08/05/2021
التزمت دولة الإمارات العربية المتحدة بمسؤوليتها الإنسانية تجاه دول العالم، وقدمت للعديد من الدول الأكثر تأثرا بتداعيات فيروس كوفيد19- الدعم والمساعدات الإنسانية اللازمة لمواجهة هذا الوباء في مختلف دول العالم، والتي لم تدخر جهدا في مساهماتها السياسية والاقتصادية واللوجستية لمكافحة هذا المرض.
وفي اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، الذي احتفى به العالم أمس يبرهن الهلال الأحمر الإماراتي استعداده الدؤوب لمواصلة المبادرات الإنسانية، والذي يعكس حرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، وتأكيداً لنهج العمل الإنساني الراسخ، الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية التي تؤكد على ضرورة مد يد العون والمساعدة لكافة الشعوب التي تمر بظروف صعبة دون تمييز أو مفاضلة بين الناس.
وتعتبر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي صرحا إنسانيا وتنمويا يشار إليه بالبنان محليا وإقليميا ودوليا وذلك بفضل الدعم والمساندة التي تجدها من القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واهتمام ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم ابوظبي في منطقة الظفرة رئيس الهيئة، لبرامجها ومشاريعها وتحركاتها المستمرة على الساحة الإنسانية الدولية إلى جانب مساندة ودعم المانحين والمتبرعين.
وحملت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على عاتقها على مدار 38 عاماً جهوداً جبارة، على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، في سبيل تقديم كل أشكال الدعم والمساعدة إلى مستحقيها في كل مكان، حيث تأسست على هدف استراتيجي يقوم على الوقوف إلى جانب الشعوب في الكوارث والأزمات والحروب، لتجد نفسها اليوم في مواجهة، ستنتصر فيها على كل ما يخلّفه الفيروس على البشرية من آثار تطال أمن الإنسان الصحي والاقتصادي والاجتماعي.
فخلال عام 2020، وحينما لفت جائحة كوفيد19- العالم، جاءت المبادرات الإنسانية للهلال الأحمر الإماراتي بشكل موازٍ لكل الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة لمواجهة هذا التحدي الصحي الطارئ، وتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة كورونا، وهو الأمر الذي استدعى من الهيئة العمل على حماية المجتمع من تداعياته الصحية، من خلال جمع المزيد من التبرعات التي تم حشدها في هذا المجال، حيث شملت مبادرات الهلال الأحمر المجالات الحيوية، كالصحة والتعليم والغذاء والدعم اللوجستي، هذا بالإضافة إلى توفير الطرود الصحية، والمساهمة في برنامج التعقيم، واستفاد من هذه المبادرات المجتمعية النوعية للتصدي لجائحة كورونا على مستوى الدولة أكثر من مليونين شخص.
أما بشأن المبادرات التعليمية، فإن الهيئة وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، قامت بتوفير أجهزة الحاسوب والمعينات الدراسية التكنولوجية والاستفادة من خبرات متطوعيها في إعطاء دروس إضافية للطلاب عبر منصة الوزارة، سعياً إلى دعم برنامج التعليم عن بُعد، وفي مجال الغذاء، عملت الهيئة على توفير طرود غذائية ومياه لإيصالها إلى المستهدَفين في مناطق وجودهم، من كبار المواطنين وأصحاب الهمم والأيتام وأسر السجناء والأسر المتعففة، هذا بالإضافة إلى قيام متطوعي الهيئة بتعقيم أجهزة الصراف الآلي، ومنافذ بيع المواد الغذائية.
وأسهم "صندوق الإمارات وطن الإنسانية" الذي تم اطلاقه بالتنسيق بين الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي والجمعيات والمنظمات الإنسانية في الدولة، للتصدي لفيروس كورونا المستجد، من خلال استقباله المساهمات المالية والعينية من الأفراد والمؤسسات، عبر مراكز الهلال الأحمر على مستوى الدولة والجمعيات الخيرية الأخرى، بما يضمن توحيد الجهود الوطنية للتصدي للفيروس، ويجسّد قيم وثقافة وممارسات التلاحم الاجتماعي، ويعزز الجهود الوطنية الرامية إلى الحد من تداعياته الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
كما تشهد برامج الهيئة في مجال تعزيز أوجه العمل التطوعي ونشر مضامينه بين فئات المجتمع توسعا مستمرا، وتعمل الهيئة على استقطاب المتطوعين من مختلف التخصصات لتعزيز برامجها الهيئة وأنشطتها، وبلغ عدد المتطوعين في الهيئة حتى الآن 45 ألفا و463 متطوعا فيما بلغت ساعات العمل التطوعية من بداية العام 2020 وحتى الآن حوالي 259 ألف ساعة تطوعية ويعتبر هذا الرقم الأكبر في تاريخ الهيئة من حيث عدد الساعات المنجزة.
ومن جهتها، لم تدخر هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جهداً في دعم المساعي الوطنية للتصدي لجائحة كورونا، حيث قامت بكفالة ورعاية أسر المتوفين كافة بسبب فيروس كورونا المستجد كوفيد - 19من جميع الجنسيات في الدولة وذلك ضمن مبادرة " أنتم بين أهلكم " التي تتضمن عددا من المحاور الحيوية وتعزز برامج الهيئة في مجال الخدمات المجتمعية، حيث وفرت الهيئة المتطلبات كافة التي تحتاجها تلك الأسر وتقديم كل ما من شأنه أن يساهم في تعزيز قدرتها على مواجهة ظروف الحياة، وتجاوز محنة الفقد التي لحقت بها.
وفي إطار الاستجابة العالمية لدولة الإمارات للتصدي للجائحة دوليا، سيرت الهلال الأحمر جسراً جوياً لنقل لقاح كوفيد-19 للدول الأكثر تضرراً، لدعم خط الدفاع الأول، وأصحاب الحالات الإنسانية الصعبة ولكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، والأشخاص في أماكن النزوح، لمواجهة تداعيات الجائحة والحد من تفشيها.
وفي الوقت الذي شهدت به السنوات الأخيرة شهدت أزمات وكوارث عديدة، منها الطبيعية ومنها النزاعات التي أفضت إلى تردي الأوضاع الإنسانية في العديد من الساحات، وكانت الهيئة حاضرة بكل قوة في تلك الساحات عبر برامجها الإنسانية وعملياتها الإغاثية، حيث بلغت قيمة هذه البرامج والمشاريع خلال السنوات الخمس الأخيرة حوالي 3 مليارات و788 مليونا و147 ألف درهم، منها مليار و665 مليونا و158 ألفا و425 درهما مثلت تكلفة العمليات الإغاثية، فيما بلغت تكلفة المشاريع التنموية مليارا و27 مليونا و154 ألفا و794 درهما في حين بلغت قيمة برامج كفالات الأيتام 779 مليونا و577 ألفا و154 درهما إضافة إلى 316 مليونا و256 ألفا و815 درهما، عبارة عن قيمة المساعدات الإنسانية الأخرى في عدد من المجالات.
فهيئة الهلال الأحمر الإماراتي وذراعها الخيرية الممتدة في جهات العالم الأربع، كان لها منذ بداية جائحة كورونا، جهود كبيرة صارت مثار إعجاب القاصي والداني لما حقَّقته من أمن صحي واجتماعي وغذائي ونفسي للناس من مواطنين ومقيمين داخل الإمارات، وبأيادي بيضاء طالت أقطاب العالم، مرسلة رسالة حب وسلام، مفادها أن دولة الإمارات صديقة بالشدة قبل الرخاء، وأن الإمارات بمواقفها في الأزمات، لازالت تتربع على ذروة العطاء الإنساني.
المصدر: البيان