التاريخ:13/6/2020
اعتمدت الحملة الوطنية "الإمارات تتطوع" دورة تدريبية للمتطوعين لإسناد الطوارئ الصحية ودعم خط الدفاع الأول من الكادر الطبي والتمريضي في الدولة، وذلك بتزويد أكبر عدد من المتطوعين بمهارات جديدة في التمريض "خلال 3 أيام فقط"، بما يمنحهم الأهلية للوقوف إلى جانب المختصين في الميدان وتقديم خدمات طبية وتمريضية تدعم الجهود الوطنية لمواجهة انتشار فيروس كورونا "كوفيد 19".
وبهذه المناسبة قال عبيد الحصان الشامسي مدير عام الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات والكوارث، إن اللجنة الوطنية العليا لتنظيم التطوع خلال الأزمات، تمكنت من خلال حملة "الإمارات تتطوع" وعبر منصة "متطوعين.امارات" التي تشرف عليها وزارة تنمية المجتمع ومؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، بدعم من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، من جمع أكثر من 8,000 متطوع يمتلكون أساسيات الإسعافات الأولية و بعض الخبرات للعمل تحت الضغوطات وضمن فرق عمل ، منهم 150 بادروا بالتسجيل في المرحلة التجريبية من هذه الدورة فور إطلاقها.
وأضاف: تأتي الدورة التطوعية التخصصية استجابة للوضع الراهن في الدولة، وتلبية للحاجة الميدانية التخصصية، وذلك من خلال تدريب المتطوعين على مهارات متعددة لمساندة الطاقم التمريضي، بما يوفر 1,000 متطوع متدرب على مهارات أساسية ومساندة للمستشفيات والوحدات الميدانية في أبوظبي ودبي والشارقة كمرحلة أولى وتجريبية، والاستمرار في استقطاب أعداد أخرى حسب الحاجة.
استقطاب حسب الحاجة
وأشار عبيد الحصان الشامسي إلى أن هذه الدورة التدريبية المكثفة أُعدّت من قبل فريق من مركز أبوظبي للصحة العامة التابع لدائرة الصحة بأبوظبي، حيث يجري التدريب بالتعاون مع مركز التدريب والتطوير بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، وكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى توفير نخبة من المدربين المختصين من مختلف القطاعات الصحية والأكاديمية، مؤكداً أن الهدف الأساسي هو تخفيف بعض الضغوط على الطاقم الطبي والتمريضي في الدولة.
ما بعد كورونا
من جانبها أوضحت حصة تهلك الوكيل المساعد لشؤون التنمية الاجتماعية بوزارة تنمية المجتمع، المتحدث الرسمي عن حملة "الإمارات تتطوع"، أن الدورة التدريبية التخصصية المكثفة لإسناد الطوارئ الصحية ودعم خط الدفاع الأول من الكادر الطبي والتمريضي، تهدف على المدى البعيد، إلى وضع خطة استراتيجية للمبادرة "ما بعد كورونا"، تتضمن: إعداد قاعدة بيانات للمتطوعين المتدربين كمساعدين للطاقم الطبي خلال الأزمات، واستخدام هذه القاعدة لتطوير الخطط الخاصة بالتصدي للأزمات والطوارئ والكوارث، وفتح المجال للراغبين بتطوير مهاراتهم والتسجيل في الدورات والبرامج الصحية للحصول على شهادات تخصصية معتمدة، ودعم الموارد البشرية الوطنية للانضمام للتخصصات الطبية المساندة وتفعيل دور التمريض كمهنة وطنية للشباب من كلا الجنسين، والمحافظة على روح التطوع ودعم ذلك من خلال إيجاد الفرص المناسبة لهم للتطوير المستمر.
آليات وشروط التسجيل
وتحدثت حصة تهلك عن آلية التسجيل وشروط الانتساب للدورة، التي تتكون من شقين: نظري وعملي، ففي التدريب النظري "عن بعد" سيتم البدء مع 150 منتسباً في كل دورة لمدة يومين بواقع 8 ساعات تدريبية كل يوم، والتي تتيح المعلومات التخصصية في مجالات: التعريف بالبرنامج، ومعلومات عن "كوفيد 19"، وكيفية الوقاية من العدوى، ومهارات الأعمال الإدارية الصحية، ومهارات الاتصال والتواصل، ودعم المرضى ونقلهم، وإدارة النفايات الطبية، وسيخضع المتدربون لاختبار تدريبي "عن بعد".
أما التدريب العملي "التطبيقي" فهو متاح لـــ 24 منتسباً لمدة يوم واحد بواقع 4 ساعات، في مجالات عدة تشمل: المهارات الإكلينيكية الأساسية كقياس المؤشرات الحيوية وغيرها، وفي مهارات الإنعاش والإنقاذ، واستخدام معدات الحماية الشخصية. وسيخضع المتدربون لاختبار تقييم، وسيمنح المتطوع شهادة استكمال دورة تدريبية معتمدة من جهة التدريب.
خطة متكاملة
وتنفذ الحملة الوطنية "الإمارات تتطوع" هذه المبادرة التطوعية النوعية بخطة متكاملة لتطبيق المرحلة التجريبية الأولى، وذلك بعد تحديد واختيار الدفعة الأولى من المتطوعين، حيث انطلقت الدورة التدريبية الأولى في مركز التدريب التابع لوزارة الصحة ووقاية المجتمع في الشارقة، والدفعة الثانية في جامعة الإمارات بمدينة العين. ثم مرحلة الاختبار النهائي وتحديد المهام، وذلك بعد الاختبار النهائي للمنتسبين، حيث سيتم ضمهم إلى فريق العمل التمريضي في المستشفى الميداني وتحديد مهامهم، وسيتم اختيار مشرف من المتطوعين لكل مجموعة من المتدربين للتأكد من فاعليتهم في ميدان العمل وتقييم مستواهم وأثرهم.
كما سيتم تشغيل المتطوعين حسب الاحتياجات والأماكن المحددة، وإعداد جداول عمل المتطوعين ومتابعة سير عملهم، وإعداد تقارير العمل اليومية والتحديثات ومستوى الرضا الملاحظ، إضافة إلى تقييم أثر البرنامج بعد 10 أيام، إذ سيتم رفع تقييم المرحلة التجريبية بمدى فعالية المتدربين والتأكد من تحقيق أهداف الدورة التدريبية في مساندة الطاقم الطبي والتمريضي في الدولة.
مساندة جهات محلية واتحادية
تم تصميم الدورة التدريبية التخصصية لمواجهة الطوارئ الصحية ودعم خط الدفاع الأول من الكادر الطبي والتمريضي في الدولة، بمساندة عدد من الجهات الاتحادية والمحلية لتي ساهمت في تطوير البرنامج التدريبي، منها: مركز أبوظبي للصحة العامة التابع لدائرة الصحة، وذلك من خلال تصميم البرامج وتوفير المواد التدريبية والمدربين، والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث من خلال تحديد الحاجة وأعداد المتطوعين لمساندة الطاقم التمريضي، وتوفير مواقع ومستلزمات التدريب، ومركز التدريب والتطوير بوزارة الصحة ووقاية المجتمع من خلال توفير المواقع التدريبية والمدربين المختصين والمعدات.
إضافة إلى توزيع المنتسبين حسب الحاجة في المستشفيات الميدانية والمراكز الطبية، وتوفير منصة التدريب الإلكتروني، وكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، التي توفر المدربين والمعدات للدورة، والمساندة في الأمور اللوجستية ومواقع التدريب. إضافة إلى القوات المسلحة الإماراتية بالاستعانة بخبراتهم في تنظيم برامج إسعافية وتمريضية للعسكريين والعمل معهم كمستشارين في تطوير البرنامج الحالي، وهيئة الصحة في دبي في الاستفادة من الخبرات في تطوير البرنامج وتوفير مدربين ومواقع للتدريب. وبالطبع مؤسسة الإمارات عبر منصة "متطوعين.إمارات"، حيث سيتم اختيار وتوفير المتطوعين حسب المعايير المطلوبة، وتوفير مشرفين من المتطوعين لقياس مدى فاعلية المتدربين في ميدان العمل.
توحيد الأنشطة التطوعية
وكانت فعاليات الحملة الوطنية "الإمارات تتطوع"، والتي أعلنت عنها اللجنة الوطنية العليا لتنظيم التطوع خلال الأزمات، قد انطلقت مطلع أبريل الماضي، تحت مظلة منصة "متطوعين.امارات" بالشراكة بين وزارة تنمية المجتمع ومؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، وبإشراف الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وذلك في إطار رؤيتها لتوحيد الأنشطة التطوعية على مستوى الدولة وتعزيز التكامل والتعاون بين كافة القطاعات الحكومية والخاصة ومشاركة المجتمع ضمن سياق تأكيد التلاحم والتعاون في دولة الإمارات، ودعم الجهود الوطنية لمواجهة انتشار "كوفيد 19".
وتستهدف الحملة الوطنية دعم جهود المتطوعين على مستوى الدولة، وتسخير خبرات ومهارات ومواهب أفراد المجتمع وإشراكها في عملية التطوع، من خلال نوعين من التطوع وهما الميداني والافتراضي، وضمن منظومة متكاملة ومستدامة للعمل التطوعي في الدولة خلال الأزمات.
الجدير بالذكر أن منصة (متطوعين.امارات) تتيح للراغبين بالمشاركة والتطوع ضمن حملة "الإمارات تتطوع"، من المواطنين والمقيمين على أرض دولة الإمارات، فرصة المبادرة بدعم ومساندة مختلف فئات المجتمع بالتطوع الميداني أو الافتراضي، وذلك وتحت مظلة اللجنة الوطنية العليا لتنظيم التطوع خلال الأزمات.
المصدر: