06/02/2021



أكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن الهيئة أصبحت صرحاً إنسانياً وتنموياً يشار إليه بالبنان محلياً وإقليمياً ودولياً، وذلك بفضل الدعم والمساندة التي تجدها من القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واهتمام ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس الهيئة، لبرامجها ومشاريعها وتحركاتها المستمرة على الساحة الإنسانية الدولية، إلى جانب مساندة ودعم المانحين والمتبرعين.

وقال الفلاحي: «إن قيادة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، لمسيرة الهيئة قرابة 4 عقود عزز قدراتها، ووضعها في مقدمة المنظمات التي تمتلك حلولاً جريئة ومبتكرة لكافة القضايا الإنسانية التي تؤرق المجتمعات البشرية».

ونوه بالجهود البارزة والأدوار الرائدة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر، على صعيد دعم مشاريع الهيئة التي من أبرزها «صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة، الذي تأسس بمبادرة من سموها لتخفيف معاناة المرأة وحمايتها من آثار اللجوء الصعبة بسبب النزاعات والكوارث».

وأضاف الفلاحي في حوار خاص مع وكالة أنباء الإمارات «وام»: «حملت الهيئة على عاتقها على مدار 38 عاماً مسؤولية إيصال رسالة المحبة والسلام من الإمارات إلى كل شعوب العالم التي تعاني وطأة الظروف، وذلك من خلال برامجها ومشاريعها المنتشرة على مستوى العالم دون تمييز.. وستظل الحاجة هي المعيار الوحيد لتلبية نداء الإنسانية، وتقديم المساعدة المطلوبة». مؤكداً أن الهيئة تحقق كل يوم مزيداً من الإنجازات ما يكفل لها الريادة والتميز والتفوق في مجال تخفيف المعاناة أينما وجدت إلى جانب صون الكرامة الإنسانية.

وقال الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي: «بهذه المناسبة نتوجه بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي منح الأمان والطمأنينة للمواطنين والمقيمين على أرض الإمارات منذ بداية أزمة كورونا، وكانت مواقف سموه ولا تزال فخراً لنا.. فقد عهدناه دوماً من القادة الأوفياء العظماء على مر التاريخ»، منوها بمقولة سموه «لا تشلون هم» والتي ترجمت إلى أفعال بثت الطمأنينة والأمان في قلب كل من يقيم على أرض الإمارات الطبية.
وأكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي، أن عام 2020 شهد تحديات كبيرة عالمياً على المستوى الإنساني جراء انتشار جائحة «كوفيد- 19» ولولا المتابعة والاهتمام الكبير من القيادة الرشيدة وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، للجهود الإنسانية والخيرية في الداخل والخارج لما تحققت الإنجازات والنجاحات الإنسانية والخيرية للهيئة.
وأضاف الفلاحي، أن توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان منذ بداية «كورونا» كانت واضحة بالتركيز على الشأن المحلي ومساندة الجهود الوطنية عبر تعزيز عمليات الهلال الأحمر في الداخل على نطاق جغرافي واسع لتلبية احتياجات مختلف شرائح المجتمع من خلال مراكز الهلال الأحمر وفروعه المنتشرة على مستوى الدولة.
وأوضح الفلاحي، أن ما تحقق يؤكد الاهتمام الكبير من قبل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، بشؤون المواطنين والمقيمين وتلبية احتياجاتهم على أكمل وجه وهذا الأمر ليس غريباً على دولة الإمارات كوننا في دولة تأسست على أيدي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي زرع الحب والخير في نفوس أبنائها والمقيمين على أرضها.
وأشار الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، إلى أن تضافر جهود القيادة الرشيدة والكوادر الوطنية والمؤسسات العاملة في الخطوط الأمامية أسهم في تحقيق الإنجازات تلو الأخرى، منوهاً بالدور الكبير الذي قامت به هيئة الهلال الأحمر خلال جائحة «كورنا» ولا يزال؛ إذ تم بتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان تخصيص أكبر ميزانية للشأن المحلي في تاريخ الهيئة وذلك خلال عام 2020.
وقال إن ذكرى مرور 38 عاماً على تأسيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مدعاة للفخر والاعتزاز.. مشيراً إلى أن الهيئة وصلت إلى شرائح واسعة جداً في المجتمع وتمكنت من تغطية عملياتها الإنسانية خارجياً في أكثر من 100 دولة في السنة الواحدة.
وأضاف الفلاحي: «أتوجه بالشكر والتقدير إلى كل من أسهم معنا في إنجاح هذه المؤسسة العظيمة من محسنين ومتطوعين ومستفيدين ونعاهدهم بأن نكون عند حسن ظنهم دائماً كوننا مؤتمنين على هذه المؤسسة وهو ما يتطلب منا جميعاً أن نؤدي الأمانة على أكمل وجه داخل الدولة أو خارجها».
وأكد الفلاحي، أن الهيئة تنظر إلى المستقبل بتفاؤل كبير لتعزيز تواجدها الإنساني على الساحة الدولية ومواصلة نهجها الخيري بتوجيهات القيادة الرشيدة.
وحول مبادرات وبرامج الهلال الأحمر خلال أزمة كورونا، وعدد المستفيدين منها في الدولة، قال الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي «إن الهيئة نفذت بمتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، عدداً من المبادرات المجتمعية النوعية للتصدي لجائحة كورونا على مستوى الدولة استفاد منها 2,435,340 شخصاً، وتضمنت تلك المبادرات مجالات حيوية، كالصحة والتعليم والأمن الغذائي، ودعم أسر المصابين والمتوفين، وتلبية نداءات عدد من السفارات لمساعدة رعاياها المتأثرين بالجائحة في الدولة، إلى جانب تقديم مساعدات للعمال والعالقين في الدولة بسبب توقف الطيران جراء الوباء، إضافة إلى برامج خاصة بلم شمل الأسر التي تفرقت نتيجة الجائحة».
وفيما يخص الشراكات الدولية لهيئة الهلال الأحمر في المجال الإنساني والإغاثي، أوضح الفلاحي أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ترتبط بشراكات ذكية واستراتيجية مع عدد كبير من المنظمات الإقليمية والدولية، ومكونات الحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر وتصنف هيئتنا الوطنية ضمن المنظمات المانحة الرئيسية في المجال الإنساني لذا نعمل بكل دأب بالتعاون والتنسيق مع جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر الوطنية، ونشارك في برامجها داخل ساحاتها المحلية، وندعم قدراتها للقيام بمهامها تجاه المستفيدين من خدماتها على الوجه الأفضل.
وقال: «لدينا أيضاً شراكات مع منظمات الأمم المتحدة الإنسانية والتنموية، مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة» يونيسيف «والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الصحة العالمية، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى؛ حيث ننفذ عدداً من البرامج مع كل منظمة على حدة وقد أسهمت هذه الشراكات في تحقيق مكتسبات إنسانية وتنموية عديدة للمستهدفين في عدد من الساحات المضطربة».
وحول القيمة الإجمالية المقدرة لمساعدات الهلال الأحمر خلال السنوات الخمس الأخيرة، قال: «إن قيمة البرامج والمشاريع خلال السنوات الخمس الأخيرة بلغت نحو 3 مليارات و788 مليوناً و147 ألف درهم، منها مليار و665 مليوناً و158 ألفاً و425 درهماً مثلت تكلفة العمليات الإغاثية، فيما بلغت تكلفة المشاريع التنموية ملياراً و27 مليوناً و154 ألفاً و794 درهماً في حين بلغت قيمة برامج كفالات الأيتام 779 مليوناً و577 ألفاً و154 درهماً، إضافة إلى 316 مليوناً و256 ألفاً و815 درهماً، عبارة عن قيمة المساعدات الإنسانية الأخرى في عدد من المجالات».
وحول الحملات الإنسانية التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر تضامناً مع الشعوب والمجتمعات التي تعرضت لكوارث أو نزاعات، أشار الفلاحي، إلى أن الهيئة أطلقت عبر مسيرتها الإنسانية العديد من الحملات والمبادرات في هذا الصدد، موضحاً أنه يتم إطلاق هذه الحملات في الحالات التي تكون فيها الأزمة أو الكارثة كبيرة في حجمها وتداعياتها على حياة الناس البسطاء وآخرها الحملة التي أطلقتها الهيئة مؤخراً لدعم ومساعدة المتأثرين من السيول والفيضانات في السودان، ولا تزال فعالياتها مستمرة حتى الآن، ولهذه الحملات فوائد عدة، فإلى جانب المردود المالي الذي توفره لتلبية احتياجات المتضررين والمتأثرين، فإنها تسلط الضوء على حجم الأزمة أو الكارثة، وتوفر معلومات عن الأضرار وتداعياتها وتعمل على تشكيل رأي عام يتضامن مع المتأثرين بها والوقوف بجانبهم، ونحن في دولة الإمارات نحمد الله كثيراً على أن مجتمعنا دائماً يتفاعل مع هذه الكوارث ويبذل كل ما يستطيع لتخفيف وطأتها عن كاهل المتضررين.
وفيما يخص الدول المستفيدة من مساعدات الهلال الأحمر، قال الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي: «إن الهيئة تنظر إلى المجتمع الدولي كعضو واحد، ولا نفرق بين دولة وأخرى مساعداتنا نقدمها للجميع دون استثناء وحسب الحاجة، ودون النظر لأي اعتبارات غير إنسانية، فالإنسان هو الإنسان أينما كان، وواجبنا أن نقف معه متى ما دعت الحاجة غير أن هناك ساحات وأقاليم تتعرض باستمرار لأزمات وكوارث لذلك يكون التركيز عليها أكبر وهذه الساحات معروفة لدى الجميع خاصة في منطقتنا العربية وآسيا وإفريقيا، وجميعها كانت بالنسبة لنا محل اهتمام وبذل وعطاء».
وحول دور هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في ترسيخ النموذج الإنساني للإمارات، أكد الفلاحي، أن المكانة التي تبوأتها دولة الإمارات في المجال الإنساني والتنموي بفضل الأسس الراسخة التي وضعها المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمبادرات التي تضطلع بها القيادة الرشيدة حالياً، وضعتنا أمام مسؤولية كبيرة؛ إذ لابد أن تكون هيئتنا الوطنية على مستوى مكانة الدولة التي جاءت في مقدمة الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية، مقارنة بدخلها القومي خلال السنوات الأخيرة.
وحول عدد المتطوعين في الهيئة، قال: «تشهد برامج الهيئة في مجال تعزيز أوجه العمل التطوعي ونشر مضامينه بين فئات المجتمع توسعاً مستمراً، وتعمل الهيئة على استقطاب المتطوعين من مختلف التخصصات لتعزيز برامج الهيئة وأنشطتها، وبلغ عدد المتطوعين في الهيئة حتى الآن 45 ألفاً و463 متطوعاً فيما بلغت ساعات العمل التطوعية من بداية عام 2020 وحتى الآن نحو 259 ألف ساعة تطوعية ويعتبر هذا الرقم الأكبر في تاريخ الهيئة من حيث عدد الساعات المنجزة».
وحول دور الهيئة في رعاية اللاجئين ودعم مخيماتهم ومساندة أوضاعهم، أشار الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، إلى أن قضايا اللاجئين والنازحين وأوضاعهم الإنسانية حول العالم تمثل هماً دائماً للهيئة، موضحاً أن من أبرز مشاريع الهيئة في هذا الصدد، صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة، الذي تأسس بمبادرة كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات» الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر، لتخفيف معاناة المرأة وحمايتها من آثار اللجوء الصعبة بسبب النزاعات والكوارث. (وام)


المصدر: الخليج