05\09\2021
يمكن تعريف ثقافة العمل التطوعي ببساطة أنه كل جهد يبذله فرد أو مجموعة من الأفراد دون مقابل لتحقيق منفعة مؤسسية أو مجتمعية.
وتعد ثقافة العمل التطوعي أمراً سائداً في المجتمعات المتحضرة، حيث يتم غرس قيمة العمل بلا مقابل في الأفراد والأجيال الناشئة منذ الصغر لتعويدهم على فضيلة العطاء وبذل الجهد للآخر، وفي بعض المجتمعات تقاس قوة السيرة الذاتية للأشخاص وكفاءاتهم بناء على ما قدموه من ساعات تطوعية سواء أكانت للمجتمع أم لمؤسسات البلد، وهو الأمر الذي يشير إلى أهمية الانخراط في مثل هذه الأعمال وعوائدها على الفرد.
المسألة تبدو مختلفة عندنا؛ فالتطوع لدى العديد من الأفراد ولا سيما حديثي التخرج أصبح وسيلة لإبراز المهارات والكفاءة العلمية والعملية لجهات التوظيف أملاً في التثبيت بوظيفة معينة أو منصب محدد، فقد تجد من لديه الاستعداد للعمل بلا مقابل في مؤسسة تقع في نطاق تخصصه الأكاديمي للتدرب على مهام المؤسسة ونيل الخبرة العملية منها، طمعاً في إبراز الذات والمهارات للحصول في نهاية المطاف على وظيفة في ذات المؤسسة أو على أقل تقدير شهادة خبرة عمل.
وهناك بالفعل تجارب ناجحة في الحصول على وظيفة من بوابة التطوع والتي استمرت بنفس الحماس فيما بعد، وهناك في المقابل حالات لم توفق في الظفر بالهدف بعد سنوات، فانخفضت دافعيتها للعمل ووصلت لمرحلة الانقطاع لشعورها بانعدام التقدير، ولكن ذلك لا يعني عدم تقدير المؤسسة أو المجتمع لجهود أفرادها المتطوعين، فكما اتفقنا من البداية أن التطوع أساسه العطاء وبذل الجهد دون مقابل.
ولكن المطلوب هنا، أن تلتفت المؤسسات لمهارات المتطوعين المتميزين لديها، وأن تستفيد من مهاراتهم وحماستهم بضمهم للمؤسسة إن كانت في حاجة فعلية لخدماتهم.
المصدر: الرؤية