14\08\2021
تقضي سميرة عبدالله محمد، 16 ساعة يومياً في الأعمال التطوعية، فتجوب مختلف مناطق الدولة متطوعة في مراكز التطعيم والفحص إشرافاً وإدارة وتنظيماً، مقدمة التسهيلات اللازمة لطالبي اللقاح والفحص بأريحية تثلج صدورهم وتبدد مخاوفهم وتدخل الطمأنينة في نفوسهم، وقد أنجزت 2087 ساعة تطوعية خلال عام، في خدمة الوطن، ما أهلها للفوز بالمركز الثاني في جائزة الشارقة للعمل التطوعي.
وترى أن العمل التطوعي في الإمارات رسّخ مفاهيم العمل الخيري عند المواطنين والمقيمين – خصوصاً – فئة الشباب المواطنين، كما أنه أصبح منهاج حياة يتميز به مجتمعنا الإماراتي، فأضحوا يدركون أهمية التطوع، ومدى الفائدة التي تعود على المجتمع من إقبال الشباب والفتيات من مختلف الفئات العمرية على الانخراط في هذا المجال الأسمى والأعلى قيمة، فيه تضع الوطن في حدقات العيون حتى ترد الجميل له بأبهى صورة.
أبواب التطوع
وتقول المواطنة سميرة محمد، (49) عاماً، إنها بدأت العمل التطوعي منذ العام 2010، وإن مشاركاتها التطوعية كانت محدودة بسبب عملها الحكومي، إضافة إلى رعاية أبنائها الثمانية، ولكنها بعد التقاعد قررت الولوج إلى أبواب التطوع من أوسع أبوابه رداً لجميل الوطن الذي لم يبخل على أبنائه، فشاركت مع جهات تطوعية حكومية وخاصة وفي فعاليات مختلفة، أبرزها التطوع في تنظيم مباريات كرة القدم من إدخال للجمهور في الأماكن المحددة لهم إلى تجهيز (المارشال)، وما ساعدها على إجادة عملها حسها الأمني، حيث إنها كانت تعمل في إحدى الجهات النظامية لأكثر من 30 عاماً، ولم يقتصر تطوعها على مراكز التطعيم ومراكز فحص «كوفيد 19» فقط، بل امتد ليشمل كبار المواطنين وأصحاب الهمم نظراً لحاجة تلك الفئات للعناية وتقديم أفضل الخدمات لهم.
وعن مشاركتها في جائزة الشارقة للعمل التطوعي، أكدت أنها كانت حلماً بالنسبة لها، فقررت أن تخوض غمار المنافسة فيها – خصوصاً – وأن الجائزة تعمل على تحفيز التنافس في العمل التطوعي وتدعم وتشجع الأعمال التطوعية الفردية والمؤسسية، إضافة إلى نشر وتعزيز مفهوم المسؤولية المجتمعية، متجاوزة كل التحديات التي واجهتها إلى أن نالت شرف الترتيب الثاني في مجال المشاركات التطوعية (فئة الأفراد)، كما أنها تحلم بأن تكون عضواً مع فريق الكوارث والأزمات والمساعدات الإنسانية والاجتماعية داخل وخارج وخارجها.
نمو الشخصية
وتوضح سميرة محمد أن العمل التطوعي يشجع على نمو الشخصية وينمي الشعور بالمسؤولية ويعزز الوعي الاجتماعي، ويساهم في تكوين أخلاقيات العمل والقيم الاجتماعية والعمل الجماعي البناء، وإعداد كوادر مواطنة قادرة على تحمل مسؤولية البناء والتنمية لوطنها، ونشر وعي وثقافة التعاون والتكافل الاجتماعي، مبينة أنها لم تترك مكاناً أو دعوة للعمل الجماعي إلا واستجابت لها رغبة في نشر ثقافة العمل الخيري والتطوعي، داعية كل الشباب والشابات إلى الانخراط في العمل الطوعي لما له من فوائد عدة سوف يلحظونها عندما يشاركون فيه.
المصدر: البيان