22/02/2021
تأتي الأزمات لتفرض تحدياتها، ويقال: إن الصعوبة هي الأساس الصلب الذي تبنى عليه الإنجازات، وليست الظروف التي فرضتها الجائحة باستثناء، فقد جاء الفيروس فارضاً للقيود، مثيراً للمخاوف، وفي الوقت نفسه كان سبباً لتبلور معزوفة البطولة والتفاني التي شهدتها الدولة، والتي شارك فيها الجميع. فقد أبدت إسراء الآغا، طالبة الطب الأردنية، والتي لم يتجاوز عمرها 22 عاماً، شجاعة كبيرة خلال فترة تطوعها لمواجهة فيروس «كوفيد-19»، وقامت على خير وجه - خلال ذروة الجائحة- بالمهام الصعبة التي أوكلت إليها بشكل يومي، والتي يحجم عنها الآخرون كالاتصال بشخص لإخباره بإصابة أحد أفراد أسرته، وأن عليه أن يستعد لإجراءات العزل التام. وتنضم إسراء إلى عدد كبير من العاملين والمتطوعين في مجال الرعاية الصحية الذين تم تكريمهم من قبل مكتب فخر الوطن؛ لقاء ما بذلوه من جهود استثنائية؛ لحماية الناس أثناء الجائحة، وخطت إسراء ملحمتها الخاصة جداً، بعد أن رست قصتها التطوعية في مواجهة الفيروس في محطات عدة من مركز عجمان للطب الوقائي، إلى مستشفى القاسمي في الشارقة إلى المرافق الطبية المتعددة في مختلف الإمارات، لتؤسس إسراء قصة خاصة تشبهها، بها الكثير من التضحية والعاطفة والألم والأمل. بداية ملهمة تعيش إسراء الآغا في عجمان برفقة شقيقيها الأصغر سناً منها، ووالدتها التي كانت تحارب السرطان، قبل انتشار فيروس «كوفيد-19»، وحياتها تتلخص في أنها كانت تتوجه إلى الكلية صباحاً؛ لدراسة الطب، وفي أنها تعطي دروس تقوية في مادة الرياضيات عبر الإنترنت للطلاب مساءً؛ لكسب دخل إضافي لمساعدة عائلتها. وعندما انتشر فيروس «كوفيد-19»، توقف ذلك كله، واتسعت مساحة وقت فراغ إسراء، ولم تعرف كيف يمكن أن تستثمرها، حتى تلقت رسالة نصية في أحد الأيام، تبحث عن الراغبين بالتطوع؛ لدعم الخدمات الطبية في مستشفى القاسمي في الشارقة. كانت الرسالة فرصةٌ لا يمكن رفضها أبداً للشابة الطموحة، جاءت هذه الرسالة من منصة «تكاتف» التي تتيح للشباب فرصة التطوع؛ لدعم مختلف قضايا المجتمع. فأرادت إسراء شغل وقت فراغها بالمفيد، ومساعدة المجتمع في مواجهة الجائحة. وانتهى الأمر بها في مستشفى القاسمي؛ حيث تطوعت للمناوبات اليومية، ثم تطوعت لمساعدة الأطباء العاملين في فنادق الحجر الصحي. وأمضت نحو 40 يوماً هناك.
المصدر: ابوظبي - الخليج