06/12/2020
أكد متطوعون أن التطوع قيمة إنسانية عظيمة، تسهم في خدمة المجتمع والفرد، على حد سواء، مطالبين أفراد المجتمع، من واقع شعورهم بالمسؤولية، بالانخراط في العمل التطوعي، لتحقيق المشاركة المجتمعية، معتبرين التطوع امتداداً للمواطنة الحقيقية، وتعبيراً عن حب الوطن.
وأفاد عضو المجلس الوطني الاتحادي، محمد عيسى الكشف أنه بدأ مسيرة العمل التطوعي في عام 2004-2005، معتبراً التطوع أحد المجالات الهامة آنذاك، لتفريغ الطاقات الشبابية، في ما يخدم وينفع المجتمع، مشيراً إلى أنه، برغم تزايد المسؤوليات، إلا أنه استمر في المجال، وتمكن من تنظيم وقته والموازنة بين حياته الأسرية والعملية والتطوعية، حتى وصل حالياً إلى منصب قائد فريق سفراء السعادة التطوعي في عجمان، تحت مظلة شبكة رؤية الإمارات الإعلامية.
ويرى الكشف من واقع خبرته الميدانية، أن ثقافة التطوع نمت في مجتمع الإمارات بشكل كبير، بل وباتت تصدر رسائل إيجابية إلى العالم في هذا الإطار، وخير مثال جائحة «كورونا»، التزم الجميع في منازلهم، بسبب الإجراءات والتدابير الاحترازية، وفي المقابل، كانت حصيلة المتطوعين الذين التحقوا لتأدية مهام مختلفة كبيراً جداً، ويدعو للفخر.
وأضاف، أصبح التطوع أسلوب حياة، كونه يصقل المهارات، وينمي الشخصية، معبراً عن فخره واستمراره في المجال لأجل الوطن الغالي، ولكل القيم الجميلة التي تحملها رسالة التطوع الإنسانية.
وذكر أن ترسيخ العمل التطوعي، نهج دولة، للنهوض بالخمسين عاماً المقبلة، والمضي بمستقبل مشرق، متسلحة بخبرات كافية، مشيراً إلى أن الدولة أثبتت في ظل خطر فيروس «كورونا»، قدرتها على بناء جيل متطوع واعٍ، فيما ستبقى المسيرة مستمرة.
نموذج ملهم
ويضرب محمد أبو بكر الجنيد، مثالاً هاماً، كونه متطوعاً من فئة أصحاب الهمم، ويبلغ من العمر 35 سنة، وهو مدرب تأهيل مهني لأصحاب الهمم. ويطمح لإنشاء مشروعه الخاص، ويحمل الماجستير في الإدارة الهندسية، وبكالوريوس كيمياء عامة تخصص، وله رصيد من المشاركات في دورات وورش تنمية موارد بشرية. ويرى أن التطوع أسهم في تنمية مهارات القيادة لديه، وساهمت في تجديد الطاقة الإيجابية، وزيادة رصيده من العلاقات الاجتماعية، وتنمية المواهب والمهارات، مثل الإدارة المالية.
أما عبد الله سيف بن طوق، فهو من أصحاب الهمم الذين لبوا نداء الواجب الوطني، بداية أزمة «كورونا»، وكان الأول على مستوى الدولة، الذي انخرط متطوعاً، معتبراً أن الأمر واجب وطني، يستوجب التحرك، سواء أصحاء أو أصحاب الهمم، قائلاً: «علينا أن نفدي دولتنا بالغالي والنفيس».
بن طوق بدا خطواته التطوعية قبل عامين، في رمضان أمان، حيث كانت مهمته المشاركة في توزيع وجبات الفطور على قبل آذان المغرب، ثم التطوع في خيمة المسح الوطني في إمارة أم القيوين، تلبية لنداء الوطن، وسيظل حتى زوال الفيروس، مشيراً إلى أن قيمة العمل التطوعي، تكمن في الفائدة التي يتحصل عليها الفرد، سواء بقدرته على تعلم مهارات العمل الجماعي، والتعامل مع الجمهور على اختلاف فئاته.
فريق محترف
ويتحدث أحمد عبد الله سعد، وهو موظف في شركة «أدنوك»، عن مسيرته التطوعية في عام 2011، خلال سباقات الفورميلا في أبوظبي، إذ استمر في مجال التطوع الرياضي بشكل أساسي، وساهم في تكوين فريق المارشال الإماراتي، الذي يعتبر حالياً من أكبر الفرق التطوعية في الدولة، وأول فريق تطوعي رياضي بشكل محترف ومتخصص، وتطرق أيضاً إلى مشاركته في كأس العالم للأندية، كأس أمم آسيا، والأولمبياد الخاص بنسختيه الإقليمية والعالمية، وطواف أبوظبي، والذي تم دمجه مع طواف دبي، وأصبح طواف الإمارات الدولي، علاوة على مشاركات خارجية، كتنظيم سباق الفورميلا 1 في البحرين وأمريكا والمكسيك وأذربيجان وغيرها، مشيراً إلى أن آخر مشاركة خارجية، كانت المساهمة في تنظيم ماراثون الشيخ زايد الخيري 2019، في مدينة السويس المصرية، والتي تكللت بالنجاح الكبير، كما أفاد بأنه عضو في لجنة الدعم الإداري لبرنامج المارشال الإماراتي، الرافد الأول للمتطوعين المشاركين، في خط الدفاع الأول، في معظم مراكز المسح وفريق الاستجابة.
وقال من خلال التطوع، تعرفت على كوكبة من شباب وبنات الإمارات المتحمسين لرفع راية الدولة في كل المحافل، والعمل معهم بروح الفريق الواحد، واكتساب العديد من الخبرات والمهارات، وتطوير الذات على الصعيد الشخصي والمهني.
وتتحدث أسماء أحمد يوسف الشحي مسؤولة تطوع، نائب مدير متطوعي مركز المسح الوطني في رأس الخيمة، خريجة الإعلام التطبيقي، عن أهمية التطوع، باعتباره واجباً وطنياً، وعلى المرء أن يسعى بأي طريقة لرد الجميل وكسب الثواب، مشيرة، وهي المتطوعة منذ كانت طفلة صغيرة، أنها تحب فعل الخير، ومساعدة المحتاجين، وعليه، شعرت أن المجال التطوعي خيار ممتاز، يساعدها في تعزيز القيم الإنسانية التي بداخلها، فكانت مشاركة فاعلة في الهلال الأحمر في مدرستها، وفي عام 2012، شاركت في برنامج تكاتف التطوعي التابع لمؤسسة الإمارات، وكانت قائد متطوعين على مستوى إمارة رأس الخيمة، مشيرة إلى أن طابع العمل التطوعي الخاص بها، لم يكن تنظيمياً بحتاً، بل مبادرات إنسانية تخدم المجتمع.
وتطرقت الشحي لدورهم كمتطوعين في بداية أزمة «كورونا»، قائلة لم أتردد بأن أكون ضمن الصفوف الأولى في مواجهة كوفيد 19، حيث شغلت مهام مسؤول المتطوعين ونائب مدير متطوعي مركز المسح الوطني في رأس الخيمة، لافتة إلى أنه بالرغم من المخاطر، إلا أن الجهد مستمر في مواجهة الأزمة، على أمل الوصول للحالة صفر، لخدمة الوطن والمواطن.
اندماج
إيمان العبيدلي، والدة عبد العزيز آل علي، وهو من فئة أصحاب الهمم «متلازمة دوان»، قالت إنها كانت تمارس أعمالاً تطوعية في دار المسنين، حتى علمت أن الطفل الذي تنتظر قدومه للحياة، من أصحاب الهمم، فباشرت بالقراءة والتبحر لمعرفة كيفية التعامل مع المرض، مشيرة إلى أن تطوعها حمل شكلاً آخر، فبدأت تعرض خدماتها على أسر الأطفال المصابين، وتساعدهم على الاندماج في المجتمع، وممارسة بعض الهوايات أيضاً.
وقالت إنها مسؤولة الفريق الرياضي في جمعية متلازمة دوان، معتبرة الأمر شرفاً كبيراً لها، حيث تشجع الأولاد على خوض بطولات، وهو ما يساعدهم ويمكنهم من ممارسة حياتهم بصورة أفضل.
المصدر: البيان - دبي