التاريخ:19/7/2020




أكّد صانع المحتوى، سيف الذهب، الذي يعشق التطوّع والعمل الإنساني، أن دولة الإمارات قدمت، خلال جائحة «كورونا» للعالم، نموذجاً حياً على أنها أقوى من الأزمة، وأن شعبها بتكاتفه وتعاونه قادر على الخروج سالماً غانماً من المحنة، مشيراً إلى أن حب الوطن والرغبة الصادقة في خدمته من أبرز الأسباب التي دفعته إلى الانخراط بفاعلية منذ نحو أربعة أشهر في عضوية التطوّع للعمل بأحد أكبر مراكز المسح الخاص بـ«كوفيد-19» في العاصمة أبوظبي.

وأوضح سيف - الذي يعتبر التطوّع ثقافة إماراتية بامتياز - أنه «استثمر تجربته السابقة في الحجر الصحي، التي جاءت على خلفية انخراطه من قبل متطوّعاً في (طواف الإمارات)، الذي تزامن مع ظهور وانتشار فيروس (كورونا) المستجد على الصعيد العالمي، وبداية حملة التعقيم الوطني العامة، ليستمر في مهمة معاضدة الجهود الإماراتية الرسمية لمكافحة المرض».

Volume 0%
 

كما كرّس صناعة المحتوى الرقمي، لتقديم برنامج شبابي يسلط، بالصوت والصورة، الضوء على جهود المتطوّعين الإماراتيين في تقديم كل أشكال الدعم في الأوقات العصيبة.

قائد فريق ناجح

في حواره مع «الإمارات اليوم»، توقف سيف الذهب، عند تجربته منذ عام 2015، ضمن فريق برنامج المارشال الإماراتي للتطوّع، والخبرة الميدانية التي اكتسبها منها، التي أسهمت بشكل كبير في نجاحه في قيادة فريق المتطوّعين، التابع لمركز «الوثبة»، منذ بداية افتتاحه أواخر شهر مارس الماضي، مضيفاً: «لا شك أن العمل التطوّعي في هذه الفترة يختلف تماماً عن بقية المشاركات السابقة في الفعاليات الرياضية والترفيهية، إضافة إلى مسؤولية الإشراف وتوجيه 30 متطوّعاً من الشباب للقيام بمهام متعددة تبدأ باستقبال المراجعين وفرزهم، بحسب مستوى اختلاطهم بالحالات المصابة، أو سفرهم إلى أماكن مصابة بالفيروس، مررواً بطرق تسجيل بيانات المراجعين، والإشراف على مجموعة المتطوّعين ممن يمتلكون خلفية طبية ومعلومات صحية تسهم في تقديم حزمة من الخدمات المتكاملة داخل المركز وخارجه، وصولاً إلى الإشراف على الفريق التقني، الذي يتكفل باستمرار بإيجاد حلول فورية لبعض المشكلات التقنية الراهنة».

صوت الواجب

حول كيفية التعامل مع المراجعين في مركز المسح، أوضح سيف الذهب أن «الواجب يحتّم على جميع المتطوّعين تفهم طبيعة ما يمر به كثيرون من حالات خوف وقلق وحيرة، وتساؤلات حول طبيعة المرض، وطرق العلاج، والوقاية منه». وقال إنه «لهذا السبب كان لابد من إخضاع المتطوّعين إلى دورات متخصصة للتعرف إلى مختلف الإجراءات الاحترازية المعتمدة، وكيفية تطبيق مفهوم التباعد الاجتماعي، وإلزامية استعمال الكمامات والقفازات، إلى جانب الاستخدام الدائم للمعقمات، وصولاً إلى إجراءات الفحص الروتينية، والمسح العام لكل المتطوّعين على مدار الأسبوع، للتأكد من سلامتهم وخلوهم من أعراض الإصابة».

توثيق التجربة

على صعيد آخر، وخارج العمل الإنساني الذي عشقه، نجح المتطوّع الإماراتي، خلال فترة تطوّعه التي لاتزال مستمرة إلى اليوم، في توثيق هذه التجربة الإنسانية ولحظات توافد مختلف فئات الجمهور إلى مراكز المسح لإجراء الفحوص الضرورية، مستفيداً من تجربته كصانع محتوى في برنامج «خلنا نجرب»، التي بدأها قبل سنوات على صفحته الشخصية على منصّة «إنستغرام»، ليسلط الضوء على خدمات مستشفى الإمارات الميداني، الذي يديره بالكامل فريق من المتطوّعين.

وأكد سيف: «لم يكن هدفي إظهار نفسي إعلامياً للناس، بقدر ما كان التوق إلى نقل هذه التجربة الحية إلى الجمهور، وتعريف كل فئات المتابعين بنجاحات الشباب الإماراتي الرائدة، وتجارب تطوّعه لخدمة الوطن، ومحاولته بذل قصارى الجهود من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها في وطني العزيز الإمارات، الذي قدم للعالم مثالاً حياً على أنه أقوى من هذه الأزمة، وأن شعبه قادر على لمّ الشمل ومعاضدة الجهود للخروج سالماً غانماً من هذه المحنة».

ونوّه بقيمة الرسائل الإنسانية التي كرّسها الشباب، عبر ثقافة التطوّع، التي يراهنون عليها في كل مرة، والتي تعكس «محبة الناس للوطن، ورغبتهم الصادقة في خدمته بشتى الطرق والأساليب».


الوقاية أولاً

توقف سيف الذهب عند تجربة تطوّعه الأخيرة، قائلاً: إنها «استثنائية، إذ زادت من ثقتي بقدرتي على خدمة مجتمعي وتحمّل أعباء المسؤولية بنجاح، ومن ثم مجابهة ضغوط الحياة ومفاجأتها. فيما جعلتني الظروف التي عايشتها في الأشهر الماضية، قادراً على البحث عن حلول لمختلف المشكلات، وإدارة أي نوع من الأزمات».

وشدد على أن الوقاية أفضل من العلاج، داعياً الجميع إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية.

أحلام مستقبلية

فضلاً عن كونه صانع محتوى هادف ومتطوّع في خدمة الوطن، يفخر سيف الذهب بأحلامه المستقبلية في أن يكون إعلامياً ناجحاً يتابع اليوم تخصصه في الإذاعة والتلفزيون في كلية الإعلام بأبوظبي، التي تعلم فيها مبادئ هذا العمل وصقل معلوماته في المجال، مضيفاً: «مازلت في عامي الثاني، وأطمح من خلال برنامجي (خلنا نجرب) إلى أن أقدم رؤية ثقافية شابة وطموحة تتناول مختلف التجارب المتعايشة على أرض الإمارات، وأعتقد أنني نجحت - إلى حد ما - في جذب اهتمام جمهور الشباب إلى ما أقدمه من محتوى ومعلومات وقصص اجتماعية وإنسانية واقعية، تضاف اليوم إلى توثيق تجاربي التطوّعية، التي استقطبت عدداً واسعاً من المتابعين الراغبين في الانضمام إلى مجال العمل التطوّعي، وهذا أمر يدعو إلى البهجة والفخر».

«وطني العزيز قدم للعالم مثالاً على أنه أقوى من الأزمة، وأن شعبه قادر على الخروج سالماً».


المصدر:

  • حياة الحرزي - دبي- الإمارت اليوم