التاريخ: 26/7/2020




كما هو معروف ان العمل التطوعي يساعد على إيجاد جو من الإخاء والانتماء والتكاتف الاجتماعي وأيضا ينمي القدرات الذهنية ويقوم بتأصيل المبادئ الإسلامية والتعاطف…ولقد أوصانا ديننا الحنيف بالمبادرة إلى الأعمال الإنسانية والتفاني فيها, ولا شك ان دولة الامارات وشعبها الأصيل يسيرون على نهج التطوع ومد يد العون من اجل الإنسانية وعليه عندما انتشرت جائحة كورونا هب الجميع دون استثناء للتطوع في كافة المجالات خدمة للوطن وحفاظاً على الصحة العامة للجميع في شتى المجالات , واليوم الإمارات أيضا سباقة في إيجاد لقاح للفيروس حيث تعد من الوجهات المثالية لاختبارات المرحلة الثالثة على لقاح “كوفيد 19” نظراً لتعدد الجنسيات وفيها أكثر من 200 جنسية مختلفة تعيش على أرضها الطيبة ما سيتيح أبحاثاً مفصلة، ويسهم في تعزيز جدوى التطبيق العالمي للقاح حال نجاح التجارب كما ان الدولة تتمتع ببنية تنافسية عالمية في البحوث والتجارب والرعاية الصحية.
وتماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة والتزامها بمحاربة الوباء من خلال جهود التعاون الدولية بدأت في العاصمة أبوظبي أولى التجارب السريرية العالمية للمرحلة الثالثة من لقاح محتمل ومدرج تحت مظلة منظمة الصحة العالمية مع توافر قدرات البحث والتطوير في المجال الطبي على مستوى دولة الإمارات لتعزيز القدرات المحلية التي أثبتت جدارتها لتصنيع اللقاح قريبا.
ولسياسة ونهج الإمارات التطوعي بادر الآلاف للتسجيل في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح «كوفيد 19» غير النشط في أبو ظبي خلال أول 24 ساعة من تفعيل رابط التسجيل ويأتي هذا الإقبال على التطوع بعد إجراء التجربة الرئيسية على 18 متطوعاً ضمن التجارب السريرية العالمية للمرحلة الثالثة من اللقاح لمكافحة الوباء آملين جميعاً أن تكلل التجربة بالنجاح وأن تكون الدولة سباقة في الإعلان عن نجاح التطعيم، بالشراكة مع شركة سينوفارم الصينية لإنتاج التطعيم.
وتستمر التجارب السريرية للمرحلة الثالثة لما يصل إلى 15 ألف متطوع من رجال ونساء وتتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 سنة ويحملون جنسيات مختلفة، وتمتد إلى مراحل مختلفة حيث ستتم عملية متابعة المتطوعين بطرق مكثفة بحسب البروتوكول المعتمد، على أن يخضع المتطوع قبل الدخول في الدراسة لعملية التقييم الصحية، إذ يتم العمل وفق أرقى وأدق المعايير الدولية المعتمدة في العالم.
ان المبادرة في المشاركة في الاعمال التطوعية وخاصة التي تصب في خدمة الإنسانية وفي هذا الوقت العصيب الذي يعيشه العالم دليل النهج الذي يسير عليه شعب الامارات والذي يمثل نموذجاً للعطاء الإنساني الذي لا يعرف الحدود أو الحواجز عند مواجهة أي تحد إنساني، وأصبحت الدولة عنواناً للخير والعطاء على مستوى العالم، انطلاقا من دعم القيادة الرشيدة للعمل الإنساني والنهوض به، والذي يشكل امتدادا لمسيرة الخير والعطاء الإنساني التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” من خلال مواقفه النبيلة تجاه القضايا الإنسانية على مستوى العالم ويواصل مسيرته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وقيادتنا الرشيدة.


المصدر: مريم النعيمي - الوطن