05/05/2021



أكد حضور المجلس الرمضاني الذي نظمه محمد راشد رشود، رئيس مجلس أولياء أمور الطلاب والطالبات في مدينة دبا الحصن، التابع لمجلس الشارقة للتعليم، أهمية دور مؤسسات الدولة في المساهمة في البرنامج الوطني للمكافآت السلوكية، مقترحين طرح برنامج في الأداء الإنساني، والالتزام المهني، والضمير الحي، وروح التعاون، يتيح للموظف المتميز الحصول على مكافأة تحفيزية وفق معايير محددة، والتفكير في إطلاق مبادرة في المجال المدرسي، تكون عبارة عن بطاقة بمسمى التفوق الاجتماعي، تتيح للطالب صاحب الشهادات السلوكية الجيدة، فرصة اختيار المعهد أو الجامعة التي يرغب في الالتحاق بها، مع منحه نسبة 10% إضافية لدرجاته، لافتين إلى إمكانية أن يطرح الإعلام مبادرة بعنوان «وسام المواطن» لكل شخص مشهود له بحسن الأداء السلوكي في مجاله، وتخصيص زاوية يومية، أو أسبوعية بهذا العنوان، في كل الصحف اليومية، تحت إشراف وزارة الداخلية، فضلاً عن وجوب أن تكون بطاقات حماة الوطن، وإسعاد، وفزعة، متساوية في نسب الخصومات، وأن تشمل خدمات العدد الأكبر من المؤسسات العاملة في الدولة، مثل حجوزات الطيران، وغيرها، كحافز لتكريس وتعزيز السلوك الإيجابي.

تناولت الجلسة التي حملت عنوان «المكافآت السلوكية مبادرة قيادية لترسيخ الأصالة المجتمعية»، عدداً من المحاور، منها السلوك الإنساني محرك الحضارة البشرية، وأهم مكونات السلوك القويم، وأهمية المكافآت السلوكية في تعزيز الحس الإنساني، والتصرف الحضاري لدى أفراد المجتمع، ومهمة أولياء الأمور من الأجداد والآباء، وكبار المواطنين في غرس القيم السلوكية لدى الأبناء، وواجبات وسائل الإعلام، في ترسيخ أهمية مبادرة المكافآت السلوكية في المجتمع الإماراتي، ودور المؤسسات الوطنية في دعم التوجهات السلوكية، داخلها وخارجها، والمبادرة كخطوة مبتكرة لتضييق الفجوة بين الأجيال في عصر التحولات، وغيرها.

السلوك الإنساني

في بداية الجلسة تحدث محمد راشد رشود عن السلوك الإنساني لأبناء الدولة في جائحة كورونا، مشيداً بالبرنامج الوطني للمكافآت السلوكية، الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، كأحد مبادرات وزارة اللا مستحيل، لدعم وتطبيق الإطار الاستراتيجي، والنموذج الوطني الإماراتي، للمكافآت السلوكية، باعتبار حفظ، ورعاية، واحترام الوطن المرتكز الأساسي، والبرنامج الأول في علم السلوك الإنساني القويم.

وتناول رشود، السلوكات الإيجابية في جائحة كورونا، والتي بدأت بالكلمة التحفيزية «لا تشلّون هم»، من فخر العرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي كان لها مفعول السحر في نفوس الجميع، ودفعت أفراد المجتمع للانخراط في التطوع في الصفوف الأمامية للحد من الجائحة، والمشاركة كذلك في التعقيم الوطني.

القيم السلوكية

وتحدث محمد حسن سليمان الظهوري، نائب رئيس مجلس دبا الحصن، عن دور أولياء الأمور والأجداد كأُسر ممتدة، في غرس القيم السلوكية لدى الأبناء، قائلاً: مجتمع الإمارات يتسم بالمحافظة على أصالته وتقاليده التي حرص الأجداد على تناقلها، وتوارثها جيلاً بعد جيل، وهي جزء من منظومة الأخلاق والآداب، التي يعتز بها بلدنا الأصيل، وهي سمة من سمات، ومميزات الشخصية الإماراتية، وجزء حيوي من هويته الوطنية، فالالتزام بغرس القيم يؤدي إلى تنمية، وتقوية الوازع الديني لدى أفراد المجتمع، وتعزيز الهوية الوطنية، والانتماء للوطن، والاعتزاز به، والمحافظة على مكتسباته، كما أنه حماية للأسرة، ويسهم في تقوية أواصر العلاقات الاجتماعية، ما يجعل الفرد محافظاً على كيانه، ويشجعه على صقل قدراته على التواصل، والإبداع، ومن هذه القيم الكرم، وحسن الضيافة، وآداب التخاطب، والرد المناسب في كل موقف، والمروءة، والشهامة، والترابط الأسري، والمحافظة على صلة الأرحام، والتطوع، ومعاونة الغير، والتسامح، واحترام الآخرين، والإخلاص، والأمانة، والاعتزاز بالمهن اليدوية، والعمل.

ترسيخ المفاهيم

وتطرق الكاتب أحمد عبدالله الغصيب النقبي، مدير عام مركز الابتكار للاستشارات والدراسات الإدارية، للحديث عن السلوك الإنساني، والمكافآت السلوكية، قائلاً: المبادرة ليست غريبة على قيادتنا، فهي تؤكد وترسخ مفهوم ديني مجتمعي، ورثناه من سالف الأجداد، وديننا الإسلامي يحثنا على مكارم الأخلاق التي تتضمن التراحم، والتآلف، وغيرها من السلوكات التي ورثناها من الآباء، فمثلما قال المغفور له مؤسس الدولة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «من لا ماضي له، لا حاضر ولا مستقبل له»، لذا فنحن نهتم بهذه السلوكات الإيجابية لتصبح جودة حياة، ودور القيادة مهم في ترسيخ هذه السلوكات، فهي القدوة الحسنة، والمواطنة الصالحة الإيجابية أمانة علينا، ومطالبين جميعاً بالمحافظة عليها، وتوصيلها للأجيال القادمة لاستمرارية الاستدامة في الموروث، الذي ورثناه عن الآباء، والأجداد.

دور المؤسسات

وعن دور المؤسسات في دعم السلوكات الإيجابية، قال خليفة محمد رشود الحمودي: يقع على عاتق المؤسسات الوطنية دور هام وكبير، في ترسيخ البرنامج الوطني للمكافآت السلوكية فيها، من خلال وضعها في استراتيجياتها، وأهدافها، وخططها، فيما من أولى المؤسسات التي يجب أن ترسخ هذا المفهوم، هي المؤسسات التعليمية.



المصدر: الخليج