16/05/2021
تمكن فريق شركة جي 42 للرعاية الصحية من تجميع 5000 عينة دم لمواطني الدولة في برنامج الجينوم الإماراتي بمواقع جمع العينات في مركز أبوظبي الوطني للمعارض و«مختبر بيوجينكس» في مدينة مصدر، وذلك وفقاً للدكتور وليد زاهر، المدير التنفيذي للأبحاث في شركة جي 42 للرعاية الصحية.
وأكد زاهر أن برنامج الجينوم الإماراتي يشهد إقبالاً من الإماراتيين للمشاركة في هذه المبادرة الوطنية الصحية، ويعتبر جمع 5000 عينة دم، المرحلة الأولى من البرنامج، وسيتم استخدام تلك العينات كمرجع ومعيار نوعي تُقاس به «الجينومات» الفردية لتشخيص الحالات الصحية الوراثية، ورفد خطط العلاج بالبيانات المهمة بهدف توفير رعاية صحية مخصصة لمواطني دولة الإمارات.
وأشار الدكتور زاهر إلى أن برنامج الجينوم الإماراتي يرحب بمشاركة جميع المواطنين الإماراتيين بمختلف الأعمار، وليس على المتطوعين سوى التبرع بعينات الدم عبر زيارة واحدة لأحد مراكز جمع العينات في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، و«مختبر بيوجينكس» في مدينة مصدر بأبوظبي، بالإضافة إلى المجالس المحددة في مدينة العين، حيث سيكون بانتظارهم فريق من خبراء الرعاية الصحية لمساعدتهم خلال عملية التطوع.
وأوضح بأن المرحلة المقبلة ستشهد افتتاح مراكز إضافية لجمع العينات في جميع أنحاء البلاد خلال الأسابيع والأشهر القادمة، بالتخطيط والتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع لافتتاح المزيد من المراكز في أنحاء الدولة لحفز المشاركة في البرنامج، وسيتم الإعلان عن تلك المواقع الإضافية لجمع العينات قريباً. وقال: «يهدف برنامج الجينوم الإماراتي إلى تحقيق إنجاز استثنائي جديد في قطاع الرعاية الصحية الإماراتي، وقد أسعدنا حجم الاستجابة الواسعة التي لقيها البرنامج مع إطلاقه في أبوظبي، ونتطلع إلى مشاركة المزيد من المواطنين الإماراتيين في جميع أنحاء الدولة».
وأضاف: «يعد برنامج الجينوم الإماراتي برنامجاً وطنياً يهدف إلى التحول من الرعاية المرضية إلى الرعاية الوقائية وحماية المواطنين الإماراتيين من الإصابة بالأمراض».
ولفت إلى أن نجاح برنامج الجينوم الإماراتي يعتمد بشكل كبير على المشاركة التطوعية للمواطنين الإماراتيين في جميع أنحاء الدولة، ومن شأن ارتفاع أعداد المتطوعين أن يسهم في تعزيز شمولية بيانات نتائج الدراسة، وبالتالي تأسيس قاعدة بيانات طبية غنية يستفيد منها العلماء والخبراء الطبيون لإنشاء الجينوم المرجعي الطبي الإماراتي.
وحول أهداف البرنامج، أوضح الدكتور وليد زاهر أنه مع وجود عدد من الأمراض والحالات الصحية في الدولة ودول الخليج والشرق الأوسط الأخرى مثل السرطان والسكري، يعد فحص الجينات المرتبطة بالأمراض من الطرق المتبعة حالياً، والتي تضمن الوقاية من الأمراض (فحوص ما قبل الزواج)، أو تساعد في التشخيص والعلاج المبكرين (فحص حديثي الولادة)، أو العلاج الدقيق (علم الصيدلة الجيني).
وقال: «نطمح إلى إنشاء أول خريطة جينية طبية مرجعية إماراتية، وتكريس مكانة دولة الإمارات كمركز للبحث والابتكار في مجال علوم الجينوم، ويعد برنامج الجينوم الإماراتي من أكثر برامج الجينوم تطوراً في العالم، إذ يعتمد اثنتين من أكثر التقنيات تطوراً في العالم وهما: تسلسل الحمض النووي والذكاء الاصطناعي لتوليد بيانات الجينوم الطبية بأعلى درجات الجودة والشمولية».
وأضاف: سيساعد إعداد خريطة جينوم طبية مرجعية بجودة عالية لمواطني دولة الإمارات في إثراء البيانات الطبية الحالية، وبالتالي المساهمة في عملية اكتشاف علمي واسعة النطاق، وسيمكن البرنامج العلماء والخبراء الطبيين من تطوير نظام صحي وقائي وتأمين مستقبل أكثر صحة.
وفيما يتعلق بالمدة التي سيستغرقها إعداد الدراسة بعد جميع عينات الدم وإتمام رسم التسلسل الجيني، أشار الدكتور وليد زاهر إلى أن برنامج الجينوم الإماراتي يعتبر مشروعاً مستمراً يشتمل على دراسات عدة تستلزم تحليل الكثير من الفئات السكانية والعينات، وعادةً ما تستغرق دراسة جينوم مجموعة سكانية سنوات عدة من التحليل المستمر والدراسات المعقدة لتبلغ هدفها.
وأكد الدكتور وليد زاهر أن برنامج الجينوم الإماراتي يهدف إلى توفير رؤى أفضل للمستقبل الصحي لمواطني الدولة، ويساهم المشاركون في هذا البرنامج في عملية اكتشاف علمي وطبي تنطوي مستقبلاً على الكثير من الفوائد المحتملة، بما في ذلك تبني استراتيجيات مخصصة للخدمات الصحية في جميع أنحاء الدولة. كما يرمي البرنامج إلى إنشاء حجر أساس وبنية تحتية مستقبلية مبنية على طب الجينوم ودمج البيانات الطبية الجينية بقاعدة البيانات الخاصة بإدارات الرعاية الصحية
والمستشفيات في المستقبل القريب. وأخيراً، يسهم المشروع في دعم الانتقال من النموذج التفاعلي التقليدي لخدمات الرعاية الصحية في دولة الإمارات إلى إدارتها بشكل استباقي ووقائي أكثر.
المصدر: الاتحاد