07/07/2021
أكدت الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية أن العمل التطوعي في دولة الإمارات شكل أحد ملامح النهضة الحضارية التي شهدتها الدولة منذ انطلاق مسيرة الاتحاد، بما جعله منهجاً يومياً في حياة الفرد والمجتمع من خلال ممارسات مدروسة، تستهدف تعزيز جودة الحياة للمواطنين والمقيمين في الدولة.
وأشارت الأمانة العامة إلى أن العمل التطوعي بات نموذجاً يحتذى محلياً وإقليمياً ودولياً، ما يجعله أحد ركائز أجندة مئوية الإمارات للخمسين المقبلة، ما يضاعف من مسؤوليات مؤسسات التنشئة الاجتماعية من الأسرة، والمدرسة، ومختلف الجهات ذات العلاقة في غرس قيم العمل التطوعي الواعي لدى النشء والشباب وتهيئة البيئة المحفزة على التميز بهذا المجال.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي نظمتها الجائزة بعنوان «العمل التطوعي: الإمارات نموذجاً» بحضور أمل العفيفي الأمين العام لجائزة خليفة التربوية، وتحدث فيها كل من: مدير إدارة نجاح ومشاركة الطلاب بكليات التقنية العليا في دبي أحمد الملا، ورئيس إدارة التفاعل الشبابي بالمؤسسة الاتحادية للشباب وفاء آل علي، ومدير إدارة المتطوعين بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي راشد محمد الكعبي، ومدير إدارة مجلس الشباب بمؤسسة المباركة الدكتورة ريم الكندي، وعضو برنامج المغاوير بمؤسسة المباركة سالم بن بشر، وأدارت الجلسة محكم مجال التعليم وخدمة المجتمع بجائزة خليفة التربوية الدكتورة صبحاء الشامسي.
وأكدت أمل العفيفي على أهمية العمل التطوعي الذي يمثل أحد النماذج البارزة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تقدم الجهات المعنية وكذلك الأفراد جهود بارزة في هذا المجال، تحظى بالتقدير على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ومن هنا فإن هذه الجلسة تسلط الضوء على أفضل الممارسات المحلية في هذا الصدد، بما يوسع من قاعدة التوعية المجتمعية لدى النشء والشباب ومختلف فئات المجتمع، ويعزز من الأدوار المنشودة لكل منهم بدفع مسيرة العمل التطوعي في الخمسين المقبلة.
من جانبها، قالت الدكتورة صبحاء الشامسي: إن التطوّع هو من الأمور التي تعبر عن تميز المجتمع وسلامته وبنائه على أسس صحيحة، ودمج الفروقات المجتمعية فيه، وأيضاً العمل التطوعي هو الجهد الذي يُقدّم دون مقابل أو عوض مادي بدافع تحمل مسؤولية معينة وتقديم خدمة إنسانية للمجتمع أو البيئة، والمتطوع هو الشخص الذي يسخّر نفسه عن طواعية ودون إكراه لمساعدة ومؤازرة الآخرين بقصد القيام بعمل يتطلب الجهد الجماعي في موضوع معيّن، ويسعى العمل التطوعي لخلق روح إنسانية تعاونية بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة.
وأشار أحمد الملا إلى تجربة كليات التقنية العليا في العمل التطوعي، وسلط الضوء على برنامج كليات التقنية العليا للعمل التطوعي، والذي تم اعتماده في الكليات منذ ربيع العام 2016 ليصبح العمل التطوعي منذ ذلك الوقت متطلب تخرج لجميع الطلبة، والذين يجب عليهم إنجاز 100 ساعة تطوعية على مدى سنواتهم الدراسية، ليصبح العمل الخيري جزءاً من حياة الطلبة ويتخطى كونه متطلب تخرج، لنجد الطلبة يبادرون بأنفسهم بابتكار الأفكار وتفعيل الأنشطة التطوعية.
وتطرقت وفاء آل علي إلى دور الشباب في دعم العمل التطوعي، مشيرة إلى أن الاهتمام بتكريس ثقافة العمل التطوعي، جزء لا يتجزأ من استراتيجية المؤسسة، ونموذج عملها لبناء شخصية الشاب الإماراتي، وتعزيز مساهمته في بناء التنمية الوطنية وخدمة مجتمعه وتقدم وازدهار وطنه، كونه العنصر المساهم في غرس وتكريس مفاهيم الولاء والانتماء للوطن والتمسك بالهوية الوطنية، وذلك إلى جانب إلى اكتسابهم العديد من المهارات عبر العمل التطوعي على الصعيدين الشخصي والمهني.
وقال راشد محمد الكعبي: إن العمل التطوعي يحظى باهتمام القيادة الرشيدة، وأيضاً الإدارة العليا في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وذلك ترجمة لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر، وإن الهيئة حققت قفزات كبيره في هذا المجال، وتم تطوير اللوائح والنظم وإطلاق البوابة الإلكترونية للتطوع والمجال مفتوح لجميع أفراد المجتمع للانتساب للهيئة والمشاركة في برامجها ضمن ضوابط محددة لكل برنامج، والعمل جارٍ لخلق شراكات مجتمعية مع المؤسسات فيما يصب في خدمة الفئات المحتاجة.
المصدر: الرؤية