التاريخ: 1/10/2020




يعمل كبار المواطنين على تقديم إسهامات عدة، تحت مظلة العمل التطوعي، ليقدموا زبدة خبراتهم الكبيرة في مختلف ميادين الحياة، وهو ما دعا «البيان» إلى لقاء نخبة من الذين أفنوا حياتهم خدمة لوطنهم، والذين برهنوا على أنهم طاقة خلاقة ونموذج مشرق للعطاء الذي لا ينضب، مؤمنين بأن التقاعد ليس نهاية العطاء، وإنما بداية لمسيرة جديدة من العمل المخلص الجاد لاستكمال دورهم في مسيرة التنمية والازدهار.

خديجة بلال مبارك الشحي عضوة في جمعية شمل للفنون والتراث الشعبي برأس الخيمة منذ ست سنوات «بشكل تطوعي»، وتعمل مسؤولة طهي المأكولات الشعبية، ترى أن الإنسان خلق ليكون عنصراً فاعلاً في وطنه، لذلك فهي لا تتوانى عن أي فعالية أو نشاط سواء كان داخل الدولة أو خارجها وتحديداً تلك المناسبات، التي تحمل طابعاً وطنياً ودينياً، لافتة إلى أنهم يقومون إلى جانب تقديم الأكلات الشعبية بالحفاظ على الحرف الشعبية وتعليمها للأجيال الفتية.

موروث شعبي

وتبين الشحي أنها متزوجة ولديها 6 من الأبناء و16 من الأحفاد وما تعتبره على درجة من الأهمية هو نقل الموروث الشعبي لدولة الإمارات لأحفادها وتعليمهم «سنع الإمارات»، ليكونوا قادرين على المحافظة على عادات وتقاليد الدولة، التي تشكل هويتها الحضارية، وإذا لم يتم توارث هذه العادات لا يمكن حمايتها من الاندثار والضياع.

وأضافت: "حرصت على أن أربي أولادي على حب الوطن ومخافة الله، ليكونوا أعضاء نافعين في المجتمع، واليوم أفخر بأنني متزوجة منذ 47 عاماً، وأعيش في كنف أسرة متماسكة، وهو دور كبير ومحوري يقع على عاتقنا، ليكون مجتمعنا متحاباً ومترابطاً وخالياً من المشكلات الاجتماعية، التي تؤثر في كيان المجتمع، مشيرة إلى أن جزءاً من معادلة نجاحها متطوعة مساندة ودعم وإيمان زوجها بها، مثمنة في السياق ذاته الدعم الكبير، الذي يحظى به كبار المواطنين من لدن الحكومة الرشيدة في الدولة لمن خدموا الوطن، وعطاؤهم ما زال مستمراً، مشددة على أن قوة المجتمع تنبع من كبار المواطنين الذين يشكلون مدارس للتعليم والمعرفة.

بدوره يواصل عبد الله محمد المنصوري رحلة عطائه التي استهلها في سبعينيات القرن الماضي معلماً بعد أن تخرج في جامعة الإمارات وتدرج في منصبه حتى شغل منصب مدير مدرسة، وكانت محطته الأخيرة قبل التقاعد قي مدرسة المحمود لتعليم الثانوي بكلباء، وقد عمل مديراً لأربع مدارس منذ عام 1975وحتى 2007.

المنصوري متطوع فاعل لدى مركز التنمية الاجتماعية لمدينة كلباء التابع للوزارة، حيث يشارك في جميع المخيمات الكشفية داخل الدولة وخارجها، كما لديه العديد من المشاركات التربوية والاجتماعية والإعلامية والشهادات والأوسمة محلياً وخليجياً وعربياً.

مشروع خاص

وتملك عائشة بو جاس بخورفكان مشروعها الخاص كونها تعمل تحت مظلة الأسر المنتجة، الذي تدعمه وزارة تنمية المجتمع، لافتة إلى أنها متخصصة منذ 35 عاماً في مجال العطور والدخون وصناعة السمن والقهوة والبهارات، وكل من حولها في الأسرة يقف خلفها ويشجعها على العمل ومواصلة العطاء في ما تحب وتتقن، وقالت: حكومة الإمارات لا تقصر في حق كبار المواطنين، وتدعمهم وتبث فيها الطاقة الإيجابية دوماً، كما يحظون بامتيازات نوعية، وهو أمر لا غرابة فيه لأن القيادة الرشيدة تؤمن بهذه الفئة، فحرصت على سن التشريعات وإصدار القرارات الداعمة والضامنة لحياة كريمة ومستقرة لهم.

وتعتقد بو جاس أن التطوع أو العمل الخاص ضمن الأسر المنتجة فرصة لإطلاق العنان للشخص لاكتشاف ما لديه من مهارات وتوظيف خبراته العلمية والحياتية لتحقيق الفائدة المرجوة، مشيرة إلى أن وزارة تنمية المجتمع لا تكتفي بتوفير فرصة الانخراط في المجال التطوعي فحسب، بل تخلق فرصاً تطوعية، وتساعد في توظيف الفرد لمهاراته بالشكل النافع، مشددة على أن فتح المجال لكبار المواطنين للتطوع والعمل كان بمثابة مكافأة لهم لتفريغ طاقاتهم وتوظيف خبراتهم المتراكمة، بما يفيد المجتمع بكل شرائحه.


المصدر:

  • دبي- نورا الأمير- البيان