05/05/2021


أسس فريق تطوعي مكون من أربعة شباب إماراتيين، قناة احترافية لعرض الكتب وتلخيصها، دعماً للمحتوى الثقافي والمعرفي باللغة العربية، واستثمروا مهاراتهم في تلخيص الكتب وعرضها بطريقة احترافية، وما لبثت القناة أن توسعت قاعدة متابعيها، ما دفع مؤسسيها لتحويلها شركة تجارية لعرض الكتب وصناعة مقاطع الفيديو.
فازت المبادرة المعرفية التي أطلق عليها مؤسسوها «خير جليس» وتحولت لشركتين تجارتين، الأولى مخصصة لتجارة الكتب، والثانية للتصميم لأعمال الفيديو وشرائح العرض، باستخدام برامج محددة، بجوائز عدة محلية، فيما زاد عدد متابعيها في غضون ثلاث سنوات من انطلاقتها، ووصل عدد المشاهدات لعروضها المختلفة للكتب بمقاطع فيديو إلى نحو 8 ملايين مشاهدة على قناة «يوتيوب».
وقال محمد سالم الزعابي، خريج هندسة كهربائية من الجامعة الأمريكية في الشارقة وماجستير إدارة أعمال من جامعة الإمارات (32 عاماً)، مؤسس الشركة: «بدأت المشروع قبل 3 سنوات، كنا نتكلم عن ضعف المحتوى الثقافي العربي في «يوتيوب» باللغة العربية الفصحى، مع أصدقائي حمد عبدالله صغران، وخالد النعيمي، واتفقنا على قراءة كتاب واحد وناقشنا الملخص، بدأنا نعمل على طريقة العرض، في مارس 2018، وحافظنا على وتيرة عمل مستمرة بقراءة كتاب واحد وعرضه كل أسبوع، والبداية كانت صعبة، لكن مع المتابعة بدأت تكبر القناة التي خصصناها لتلك المبادرة على «يوتيوب»، وزاد عدد متابعيها، واختتمنا العام الأول ب15 ألف متابع، وبعد عامين من العمل وصلنا إلى 100 ألف، وحتى اللحظة الحالية وصل عدد المتابعين إلى أكثر من 280 ألف في «يوتيوب» و80 ألفاً في «إنستجرام»».
وأضاف الزعابي: «من ردود فعل المتابعين، وسؤالهم عن مصادر الكتب على مدى عام كامل، أسسنا شركة «خير جليس» لتجارة الكتب عام 2019، التي توفر الكتب التي نعرضها، أو أي كتاب آخر يحتاج إليه متابع القناة. كما أسسنا «خير جليس» للتصميم التي تنتج مقاطع فيديو ترويجية عن أي مادة أو أي مشروع، ويتوزع العمل علينا نحن الأربعة حمد صغران وخالد النعيمي وعائشة الزعابي وأنا، وكل فكرة تتحول إلى سيناريو ونص ويتحول إلى فيديو، ومن ثم إضافة الصوت والمونتاج النهائي».
جوائز المبادرة
قال الزعابي: «حصلنا على جوائز عدة في بداية مسارنا أولها جائزة محمد بن راشد للغة العربية، عن فئة أفضل عمل باللغة العربية في وسائل الإعلام الإلكتروني، وقنوات التواصل، عام 2019، وبعدها في نوفمبر حصلنا على جائزة أفضل مبادرة مجتمعية في برنامج سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والذكاء المجتمعي، وعلى جائزة «راكز لتميز الأعمال» فئة أفضل شركة ناشئة. وطموحنا أن نوسع انتشار القناة، وندرس تحولها إلى تطبيق ذكي، لنحقق الهدف الذي نصبو إليه وهو نشر الثقافة باللغة العربية، لجميع متحدثي العربية، ونثري جمهور الوطن العربي، وكل متحدث باللغة من مختلف أقطاب العالم. ولدينا مخططات بترجمة ملخصات الكتب والعروض الترويجية بأكثر من لغة، لنستقطب شريحة أكبر من المتابعين والمستفيدين».
وعن الفائدة التي جناها من المشروع قال: «استفدت كثيراً، من تلخيص الكتب المتنوعة، لاسيما في تطوير الذات وريادة الأعمال، وأكبر داعمي من ردود الفعل التي طورت أداءنا بشكل لافت، ومنها استخلصنا الشركتين، التي تقدم لنا دخلاً إضافياً، وحلمنا أن يتوسع المشروع في مختلف المجالات، ولن يقتصر على الكتب فقط. وأن نركز في كيفية تسهيل مهمة العرض فكل عمل يحتاج إلى 40 ساعة عمل، تنقسم علينا نحن الأربعة، إلا أن العمل المنتج يكون احترافياً. واستقطبت قناة الشركة على «يوتيوب» نحو 6 ملايين مشاهدة إلى الآن على مختلف الملخصات المعروضة».
وقال حمد صغران (32 عاماً)، خريج تقنية المعلومات من كلية التقنية في رأس الخيمة، عضو مؤسس في الشركة: «إن أبرز الأدوار التي اتخذتها في الشركة إضافة تسجيل التعليق الصوتي على العروض التلخيصية المصورة عن الكتب. وبادرت بالمشاركة في المبادرة التي كان هدفها الأساسي دعم المحتوى الثقافي والمعرفي باللغة العربية، وكان دوري يقتصر على تسجيل الصوت وتحرير الفيديو، ودعم المبادرة بخبرتي في مجال السينما».
وأضاف، لم نكن نتوقع أن تتحول مبادرتنا إلى تجارة، لكن بخبرة ومنهج صديقنا محمد الزعابي، طوّرنا المبادرة تقنياً واحترافياً، وزادت من خبرتي في مجال الأعمال، وكذلك نمت معرفتي في التسجيل والتحرير واستخدام التقنية، فضلاً عن استفادتي الشخصية من محتوى الكتب التي نعرضها.
وأوضح خالد النعيمي (30 عاماً)، عضو مؤسس في فريق المبادرة: «دوري الأساسي قراءة الكتب وتلخيصها وإعداد المحتوى لقناة «خير جليس»، وفي البداية كان العمل صعباً في توزيع المهام وصعوبات تقنية، وبدأنا عام 2018، وفوزنا بالجوائز ساعدنا على نشر أوسع لمحتوى القناة. وسابقاً كنت قارئاً نهماً، وساعدتني القناة على استثمار هذه المهارة. كما ساعدتنا القناة على وصول المعلومات والمحتوى لجمهور أكبر، وعلى المستوى الشخصي ألزمنا أنفسنا بقراءة كتاب في كل أسبوع، بمعايير مختلفة ونحاول أن نعرض المحتوى المفيد، وحالياً نعمل على توسيع جمهور القناة، وإشراك المتابعين بالعرض للإفادة بشكل أكبر. وأكبر جمهورنا في الوطن العربي من الجزائر والمغرب والسعودية، فضلاً عن المتابعين من خارج الوطن العربي».



المصدر: الخليج