19\12\2021
المئات من متطوعي «إكسبو 2020 دبي» يتوافدون بشكل يومي إلى الاستراحات المخصصة لهم من أجل تناول وجباتهم اليومية، وقد يحظى العديد منهم بتناول وجبة واحدة أو وجبتين بشكل يومي بحسب طبيعة وساعات عمله «تطوعه» في المحفل الدولي.
ويتراوح عدد المتطوعين بشكل يومي في المعرض بين 3000 - 4000 شخص، وهو يعتمد بشكل كبير على طبيعة وزخم الأحداث اليومية وأجندة الفعاليات الدولية؛ حيث ترتفع أعدادهم يومياً في العطل الرسمية والمناسبات الوطنية التي تلح الحاجة إليهم في مثل هذه الأوقات.
نظراً لاختلاف جنسيات أعداد متطوعي «إكسبو 2020»؛ حيث يمثلون قرابة 150 جنسية من مختلف الدول والأشكال والأجناس ومن مختلف الأديان، كان من الضروري جداً أن يتم إعداد وجبات الطعام بما يليق بثقافات وعادات وتقاليد هذه الجنسيات المتعددة، كذلك كان لا بد من أهمية توفير كافة العناصر الغذائية الكاملة في كل وجبة غذائية، بما يمكن المتطوع من سد رمقه وقدرته على تقديم خدماته للزوار والجمهور بحسب الساعات المحددة له.
وفي هذا السياق، قال سعيد الشخصي، مسؤول أول استقطاب المتطوعين في «إكسبو 2020 دبي»: برنامج «إكسبو 2020» للمتطوعين يعد الأضخم من نوعه على المستوى المحلي والإقليمي، وذلك باستقطابه لحوالي 30 ألفاً على مدار 6 شهور.
يتواجد بشكل يومي قرابة 3000 - 4000 متطوع بحسب الأحداث اليومية وضخامة أعداد الزوار للمحفل الدولي، وهم مقسمون على فترتي مناوبة صباحية ومسائية. ويتم تزويد ما بين 4000-5000 وجبة غذائية على كافة المتطوعين المشاركين في «إكسبو 2020» بشكل يومي، وهي تعتمد على كثافة أعداد المتطوعين؛ حيث ترتفع أعدادهم في المناسبات الوطنية والعطل الرسمية والأسبوعية.
استراحات
وأوضح الشخصي: يتوفر في «إكسبو 2020 دبي» ثلاثة مراكز لاستراحة وتناول وجبات الطعام المخصصة للمتطوعين والقوى العاملة فيه؛ حيث تنتشر في المناطق الرئيسية الثلاث التي تشكل أروقة ومعالم إكسبو والتي تمثل مناطق الاستدامة والتنقل وكذلك الفرص. وتمتاز هذه الاستراحات بتوافر كافة الخدمات ومعايير السلامة العامة وكل ما يلزمه المتطوع خلال فترة عمله وتطوعه اليومي.
خدمة يومية
وتابع الشخصي: توفير الوجبات اليومية لمتطوعي «إكسبو 2020» هي أحد أهم الأشياء اليومية التي نقدمها كخدمة يومية لهم، وكذلك تعد من الأمور البسيطة والعملية التي يتزود بها المتطوعين خلال فترة عملهم وتطوعهم ومناوبتهم.
ويتاح لكل متطوع وجبة أو وجبتين يومياً بحسب وقت مناوبته وعدد ساعاتها؛ حيث تم ربط ذلك بنظام إلكتروني مخصص لكل متطوع بالاعتماد على طبيعة وأوقات عمله، فبمجرد تواجده في منطقة الاستراحة المخصصة له؛ ويقوم بتسجيل حضوره ضمن النظام الرقمي المخصص لذلك؛ تصله قسيمة إلكترونية على بريده الإلكتروني المسجل في النظام الداخلي المخصص للمتطوعين، ويمكن من خلال هذا البريد، منح قسيمة شراء الوجبة الغذائية له، والتي يصل سعرها إلى 25 درهماً، سواء كان ذلك من خلال المطاعم المعتمدة والمخصصة لتقديم الوجبات اليومية في مراكز واستراحات المتطوعين، أو من خلال المطاعم المنتشرة في أروقة وما حول «إكسبو 2020» والتي يبلغ عددها 30 مطعماً.
وأشار الشخصي، إلى أن الفكرة كانت تتمثل في تقديم خاصية التذوق للمتطوعين من جميع المطاعم المنتشرة في أرجاء وأنحاء المحفل الدولي بوجبات مختلفة ومتعددة وكذلك بعناصر غذائية عالية الجودة، ويأتي ذلك لنقل تجارب المتطوعين وخبراتهم إلى زوار المعرض.
شروط صحية
وقال الشخصي: «تمت مراعاة أعلى ظروف معايير السلامة الغذائية في عملية إعداد الطعام ونقله وتخزينه وحتى توزيعه وتقديمه للمتطوعين، في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العالم بفعل جائحة «كوفيد-19»؛ حيث تنطلق هذه السلسلة الصحية والتدابير الاحترازية انطلاقاً من أماكن إعداد وتحضير الطعام والوجبات الغذائية، وكذلك نقلها وتخزينها، انتهاء بمرحلة التقديم والتجمع وتجمهر المتطوعين في الأماكن المخصصة لهم لتناول وجباتهم اليومية.
ويتم التأكد من توافر كافة مقومات وشروط السلامة العامة والشروط الصحية على جميع المتعهدين المنوط بهم تقديم وإعداد الوجبات اليومية لمتطوعي «إكسبو 2020»، وتتميز هذه الخدمة اللوجستية وعملية نقل وجبات الطعام بالسلاسة والخفة والمرونة العالية، نظراً لتداخل جميع العناصر التي تخول نجاح مثل هذه الخدمة الكبيرة؛ حيث نسعى إلى تقديم وجبات غذائية متكاملة العناصر للمتطوعين تمكنهم وتعينهم على أداء مهامهم اليومية في مختلف الظروف والأوقات».
وتابع الشخصي: «فيما يتعلق بمعاير الأمن والسلامة؛ فهي متوفرة بكافة شروطها ومعاييرها، وذلك بالاعتماد كلياً على ما تطرحه المؤسسات الحكومية في دبي وبالشراكة مع بلدية دبي الذين وضعوا بدورهم، لائحة من المعايير والشروط الصحية الواجب مراعاتها والأخذ بها خلال عمليات وسلسلة أعداد وتقديم الطعام في إكسبو 2020 وكذلك في مختلف أنحاء الإمارة».
منهجية عمل
وعن مدى اكتساب المتطوعين للخبرات اللازمة التي تؤهلهم في كيفية التعامل مع الزوار وضخامة الأعداد، قال المسؤول الأول في استقطاب المتطوعين لدى «إكسبو 2020»: «برنامج المتطوعين تم إطلاقه في 2017، وتمكنا خلال السنوات الخمسة الماضية من تحسين قدراتنا وتخطيطنا ومنهجية عملنا وإعدادنا المستقبلي لأفضل الممارسات الداخلية وحتى الخارجية منها لتجهيز مثل هذا البرنامج العالمي».
وتابع الشخصي: «نقاط التحسن والتطور موجودة على أجندتنا، منذ افتتاح فعاليات المحفل الدولي في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021 لغاية يومنا هذا، نحن نتعلم ما هو جديد بشكل يومي، أضف إلى ذلك؛ أن ما يقدمه المتطوعون من نصائح وإرشادات وملاحظات لنا من أجل تطوير منهجية عملنا وتحسينها لغايات التطوع وحسن استقبال الزوار، نقوم بتبينها والأخذ بها من أجل اعتمادها وفق خططنا المستقبلية، مع العلم أن روح التطوع يحتاج إلى تكاتف وتعاون من قبل الجميع، وأي شيء يصب في مصلحة المتطوعين، من الضروري جداً الأخذ به واعتماده بشكل رسمي من قبلنا».
وقال الشخصي: «من أهم الأشياء التي كانت تساعد على تحسين مستوى وجودة الخدمات المقدمة للمتطوعين، هو سعينا الدائم إلى أهمية أن تتوفر عناصر التنوع والتعددية في المذاقات المقدمة في ووجبات الطاعم، بما تتناسب مع أذواق وجنسيات المتطوعين الذين يشكلون 150 جنسية من مختلف الدول. ولذلك ارتأينا تقديم وجبات طعام متنوعة تلائم وتناسب أذواق المتطوعين من كافة الجنسيات، وهي بالطبع معدة خصيصاً من مطاعم متعددة تتواءم واحتياجات وأذواق كافة جنسيات المتطوعين».
وأضاف: «فتحنا الباب أمام تجربة الطعام من خلال الشركاء الموجودين في إكسبو من مطاعم ومزودين ومتعهدين وموردين، ونستلهم من هذه الفكرة مبدأ تكريس وترسيخ التنوع في المذاقات وأطباق الطعام المقدمة للمتطوعين بما يخلق صدى إيجابياً من قبلهم».
شرائح مجتمعية
وكشف الشخصي: «يمثل المتطوعون كافة أطياف المجتمع. وهم شريحة مجتمعية واسعة الانتشار من عمر 18 عاماً فما فوق، مع العلم أن أكبر متطوع لدينا يبلغ من العمر 79 عاماً، وهذا التنوع في الأعمار والجنسيات من أكثر من 150 جنسية، وكذلك من كافة التخصصات والخبرات والكفاءات العلمية خلق مزيجاً فريداً ومميزاً في المحفل الدولي وشاهده الزوار بأم أعينهم».
وأضاف الشخصي: «لدينا أيضاً متطوعين من أصحاب الهمم وكبار المواطنين وأرباب المنازل والمتقاعدون والطلبة، ولدينا تعاون وثيق مع القطاع الحكومي».
المصدر: الخليج