التاريخ:9/6/2020

لا حدود للتفكير الإبداعي، ولا حدود للمبادرات المجتمعية التي تطلقها بشكل عام شرطة دبي، والتي تصل بأهدافها مباشرة للجمهور المستهدف، وتحقق النجاح المطلوب، وهذا النجاح له سببان مباشران: أولهما: بساطة الفكرة رغم إبداعها، والثاني: إشراك كل فئات المجتمع، وهُنا تكمن الفائدة، ويتحقق هدف الانتشار، فالمجتمع يسهم ويشارك في توعية وتثقيف المجتمع، لكن تحت إدارة وإشراف الشرطة!

وأفضل مثال على ذلك، تلك المبادرة التي أطلقتها شرطة دبي، خلال شهر رمضان الماضي، واستمرت في تطبيقها بشكل يومي إلى يومنا هذا، مبادرة «شارك مع فرق الدراجات الهوائية»، وهي ببساطة فتحت مجال التطوع لجميع الأفراد ومن مختلف الجنسيات، للمشاركة مع عناصر الشرطة في دوريات وحملات تفتيشية وتوعية على الدراجات الهوائية، ومن خلالها يقوم المتطوعون بالتدقيق على اتباع أفراد الجمهور للإجراءات الاحترازية، ونشر التوعية بينهم بضرورة تطبيق تلك الإجراءات للمحافظة على صحتهم وسلامتهم، إضافة إلى مساعدة رجال الشرطة في ضمان التزام الأفراد بتوقيت البرنامج الوطني للتعقيم، وعدم مخالفة التعليمات بالوجود خارج المنزل في هذه الأثناء.

Volume 0%
 

جمال المبادرة يكمن في إحساس المشاركة الفردية للمتطوعين في تقديم خدمات مفيدة للمجتمع، خصوصاً في مثل هذه الظروف الصعبة، لذلك وفي غضون ثلاثة أيام، كان هناك أكثر من 4000 طلب في الموقع المخصص للتسجيل في المبادرة، وتم اختيار عدد كبير منهم، يمثلون نحو 30 جنسية، بدأوا فعلياً منذ اليوم الأول المشاركة في الطلعات التفقدية الليلية، بعد أن التحقوا بدورة توعوية وتثقيفية سريعة في شرطة دبي، للتعرف إلى الأهداف والإجراءات الخاصة بالمبادرة، ولا شك في أن هذا الحرص على التطوع، وهذا العدد من الجنسيات المختلفة، يعكس حرص جميع المقيمين في دبي على التطوع، والإسهام المجتمعي لخدمة المدينة، وهذا هو أجمل معنى للتطوع والمشاركة، والاندماج في هذا المجتمع المميز.

المتطوعون في المبادرة عليهم تقع مسؤوليات عدة، أهمها نشر التوعية بالإجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا، لكن قبل ذلك تتم توعيتهم هم أولاً بمحاضرات تثقيفية تُمكنهم من تقديم معلومات حول الإجراءات والتدابير الخاصة بمكافحة انتشار الفيروس، وفي ذلك ضمان جيد لانتشار التوعية بين مختلف فئات المجتمع بالشكل الصحيح والمباشر.

قد تكون مبادرة بسيطة، كما سيراها كثيرون، لكن أهميتها وجمالها يكمنان في بساطتها، ولعل من يقرأ أو يسمع عنها لن يشعر بقيمتها الحقيقية كما يشعر بتلك القيمة هؤلاء المتطوعون، فهم تعرفوا عن قرب إلى طبيعة عمل الشرطة، وتعرفوا عن قرب إلى الصعوبات التي تواجه أفراد الشرطة، وفي الوقت ذاته تشبعوا داخلياً بالإجراءات الاحترازية السليمة، التي سيعملون جاهدين طوال وقتهم - أثناء وخارج فترة التطوع - على حثِّ الآخرين على الالتزام بها، وبذلك ينتشر الوعي، ويتحمل الجميع مسؤولية مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد!

المصدر: سامي الريامي - الامارات اليوم