06/12/2020



أكد متطوعون ضمن فرق عمل مواجهة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيدـ 19)، أن قيادتنا الرشيدة تشجع على التطوع وضربت مثالاً عالمياً في خدمة الإنسانية خلال جائحة «كورونا» من خلال تقديمها الكثير من الخدمات والمساعدات للدول الصديقة والشقيقة على مستوى العالم. 
وقالوا لـ«الاتحاد» بمناسبة اليوم العالمي للتطوع: «تؤكد دولة الإمارات على ثقافة العمل التطوعي في تعزيز التنمية المستدامة، وبناء مستقبل أفضل للأجيال الجديدة، كما تتميز الدولة بوجود العديد من المؤسسات التطوعية التي تنظم العمل التطوعي وأنشطة خدمة المجتمع في جميع أنحاء الدولة». 
ويصادف اليوم العالمي للتطوع يوم الخامس من ديسمبر من كلِّ عام ميلادي وفقًا لما حدَّدته منظمة الأمم المتحدة في عام 1985م، ويهدف هذا اليوم إلى شكر جميع المتطوعين على جهودهم المبذولة دون مقابل، إضافة إلى رفع مستوى الوعي عند الناس من أجل زيادة مساهمتهم في بناء المجتمع. 

ثقافة التطوع
في البداية قال محمد الهرموزي، المشرف على المتطوعين ببرنامج «مارشال» بمراكز المسح الوطنية في دبي التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، إن «شيوخنا داعم قوي للعمل التطوعي، فدائماً ما يثنون على المتطوعين ويشجعونهم وكان لمبادرتهم أثر كبير وقوي لتحفيز العاملين بالعمل التطوعي».
وأضاف: «ما نلقاه من القيادة الرشيدة جعلنا نقبل على التطوع، وأبرز مثال على ذلك الأشخاص الذين تطوعوا لأخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا، رغم أن اللقاح في مرحلة التجريب». 
وأشار إلى أن العمل التطوعي الإماراتي، هو عمل مؤسسي ويدل على تمتع المجتمع بثقافة التطوع والعطاء والمشاركة وخدمة الآخرين، موضحاً أنه بدأ كمتطوع من بداية أزمة «كورونا» حتى أصبح مسؤولاً عن 3 مراكز بدبي للمسح الوطني لفيروس «كورونا». 
وذكر الهرموزي، أنه بدأ التطوع خلال تأديته لواجب الخدمة الوطنية، حيث كان يقضي إجازته خلال تأدية الخدمة في المشاركة التطوعية ضمن فرق مواجهة «كورونا»، وبعد أن أنجز تأدية واجب الخدمة تفرغ للعمل التطوعي ضمن برنامج «مارشال» التابعة لمنصة الإمارات للتطوع. 

تجربة سعودية
من جهته، أكد المتطوع السعودي، عبدالرحمن محمد المقرني، الذي جاء زائراً لدولة الإمارات وقرر التطوع لمواجهة «كورونا»، أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات تولي اهتماماً بالعمل التطوعي، لأنه تزكية للنفس واستفادة من الكوادر البشرية بشكل مثالي. 
وأشار المقرني، الذي تطوع من شهر مارس الماضي وحتى الآن، إلى أن حكومة الإمارات وفرت البيئة المناسبة للعمل التطوعي في كل المجالات، وقد أثبتت جائحة «كورونا» أن الإمارات عالمية في العمل التطوعي. 
ولفت إلى أن الإمارات تتميز بأنه يشارك في الأعمال التطوعية المواطنون والمقيمون وحتى شريحة من الزائرين، بسبب حبهم وشغفهم واستعدادهم لخدمة هذه البلاد التي يحبونها ويقدرون دورها محلياً وإقليمياً وعالمياً. 
ووصف المتطوع السعودي، المتطوعين في دولة الإمارات بأنهم «صورة مشرقة» لحب الوطن والاستعداد لرد الجميل، مشيراً إلى أن المتطوعين مستعدون لبذل الغالي والنفيس حباً وتقديراً لهذا الوطن المعطاء. 
وأكد المقرني، أن فترة جائحة «كورونا» كانت فرصة للتعبير عن حب الناس للإمارات سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو زائرين، لدرجة أننا رأينا أناساً يريدون التطوع، ولم يجدوا فرصة ووضعوا على قوائم الانتظار ليتم الاستعانة بهم في حالة الحاجة. 
وذكر أن دولة الإمارات تزخر بمئات الآلاف من التطوعين، الذين كانوا ولا زالوا رهن خدمة الوطن وتسخير إمكاناتهم وقدراتهم. 

«جيش المتطوعين» 
بدوره قال الدكتور خالد لوتاه، منسق مركز المتطوعين في هيئة الصحة بدبي: «خلال جائحة كورونا وجدنا المجتمع بشكل عام والشباب بشكل خاص، أثبتوا كفاءتهم التطوعية، وحيث ينظر الجميع للتطوع على أنه جزء من الوطنية وأحد مظاهرها». 
وأضاف: «مع بداية الجائحة جاءتنا طلبات للتطوع تقدمها بها آلاف من الأشخاص سواء رجالاً أو نساء كباراً أو صغاراً، من بينها طلبات من أطباء ومهندسين، والكل ترك لنا حرية تكليفه بالأعمال التي نحددها في المركز». 
وأشار إلى أنه بلغ إجمالي المتطوعين المسجلين بمركز الاتصال بدبي 4500 متطوع، وقدم المتطوعون جهوداً كبيرة ومقدرة ساعدت هيئة الصحة بدبي على توفير أرقي وأفضل خدمات الرعاية للمصابين بفيروس «كورونا». 
وذكر أنه يوجد متطوعون بشكل يومي وآخرون بشكل أسبوعي، وكان من اللافت أن الدولة تزخر بكفاءات تطوعية منقطعة النظير ومتنوعة وتملتك قدرات عالية جداً، وهذا يدل على ما تتمتع به دولتنا من كفاءات وخبرات. 
وأفاد لوتاه، أن المتطوعين في مركز الاتصال التابع لهيئة صحة دبي، أنجزوا خلال فترة معينة 16 ألف اتصال بالمسافرين القادمين للتأكد من التزامهم بالحجر الصحي، وذلك حتى منتصف شهر مايو الماضي. 
وقال رئيس مركز المتطوعين بهيئة الصحة بدبي: «قيادتنا توفر كل العوامل اللازمة للعمل التطوعي، لذلك كان المتطوعون من أقوى فرق العمل خلال الجائحة، وقدموا كفاءات عالية وقادرة». 
وأضاف: «الدولة تثق في المتطوعين، وهم بدورهم أثبتوا كفاءاتهم، لتقدم تجربة مواجهة فيروس كورونا دليلاً عملياً على البنية التحتية المتميزة التي تتمتع بها دولة الإمارات في العمل التطوعي». 

كفاءات وخبرات
إلى ذلك، أفادت فاطمة إبراهيم، التي تطوعت ضمن مركز الاتصال للمتطوعين بدبي، خلال جائحة «كورونا»، أن دولتنا رائدة في مجال العمل التطوعي، ولذلك قيادتنا بادرت بمساعدة العالم خلال الجائحة، وقدمت مساعدة طبية وإغاثية للعديد من الدول. 
ووصفت إبراهيم، تجربتها بالعمل التطوعي بأنها كانت «مفيدة جداً وجميلة»، حيث قدمت الخدمة للآخرين وفي نفس الوقت استطاعت من خلالها اكتساب معارف جديدة وإظهار قدرات كامنة، بالإضافة إلى التعرف على خبرات وثقافات متنوعة واكتساب صداقات وعلاقات جديدة. 
وقالت: «يعد العمل التطوعي شيئاً متجذراً في ثقافة الإمارات، وقد تطوعت في هذا المركز ليكون جزءاً بسيطاً من رح الجميل، فأنا كإنسانة شعرت أن علي مسؤولية أن أساعد بلدي في مكافحة هذه الأزمة الصحية التي تسود العالم كله». 
وأشارت إبراهيم، التي تعمل في الأساس رئيسة شعبة التأهيل في هيئة الصحة بدبي، إلى أنها بدأت متطوعة في المركز، ثم أصبحت مسؤولة فريق، وتولت توزيع الفرق وترتيب الجوال للتواصل، وشرح خطوات العمل للمتطوعين. 
وذكرت إبراهيم، أن مركز الاتصال كان يتصل بجميع المسافرين العائدين إلى الدولة، حيث يتم الاطمئنان على صحة هؤلاء الأشخاص ومعرفة وجود أعراض من عدمه والتأكد من التزامهم بالحجر الصحي. 
ولفتت إبراهيم، إلى أن فرق الاتصال كانت تتابع الحالة الصحية للأشخاص الموجودين في الحجر المنزلي وإرشادهم لمعرفة نتائج فحوصهم، وتقديم الدعم النفسي لبعضهم، بالإضافة إلى توضيح دور الحجر الصحي في الحفاظ على صحة المجتمع.


المصدر: الاتحاد