التاريخ: 6/6/2020

قبل أن تعصف أزمة جائحة كورونا بالعالم، وتلغي برامجه، وارتباطاته، وملامح حياته اليومية، كانت الطالبة الإماراتية سارة المرزوقي تواصل محاضراتها وبرنامجها الدراسي المعتاد في جامعة بنسلفانيا، في الولايات المتحدة الأمريكية، شأنها شأن الكثير من الطلبة من أبناء الإمارات الذين ابتعثوا لدراسة مختلف التخصصات خدمة لوطنهم، ومواصلة لمسيرة التنمية التي تطال كل بقعة فيه، وكانت شهادة الهندسة الكيميائية حلماً ماثلاً أمام عينيها، وهي تقبل على العام الأخير من دراستها التي تخطط للحصول على شهادات أعلى فيها، لكن الظروف قالت كلمتها، وعادت سارة مع العائدين الذين أصرت الدولة على استقدامهم عبر جسر جوي حرصاً على سلامتهم.

فجأة، وجدت سارة نفسها في الإمارات التي استنفرت كل طاقاتها وجهودها من أجل التصدي لهذا الوباء، ومضت تبتكر طرائق جديدة لحماية مجتمعها، وإعانة مجتمعات العالم لمواجهة تحدياته، فأصرت على أن يكون لها دور في ذلك، ومساهمة ولو بسيطة في حق بلادها التي لم تبخل عليها في السراء، والضراء، فكان التطوع سبيلها لذلك، بعد أن تبدلت الأمور، وبات التعامل مع كورونا واقعاً لا فكاك منه، وفرصة لكسب مزيد من العمل الميداني، بعد أن تبدلت الأمور وبات التعامل مع «كورونا» واقعاً لا فكاك منه، وفرصة لكسب مزيد من الخبرات.
تقول سارة إنه بعد انتهاء فترة الحجر المنزلي الذي توجب عليّ بعد عودتي للوطن، بدأت بالبحث عن فرص تطوع متاحة لأني أردت أن أضع بصمتي في مواجهة هذه الأزمة كواجب وطني، أولاً، وكالتزام إنساني ثانياً، فكانت الفرصة الذهبية هي أن ألتحق بمركز الفحص من المركبة الخاص لمرض فيروس كورونا، والذي كان من الأفكار الجميلة والمبتكرة التي طبقتها الإمارات لأول مرة في المنطقة، وكان عملي يعتمد على تواجدي في مركز الفحص للمسح، وإدارة المتطوعين،، وتوزيع مهامهم.
وتضيف: ألهمتني تضحيات خط الدفاع الأول التي كنت أراها أمام عيني كل يوم في المركز، وفي المواقع الأخرى، فكانت أولوياتهم اليومية صحة المرضى ورعايتهم، فهم الجيش الأبيض الذي يدافع عن صحة هذا الوطن، وأبنائه من مواطنين، ومقيمين، وجهودهم الجبارة في الميدان تدل على حبهم وإخلاصهم للإمارات، خاصة أن ما شاهدته ألهمني، وغرس في روحي معنى العطاء بلا مقابل، وبلا حدود.
وعن دور الأسرة في هذه التجربة أشارت سارة المرزوقي إلى أن أسرتها، وأهلها جميعاً، قدموا لها كل الدعم، ولم يترددوا أبداً في تشجيعها لخدمة هذا الوطن، وتحفيزهم هو الذي دفعها، ويدفعها كل يوم للعمل بجد، وإخلاص، وإيجابية كان لها مفعول السحر في الحماس الذي تشعر به. 

المصدر: العين - راشد النعيمي - الخليج