08/02/2021


يتنافس 30 متطوعاً يومياً من «كلنا شرطة» على خدمة زوار مهرجان الشيخ زايد بمنطقة الوثبة ودعم الأنشطة المجتمعية، ضمن أجواء تطبق التعليمات الاحترازية، وفي إطار التباعد الجسدي، حيث تمثل تلك الأيادي البيضاء في المهرجان، طاقة إيجابية تعمل على نجاح فعالياته، المستمرة من 20 نوفمبر الماضي إلى 20 فبراير الجاري.

طاقة وحيوية
ويشكل مهرجان الشيخ زايد منصة للتفاعل وصقل المهارات، لا سيما أنه يحتضن مختلف الجنسيات، حيث تجد عند دخولك المهرجان العديد من الأشخاص، الذين يسعون لتقديم خدماتهم.. شباب من أبناء الوطن، موزعين على زوايا المهرجان وأجنحته، كلهم حماس وطاقة وحيوية، يعملون بحب وشغف على إسعاد الجمهور خلال الحدث العالمي، من هؤلاء متطوعو «كلنا شرطة»، الذين يعملون على تعزيز قيم الالتزام بالمسؤولية والخدمة العامة، والمشاركة المجتمعية.

 

مبادرة وقيم
وتمد مبادرة «كلنا شرطة» بقطاع أمن المجتمع في شرطة أبوظبي، جسور التواصل مع المجتمع وتحقق انخراطاً أكبر لأفراده في جهود تعزيز الأمن والأمان، التي تبذلها الشرطة بما ينعكس إيجاباً على المشهد الأمني والحضاري المتطور في الإمارة، وتفتح هذه المبادرة الباب أمام جميع أفراد مجتمع إمارة أبوظبي من مختلف الجنسيات ممن يجدون في أنفسهم الكفاءة والمقدرة للانضمام إلى عضويتها، والإسهام في الحفاظ على أمن وأمان مجتمعاتهم المحلية وأحيائهم السكنية، وبالتالي الحفاظ على مكتسبات الإمارة، فمن خلال «كلنا شرطة» يستطيع أفراد المجتمع بكافة شرائحه وفئاته الانضمام إلى المبادرة، الأمر الذي يُسهم في رفع مستوى الوعي وتطوير الذات من خلال المهارات والخبرات المختلفة عبر تعاملهم مع طيف واسع من التنوع المجتمعي.

تدفق جماهيري
وقال الرائد سالم عمر الكثيري مدير فرع «كلنا شرطة» المناطق الخارجية بإدارة الشرطة المجتمعية: إن متطوعي مبادرة «كلنا شرطة» في المهرجان والذين تصل أعدادهم إلى 30 متطوعاً يومياً، وتزيد خلال عطلة نهاية وخلال الإجازات الرسمية والمناسبات الوطنية مثل اليوم الوطني وليلة رأس السنة، حيث فاق العدد 105 متطوعين، موضحاً أن المتطوعين يتواجدون في مختلف الأجنحة، ويقدمون الدعم اللازم بشكل يومي أثناء المسابقات والفعاليات والأنشطة التي تقام في كل جناح، ويساعدون على التنظيم والحفاظ على المسافات وعدم الازدحام، وكذلك تقديم الدعم اللازم عند المداخل والمخارج وتسهيل حركة الدخول وخروج الجمهور بسهولة.

 

توعية
وللحفاظ على انسيابية الفعاليات، وضمان استمتاع الجمهور بمختلف الأنشطة في ظروف آمنة، فإن متطوعي «كلنا شرطة» يواصلون توعية الجمهور بضرورة الالتزام بتعاليم السلامة والتباعد، لا سيما أثناء تنظيم الفعاليات الكبيرة، كما يسعون لخدمة جمهور المهرجان بكل شغف وحب، قاسمهم المشترك خدمة المجتمع، حيث أصبح المهرجان بالنسبة لهم بيتهم الثاني، وبات أغلبهم ينتظر هذا الحدث الدولي سنوياً، ليعودوا إلى خدمة الزوار، مؤكدين أن التطوع في مهرجان الشيخ زايد، إضافة ومكسب كبيران بالنسبة لهم، لا سيما أنه يعتبر ملتقى لحضارات متعددة وانفتاحاً على مختلف الجنسيات، مما أكسبهم خبرات كبيرة على مدار سنوات انعقاد المهرجان، حيث تستقطب «كلنا شرطة» متطوعين من مختلف الجنسيات، همهم الوحيد خدمة الناس وإنجاح الفعاليات ورد الجميل للوطن.
وأشار الرائد الكثيري إلى أن المتطوعين يتميزون بنشاط وهمة عاليتين، ولا يدخرون جهداً في العمل من الثانية والنصف بعد الظهر إلى منصف الليل، مؤكداً أن هناك من يتطوع يومياً، وبات جزءاً من الحدث.

 

مساعدة الأطفال
مهام كثيرة تلك التي يقوم بها أعضاء فريق «كلنا شرطة» سواءً في مجال ضمان انسيابية العمل وتسهيل الفعاليات والحفاظ على التباعد، أو في مساعدة الأطفال وكبار المواطنين، حيث تندرج تحت مهامهم، مساعدة الأطفال المفقودين في المهرجان، وتسليمهم إلى مجلس الطفل، المتواجد عند البوابة الرئيسية، لإعادتهم إلى ذويهم، لا سيما خلال الفعاليات الكبيرة، حيث يزيد أعداد الأطفال الذين يبتعدون لسبب أو لآخر عن أسرهم، وتندرج هذه المبادرة النبيلة في شكلها ومحتواها، ضمن تعزيز القيم النبيلة بين فريق «كلنا شرطة»، من الشباب والفتيات، في إطار عام من عوامل ومقومات تعزيز روح الولاء والانتماء، وبذل المزيد من الجهد لرسم الابتسامة على وجوه الجميع.

مهارات
وأوضح الرائد الكثيري أن المتطوعين يقومون بأدوار رئيسية عدة، وأدوار إضافية، منها دعم الجهات المشاركة في المهرجان، وأدوار في الفعاليات المصاحبة للمهرجان، مثل حملة التبرع بالدم وتنظيم عملية فحص «كوفيد- 19»، حيث يتم تنظيم عملية فحص المشاركين في المهرجان أسبوعياً.
وأكد الكثيري أن مبادرة «كلنا شرطة» يشارك فيها مختلف الجنسيات، حيث يسعى الجميع لخدمة المهرجان، من جميع أبناء الوطن من طلاب جامعات وموظفين، موضحاً أن التطوع مفتوح في مختلف مناطق المهرجان والأدوار تتنوع باختلاف الأيام، حيث يتناوب المتطوعون على مناطق المهرجان، مشيراً إلى أن أغلب المتطوعين يقومون بهذه المهمة حباً في الوطن، وأوضح أن التطوع يكسب المتطوع مهارات عديدة، أهمها القدرة على إيجاد حلول للمشاكل، والتواصل مع مختلف الجنسيات وأنماط الشخصيات، لا سيما أن المهرجان ذو صبغة عالمية وجمهوره متنوع، مما يجعل المتطوع يتعلم أكثر من لغة لتحقيق التواصل مع مختلف الجنسيات.

 

غرس قيم التعايش
تكرس مبادرة «كلنا شرطة» نهج الإمارات في غرس قيم التعايش السلمي والتسامح في نفوس جميع أفراد المجتمع، مما سيكون لها الأثر الإيجابي في حياتهم الحالية والمستقبلية، فالمبادرة هي جزء لا يتجزأ من مبادرة «التربية الأخلاقية» التي أطلقتها القيادة الرشيدة، لتؤسس لمرحلة ستشكل إنتاجاً معرفياً مقروناً بحزمة من المبادئ الأخلاقية التي ستنهض بالأسرة والمجتمع لرفع صروح المستقبل، وتوكد أن ميزة الأمن والأمان والاستقرار، التي تتمتع بها إمارة أبوظبي تعد مسؤولية الجميع، وهي لم تأت من فراغ، بل من خلال العمل الجاد والتعاون المشترك والوثيق بين كافة المؤسسات المعنية وأفراد المجتمع.

 

المصدر: أبوظبي - الاتحاد