتابعة طبية.
وقبل انتقاله للعمل التطوعي في المدينة، خدم في عدد من المراكز التجارية ومحطات الوقود، حيث عمل على توعية أفراد المجتمع بالإجراءات الوقائية.
ويشعر الظاهري بقلق كبير على أفراد أسرته، على الرغم من أنه مطمئن إلى فعالية الإجراءات المتبعة لحماية المتطوعين من عدوى الفيروس، التي تتضمن فحصهم دورياً، ومدهم بالوسائل والأدوات اللازمة لحمايتهم، إلا أن حبه الشديد لأطفاله ووالديه يجعله يجري الفحص أسبوعياً، حتى لا يكون سبباً في انتقال العدوى إليهم.
وذكر أنه ليس المتطوع الوحيد في عائلته، إذ يعمل أخوته، حسب تخصصاتهم ومهاراتهم المختلفة، في تقديم الخدمات للآخرين في مواقع مختلفة، مضيفاً أنه كان يتمنى لو كان متخصصاً في أحد مجالات الطب، حتى يتمكن من الخدمة إلى جانب الأبطال العاملين في القطاع الصحي، على خط الدفاع الأول.
وعن أهم المواقف الإنسانية المؤثرة التي تعرض لها خلال عمله التطوعي في الفترة الماضية، قال الظاهري إن قلبه كان يعتصر ألماً كلما تلقى الثناء والشكر من أحد الأفراد، أو الأسر المتعففة، التي توزع عليها «هيئة الهلال الأحمر الإماراتي» المساعدات، إذ كان بعضهم يقول له بعد أن يسلمه الوجبات: «وصل لنا الطعام في وقت ليس لدينا أي شيء لنأكله».
يذكر أن الظاهري عمل في دائرة القضاء في أبوظبي قبل التقاعد، ولديه حالياً عمله الخاص في قطاع تقنية المعلومات، وهو يمتلك أيضاً شركة عقارات متخصصة في قطاع الزراعة، كما أنه يتابع دراسة الدكتوراه عن بعد في مجال التحول إلى الذكاء الاصطناعي في حكومة الإمارات في إحدى الجامعات البريطانية، إلا أن ذلك لم يثنه عن التطوع يومياً في خدمة مجتمعه وبلاده في هذه الظروف الاستثنائية.
المصدر: هنادي أبو نعمة - دبي-الامارات اليوم