التاريخ:6/6/2020

أطلقت الصحفية المصرية بسمة مصطفى مبادرة «وجبات صحية لمرضى كورونا»، وهي مبادرة تطوعية لتجهيز وجبات صحية لمرضى كورونا المعزولين منزلياً، وتوصيلها لمنازلهم لمساعدتهم على تخطي فترة الحجر المنزلي، ولدعمهم نفسياً.

وتقول بسمة لـ «الرؤية» "فكرة المبادرة بدأت بعد متابعتي للكثير من الحالات المعزولة المنزلية التي تعاني في الحصول على الاحتياجات الأساسية بسبب حالة الوصم، وتخوف المحيطين بهم من انتقال العدوى، وهو ما دفعني للتفكير في نفسي إذا التقطت العدوى كيف سيكون حالي؟ وخاصة أن الغذاء والراحة هما أساسيات علاج المصابين بفيروس كورونا".

وتابعت «بالإضافة إلى تخوفي من هذا الحال، كنت أمر بظروف نفسية سيئة جعلتني أفكر في فعل شيء إنساني يخفف المرض على المصابين، وكتبت منشوراً على حسابي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حول تطوعي للقيام بطهي وجبات صحية للمرضي، وخلال ساعات اضطررت إلى تحويل المبادرة إلى مجموعة على موقع فيسبوك تحمل اسم المبادرة بسبب كثرة رسائل الدعم والراغبين في التطوع.

وأوضحت أن فكرة المبادرة قائمة على التطوع، فهناك متطوعون بالمواد الغذائية حيث لا تقبل المبادرة أي مساهمات مادية وإنما تقبل فقط التبرعات العينية، بالإضافة إلى متطوعين بالمجهود سواء التوصيل أو الطهي.

وأشارت إلى أن المبادرة غير مركزية، لأن مركزية المبادرة تعني اعتمادها على المجموعة العاملة حالياً والتي يمكن أن تغيب في أي لحظة، موضحة أن هناك ملامح لمجموعات تتشكل في مناطق عديدة، وأن المجموعة الرئيسية سيكون دورها فقط التنسيق بين المصابين والمجموعة وكذلك بين المتبرعين والمجموعات.

وحول الدعم النفسي للأسر، قالت «قامت متطوعة بمدينة السادس من أكتوبر بكتابة عبارة (صنع بالحب) وعبارات تدل على الحب على عبوات الوجبات لدعم الأسر نفسياً، بالإضافة إلى قيامنا بالاتصال بالأسر التي تتلقى الوجبات لمعرفة رأيهم في الوجبات وجودتها، وهذه الاتصالات أيضاً لدعمهم نفسياً.

وأوضحت أن الاستجابة للمبادرة كبيرة جداً، حيث يوجد مئات المتطوعين الذين قاموا بملء استمارة التطوع، أكثرهم من النساء، مشيرة إلى ارتفاع عدد أعضاء المجموعة إلى 10 آلاف في 4 أيام فقط، مشيرة إلى أن المبادرة لا تصنف المرضى اجتماعياً لأن المرض لا يصنفهم، فالمبادرة تساعد المرضى المحتاجين مادياً والمقتدرين أيضاً.

وحول المعايير الصحية التي التزمت بها المبادرة أكدت أنه في اليوم التالي لإطلاق المبادرة تواصلت مع العديد من أطباء التغذية، كما تواصلت مع العديد من المتعافين الذين خرجوا من العزل لمعرفة نوعية الوجبات وعناصرها.

وتلاقت المبادرة مع مجهودات أحمد السيد وهو شيف مصري يعيش بمنطقة «فيصل» بمحافظة الجيزة الذي كان بدأ في تقديم وجبات للمرضى تحت شعار «مطبخ كورونا»، لينضم بمطبخه للمبادرة.

ويقول أحمد السيد أعمل كـ«شيف» منذ عدة سنوات، وأمتلك مطعماً صغيراً في منطقة وسط المدينة أغلقته مع بدء جائحة كورونا، ما جعلني أفكر في الاستفادة من مهنتي بتقديم شيء إنساني بطهي الوجبات الصحية لمرضى العزل المنزلي، خاصة مع أزمة الوصم التي جعلت الكثير من المحال والمطاعم تمتنع عن تقديم خدماتها.

وأضاف السيد «كتبت عبر حسابي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بشأن مبادرتي ولاقت استجابة الكثير من المساهمين، وكذلك من المرضى ومنهم والدة مريض طلبت مني أن أقوم بإرسال وجبات له لأن حالته النفسية سيئة، وترك المنزل وقام بعزل نفسه في شقة أخرى، وكان للوجبات أثر طيب في صحته النفسية لأنه وجد أن هناك من يتعامل معه بدون أن يعتبره مصدراً للمرض وذلك رغم اتخاذ كافة الاحتياطات عند توصيل الوجبات له، كما عرض تقديم تبرعات للمبادرة».


المصدر: نادية مبروك - الرؤية