21/03/2021
المتطوعون صمام الأمان في الدولة، والسد المنيع في وجه جائحة كورونا التي اجتاحت العالم منذ ما يقارب العام ونصف العام، فكيف إذا كان المتطوع أماً وربة منزل، فهنا تختلف المسألة وترتفع قيمتها الإنسانية، خاصة أنها تصطبغ بصبغة الحنان والعمل بروح الإنسانية والتعاطف، وقدمت الأمهات رسالة سامية في العمل الإنساني، بل وقدمن المشاركة في العمل الإنساني على راحتهن، ودفعهن حب التطوع نحو ميادين العمل في المراكز الصحية والخيم الطبية التي وزعت على مستوى الدولة للقضاء على جائحة «كوفيد- 19».
بداية تؤكد الأمهات المتطوعات في فريق رأس الخيمة التطوعي، خلال أزمة «كوفيد- 19»، أن التزاماتهن الكثيرة في الحياة لم تمنعهن عن التطوع والوقوف جنباً إلى جنب مع الكوادر الطبية في خط الدفاع الأول، وقامت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بتدريب المتطوعين لدعم المنظومة الطبية في الدولة، وقدمت مؤسسات عدة مبادرات وطنية لرفع جاهزيتهن في التعامل مع الأوبئة، كما أطلقت أيضاً الدليل الإرشادي في كيفية التعامل مع الحالات أثناء انتشار الأوبئة، وأكدت المتطوعات أن العمل التطوعي تجربة رائعة لا بد من المشاركة فيها.
وقالت المواطنة موزة محمد سالم المهبوبي الشحي (45 عاماً)، وهي أم لثمانية أبناء، إن سبب تطوعها الأول مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «لا تشلون هم» التي كان لها الأثر الكبير عليها في التشجع والإقدام نحو التطوع منذ بداية جائحة كورونا، والتي لم تخل من المتاعب والجهد الكبير، حيث كانت تسهم في إنجاز كشوف أكثر من 700 حالة يومياً، ولكن إيمانها بأن العمل الذي تقوم به له مردود إنساني ووطني، خفف عناء الإرهاق عنها، مؤكدة أنها كمواطنة إماراتية فخورة جداً في التطوع في جميع المجالات التي تدعوها للتطوع ومساندة المجتمع، مشددة على أن مشاركتها واجب تجاه وطنها وحماية أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين على أراضي دولة الإمارات وفرصة لرد الجميل، مؤكدة أنها تعزز وبشكل يومي لدى أبنائها أهمية التطوع الإنساني وفائدته على الفرد، معولة على أن جميع أبنائها من خرجي الكليات والجامعات، ويعملون في مختلف قطاعات الدولة، ويفخرون بها ويقدرون عملها الإنساني ومشاركتها اليومية، منوه بأن مشاركتها لا تخلو من بعث الكلمة الطيبة، وطمأنت المراجعين والقادمين إلى المراكز والخيم الطبية، ورفع معنوياتهم نحو التصدي للجائحة.
وأوضحت الشحي أن نشر ثقافة العمل التطوعي والعمل الخيري بين أفراد المجتمع ساهم في رفع الوعي بأهمية التكاتف والتعاضد بين أفراد المجتمع، وهذا سلوك حضاري يعكس مدى توافر القيم الإيجابية والحضارية والإنسانية ومستوى الترابط بين جميع أفراد المجتمع من مختلف الجنسيات والمقيمين على أرض الدولة. ودعت الشحي كل الأمهات إلى غرس تلك المفاهيم في عقول أبنائهن للعمل على نهضة ورفعة المجتمع، مؤكدة أن الدولة تسعى وبشكل دائم إلى تسخير خبرات ومهارات ومواهب أفراد المجتمع، وإشراكها في عملية التطوع من خلال الميدان، مع الحرص على سلامتهم الصحية التي لها أولوية لدى الجميع، مشيرة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة حرصت وبشكل مستمر على ترسيخ ثقافة العمل التطوعي من خلال إنشاء منصة متطوعي الإمارات التي تهدف إلى إيجاد بيئة تطوعية كفؤة وفعالة لتفعيل منظومة العمل التطوعي، من خلال نشر الوعي بين أفراد المجتمع، وتشجيع شرائح المجتمع كافة.
المصدر: الاتحاد