التاريخ: 18/10/2020
بعد غياب طويل للمعلمة إكرام الأسطل عن التعليم، ومرور أكثر من 20 عاماً على تقاعدها، عادت إلى نشاطها من جديد في ظل تفشي فيروس كورونا في قطاع غزة، للعمل على تعليم أطفال الحي الذي تسكن فيه وسط مدينة غزة، مادة الرياضيات، لاستغلال الحجر الصحي، وتنشيط ذاكرة الطلاب على موادهم التعليمية بشكل يومي.
فمع ساعات الصباح من كل يوم، ترتب المعلمة إكرام الأسطل «80 عاماً»، بيتها لاستقبال الطلاب الذين يسكنون معها في ذات البناية، لتبدأ بتعليمهم مادة الرياضيات، ومراجعة الدروس التي تأخروا عليها خلال منع الحركة في القطاع، وإغلاق المدارس، على الرغم من تقدمها في العمر.
عملت المعلمة الأسطل في مملكة البحرين لأكثر من 33 عاماً في سلك التعليم منذ العام 1964، وعادت إلى قطاع غزة عام 1995 لاستكمال مهنتها في التعليم، وعملت في مدارس القطاع لأكثر من 10 أعوام، وتطوعت الآن بعد سنوات من التقاعد لتعليم أطفال الحي والبناية مادتي الرياضيات والعلوم بدون أجر، لمساعدتهم على فهم المعادلات الرياضية. ولاحظت الأسطل إقبالاً واهتماماً من الطلاب وذويهم للحضور إلى بيتها الذي حولته إلى فصل دراسي، لأكثر من ساعتين يومياً، لتعليمهم ومراجعة دروسهم.
نموذج
وساندت الأسطل بذلك نظام التعلم عن بعد، الذي أفرزته جائحة كورونا، وقدمت نموذجاً رائعاً لتعليم الطلاب في البيوت، لمحاولة التغلب على صعوبات التعلم عن بعد، لا سيما وأن مادة الرياضيات تحتاج إلى متابعة التعلم في المعادلات الرياضية والحسابية. وقالت الأسطل لـ«البيان»، إنّ تطوعها لتعليم الطلاب جاء بعد إغلاق المدارس أمام الطلاب بعد فرض حالة حظر التجول، ولاحظت أن أعداد الطلاب تتزايد يوماً بعد يوم إلى منزلها. وانطلقت الأسطل في خطوتها ومبادرتها التعليمية، بعدما اشتكت إحدى جاراتها من صعوبة تعليم ابنتها على حل المسائل الرياضية المعقدة، وهنا بادرت لمساعدة الفتاة في البداية في مادة الرياضيات، وسرعان ما انتقلت الفكرة إلى بقية طلاب البناية والحي، ليتوافدوا يومياً إلى بيتها بدلاً من المدرسة.
مدرسة
ولا يغيب القلم والمسطرة والمثلث عن طاولة الطعام التي حولتها الأسطل إلى طاولة تعليمية لأربعة طلاب يداومون بشكل يومي كل صباح في بيتها، وبعد مغادرتهم يتوافد طلاب آخرون من الصفوف التعليمية الدنيا من باقي أبناء الحي. تحاول الأسطل تسخير أدوات المطبخ والصالون لتوضيح الدروس التعليمية، للتعايش مع الواقع الذي يعيشه طلاب قطاع غزة بعد إغلاق المدارس. وتضيف: «أشعر بسعادة كبيرة بعودتي للعمل، بعدما تركته سنوات طويلة، وبدأت بالتحضير للطلاب، كأني على رأس عملي في المدرسة، لأنهم بأمسّ الحاجة لهذه الدروس التعليمية، ولاحظت ذلك من خلال تفاعلهم مع الشرح الذي أقدمه لهم خلال الحصة الدراسية».
المصدر: