29/05/2021
منذ بداية جائحة كورونا العام الماضي لم تتوقف الأيادي الإماراتية عن مد يد العون والمساهمة في التخفيف من أضرار وتداعيات انتشار فيروس «كوفيد-19» من خلال المشاركة تحت مظلات البرامج والأنشطة التطوعية، والتي يهدف منها رد الجميل للوطن والوقوف معه وقت الصعوبات والذروة، ومن ضمن تلك البرامج (المارشال الإماراتي) والذي يضم آلاف المتطوعين، يسعون جاهدين لساعات طويلة ومتتالية لخدمة المراجعين والراغبين في عمل الفحوص الخاصة بكورونا وأخذ اللقاحات، تلبية لنداء الوطن والواجب، ومؤكدين أنهم سيخرجون من المحنة وهم أكثر قوة.
وقالت أسماء أحمد الشحي 27 سنة خريجة بكالوريوس إعلام تطبيقي غير موظفة والتي تشغل حالياً مهام مسؤول المتطوعين ونائب مدير المتطوعين في مركز صحة لخدمات «كوفيد-19» من المركبة التي تديره الخدمات العلاجية الخارجية إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) في رأس الخيمة إنها لم تتردد لحظة واحدة في المشاركة في خدمة الوطن والوقوف مع الجهات وخط الدفاع الأول أمام الجائحة، وذلك من خلال الانضمام لبرنامج المارشال الإماراتي التابع لمظلة مجلس أبوظبي الرياضي والتطوع في مركز صحة لخدمات «كوفيد- 19» التي تديره الخدمات العلاجية الخارجية والتي يُشارك فيها مئات المتطوعين في عدد من مراكز الفحص المنتشرة في الدولة منذ بداية الأزمة.
وقالت إنها كغيرها من المتطوعين أكملوا أكثر من عام ونصف في التطوع في ظل الجائحة وقد أتمت أكثر من 5712 ساعة تطوعية حتى الآن، مشيرة إلى أن عدداً من المتطوعين عادوا إلى وظائفهم ودراستهم، مؤكدة أنهم مستمرون في استقبال المتطوعين حتى الحالة صفر.
وأشارت الشحي إلى أن مهامها تكمن في متابعة شؤون المتطوعين الإدارية ومتابعة الفريق في الميدان وخلق روح التنافس وحب العمل رغم كل العوائق التي قد تواجهنا ونشر ثقافة التطوع ضمن هذه الظروف الاستثنائية وصقل خبرات المتطوعين في المجالات الموجودة وخدمة الآخرين على أكمل وجه، موضحة أن شغف التطوع وحب الخير وخدمة الوطن والمواطن هو الأمر الدافع وراء التطوع ناهيك عن تلبية نداء «حملة الإمارات تتطوع»، فالتطوع على حد تعبيرها خُلق نبيل وعلينا تلبية النداء ما دمنا نملك المؤهلات التي تساعدنا على التصدي للفيروس رغم كل العوائق والصعوبات وحرص حكومتنا على تشجيعنا وخلق روح المُثابرة والعمل، المسألة التي تجعل منا كوادر إماراتية قادرة على العمل والولاء والإخلاص في المجال التطوعي.
توزيع العمل
عن كيفية توزيع المتطوعين على الخيم في الدولة أشارت إلى أن هناك خططاً يتم تنظيمها مع إدارة برنامج المارشال الإماراتي وشركة «صحة» وبالتالي توزيع المتطوعين ومهامهم في كُل إمارة.
وبينت الشحّي أن أكثر الحالات أو المواقف التي تواجههم كمتطوعين هي قلق كبار السن وفزع الأطفال وخوفهم وخاصة في بداية الأزمة.
وقالت يكمن دورنا كمتطوعين ومتواجدين في الميدان في منحهم شعور الأمان وأن هذه الجائحة فترة وستمضي بإذن الله بحرص والتزام الجميع من دون استثناء.
وقالت الشحي إن الدولة قدمت الكثير من أجل التصدي لهذا الفيروس وأبطالنا في خط الدفاع الأول لم يكفوا يوماً عن تقديم أفضل ما لديهم لخدمة كُل مواطن ومقيم على أرض هذه الدولة، لذلك على الجميع الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وأخذ اللقاح لما فيه خير ومنفعة للجميع حتى نعلن عن الحالة صفر بإذن الله.
وقدّم المتطوعون شكرهم وامتنانهم لبرنامج المارشال الإماراتي على إتاحتهم الفرصة للمشاركة ضمن هذه الأزمة، وتشجيعهم الدائم للمتطوعين على العمل وتوفير لهم البيئة المناسبة للتطوع رغم كل الصعوبات، والشكر موصول أيضاً إلى إدارة صحة، وبالأخص الدكتورة خديجة المراشدة مدير مركز خدمات «كوفيد-19» من المركبة التي تديره الخدمات العلاجية الخارجية إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) لتشجيعها المستمر للمتطوعين وعلى خلق الروح الواحدة للفريق وإعطائهم الفرصة لإعطاء أفضل ما لديهم لخدمة الآخرين.
وأكد عبدالله علي مراد البلوشي موظف ومتطوع في مركز المسح ضمن فريق التسجيل والتغطية الإعلامية فخره كونه جزءاً من فريق عظيم يواجه ويحارب فيروس كورونا منذ بداية الجائحة حتى الآن.
المواطنة مريم علي الشحي متطوعة ضمن الفريق الطبي، وتكمن مهامها في تجهيز العينات، والتحدث مع المراجعين والإجابة على استفسارات خاصة وتزويدهم بالمعلومات التي يحتاجونها ضمن النطاق المسموح به، أشارت إلى أن مكان تطوعها في المركز يعتبر بيتها الثاني والفريق الذي تعمل معه أسرتها الثانية، مؤكدة أن العمل في مركز المسح مسألة غير تقليدية أبداً.
أما المتطوع عصام عبدالله أبوعجلان فقد وصف شعوره بالفخر والاعتزاز خاصة وأنه أكمل عاماً من العطاء في التطوع من أجل خدمة الوطن وسيظل أمام الجائحة حتى تصل الحالات إلى صفر.
فخر واعتزاز
قال المواطن محمد عيسى ابراهيم طاهر البلوشي موظف في جهة حكومية، ومتطوع في منطقة الترياج ضمن فريق العمليات الخاصة في استقبال المراجعين وفرز السيارات حسب حالة المراجع ونوع الخدمة، أن شعوره كمتطوع في جانب إنساني أمر مختلف تماماً، إذ يمنحه إحساس المواطنة الحقيقية خاصة وأنه يقوم بها من دافع خدمة الوطن ومساعدة المراجعين وتسهيل عملية الفحص لهم على حسب طلب المراجع والعمل على إرضاء المراجعين ضمن هذه الظروف الصعبة.
أما المواطنة عائشة الشميلي، موظفة، ومتطوعة في الفريق الطبي والتي تكمن مهامها في فرز العينات قبل أخذ العينة، وصفت شعورها بالفخر والاعتزاز، خاصة وأنها ضمن خط الدفاع الأول والذي كان له الأثر الإيجابي عليها وعلى من حولها.
المصدر: الاتحاد