التاريخ:6/6/2020

يعد تالانت أكينبيكوف واحداً من 20 متطوعاً كانوا يجوبون عاصمة قيرغيزستان، عندما أغلقت السلطات المدينة في مارس الماضي لإبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد.

بقيت ليودميلا كوتينكوفا، وهي امرأة مصابة بالسكري (73 عاماً) محجورة في منزلها لأسابيع في بشكيك، بسبب فيروس كورونا، لكن طوال الوقت، كان أكينبيكوف «المنقذ» يجلب لها الأنسولين على دراجته الهوائية.

وفي نهاية مايو الماضي، أعادت المتاجر فتح أبوابها، واستأنفت الحافلات عملها، لكن العديد من الأشخاص المعرّضين أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بـ«كوفيد-19»، يعتمدون على ثقافة التطوع هذه التي ولدت خلال الأزمة للصمود الأشهر المقبلة، مع الخوف من الموجة الثانية للفيروس.

وقالت كوتينكوفا عن أكينبيكوف الذي يحب ركوب الدراجة الهوائية، كما أنه مصور محترف، والذي يجلب لها دواءها: «إنه رجل رائع وخدوم ولطيف جداً. ماذا كنا سنفعل من دونه؟».

تعيش السيدة بمفردها، وتجني أقل من 100 يورو شهرياً كراتب تقاعد، ولا يكفيها هذا المبلغ لاستقلال سيارة أجرة والذهاب إلى الصيدلية لشراء أدويتها، كما أنها لا تستطيع استخدام النقل العام رغم القيود المفروضة، ومن بينها تحديد عدد الركاب، ووضع القناع.

وأضافت كوتينكوفا من فنائها المتداعي في أحد المباني السوفييتية «أنا واحدة من بين الأكثر عرضة للخطر».

وشكل ظهور الإصابات الأولى لفيروس كورونا المستجد في قيرغيزستان، وهي واحدة من أفقر الجمهوريات السوفييتية السابقة، في مارس الماضي، تحدياً كبيراً لنظامها الصحي الذي تأثر أيضاً بسبب القيود المفروضة على السفر.

وبهدف تخزين الأنسولين الذي يجب الاحتفاظ به بارداً، اضطر مركز الغدد الصماء الرئيس في البلاد لاستعارة مساحات مبرّدة من شركات المشروبات.

إلا أن الاتفاق المبرم مع مكتب البريد المحلي لضمان توصيل الأدوية إلى مرضى السكري في العاصمة، فشل بسبب مشكلات لوجستية مرتبطة بحالة الطوارئ. من جهته، قال نازغول أوموركانوفا، مسؤول الأطباء في المركز «كان من المستحيل توفير الدواء لمرضى السكري في المدينة من دون مساعدة هؤلاء المتطوعين، البالغ عددهم 20، على دراجاتهم الهوائية، وهم جزء من مجموعة أكبر قامت أيضاً بتوصيل الطعام إلى المتقاعدين والمعوقين».

وكان المتطوعون يسلمون ما يصل إلى 70 عبوة من الأدوية يومياً، متسلّحين بتصاريح صادرة من المستشفى، ومرتدين سترات برتقالية زاهية للمرور عبر نقاط التفتيش.

وتابعت كوتينكوفا «نحن ممتنون جداً لهم. لقد أنقذونا حرفياً». وسجّلت قيرغيزستان، التي يسكنها ستة ملايين نسمة، ما يقل قليلاً عن 2000 إصابة بـ«كوفيد-19»، و20 وفاة، وفقاً للأرقام الرسمية، لكن الخبراء يعتقدون أن هذه الحصيلة هي أقل من الواقع، نظراً إلى معدل الاختبارات المنخفض في البلاد. ورغم رفع القيود، كثفت حكومة قيرغيزستان الحملات الإعلامية بشأن تعرض المسنين والمرضى للفيروس. وشرح أوموركانوفا «يجب أن نفعل كل ما هو ممكن لحماية مرضى السكري والمسنين في البلاد»، محذراً من «عواقب وخيمة» في حال حصل العكس.

المصدر:

  • بشكيك ?أ.ف.ب - الإمارات اليوم