10\01\2022


كرّس مجموعة من شبان مدينة كلباء، التابعة لإمارة الشارقة، خبرات ورثوها عن آبائهم وأجدادهم في التطوع لخدمة الصيادين، خصوصاً كبار المواطنين وأصحاب القوارب المعطلة في المنطقة الشرقية.

وقال عبدالعزيز بوصيم، وهو أحد مؤسسي فريق التطوع، إن فكرة المبادرة تعود إلى عام 2017، مضيفاً أنه أطلقها بالتعاون مع زميله جاسم صالح، بعد مشاهدتهما مواقف تمنع الصياد من كسب رزقه، وتتسبب في تعطل رحلة الصيد اليومية، نتيجة خلل بسيط في المركب أو القارب.

وأضاف: «شعرنا بضرورة إنشاء ورشة مختلفة عن الإطار المتعارف عليه، إذ يكون العاملون فيها مواطنين من ذوي الخبرة في مجال تركيب وصناعة القوارب والأعمال الميكانيكية والكهربائية وغيرها، خصوصاً أن أبناء الساحل الشرقي ورثوا عن أجدادهم هذه المهنة».

وأكد أن قرار إطلاق مبادرة «ورشة صيانة القوارب البحرية» بفريق تطوعي يطلق عليه «فريق كلباء للصيد البحري» لم يهدف إلى تحقيق الربح المالي، إنما تمحور حول مفهوم العمل التطوعي، وتسخير الخبرات والمهارات الشبابية من أجل الإسهام المجتمعي في إصلاح وتركيب قوارب الصيد المعطلة، لتمكين الصياد من كسب رزقه.

ولفت بوصيم إلى أنه أسس مع زميلة جاسم صالح ومجموعة من الشباب المتطوعين ورشة في إحدى مزارع مدينة كلباء، وتم توزيع الأدوار بينهم، فلكل فرد من الفرق مهام فنية خاصة به، بحسب خبرته، يباشر فيها أعمال التصليح بعد انتهاء دوامه الرسمي في جهة عمله.

وأضاف أن المبادرة لاقت تفاعلاً مجتمعياً كبيراً، بعد ذيوع صيتها في مدينة كلباء، ثم المنطقة الشرقية. كما أنها انتشرت بفعل وسائل التواصل الاجتماعي، لأن الفريق يحرص على تصوير كل عمليات الصيانة، وبثها على قنوات خاصة به، حتى وصل التفاعل إلى أشخاص من دول الخليج الشقيقة.

كما يستقبل الفريق استفسارات صيادين من داخل وخارج الدولة، ويسهمون في الإجابة عنها بشكل دقيق، لتزيد الحصيلة في حال حدوث أعطال لقواربهم، دون أي مقابل مالي.

وذكر بوصيم أنه بعد خمسة أعوام من التطوع كسب الفريق مهارات عالية في مجال إصلاح القوارب، وأصبح مرجعاً مهماً في هذا المجال، خصوصاً أنه يعتمد على الابتكار، وعدم الركون إلى الأفكار التقليدية، متابعاً: «لا أنسى الموقف الذي أعطى الفريق دفعة إلى الأمام، وثقة عالية بما نقوم به بعد تواصل إحدى الوكالات العاملة في مجال اليخوت بالدولة، تطلب الاستعانة بالفريق من أجل إصلاح يخت لم يكن يعمل منذ أربع سنوات، وبالفعل قام أفراد الفريق بتسخير خبراتهم وقدراتهم في المجال الميكانيكي والكهربائي، وغيرها من الخبرات، حتى تمكنوا من معالجة الخلل الذي كان يشكو منه اليخت وإصلاحه».

من جانبه، قال جاسم صالح المختن إن عمل الفريق التطوعي لا يقتصر فقط على إصلاح الأعطال التي تواجه القوارب البحرية، إنما يسعى بشكل دؤوب لتطوير وتحديث مجال الصيد البحري من خلال تدريب الفريق في مجال القوارب الإلكترونية بأنواعها المختلفة، وتصنيع الأقفاص للمشدات البحرية، وتصنيع مادة الفايبر التي تستعمل في حفظ الأسماك داخل القوارب.

وأضاف أن الفريق بادر إلى فتح قناة تعليمية خاصة على أحد برامج التواصل الاجتماعي، سميت «الجاس»، تطرح بشكل مستمر مقاطع فيديو، توضح فيها كيفية الطرق والأساليب المفروض على الصياد، في حال حصل له عطل في قاربه أو الماكينة الخاصة به، كيفية إصلاحها وصيانتها دون الحاجة لإدخالها الورشة، إضافة إلى صيانة أعطال بطارية قارب الصيد، وإعادة توزيع الكهرباء فيها، وهي من المشكلات التي يتعرض لها الصيادون كثيراً أثناء مهمات الصيد. كما تقدم القناة شرحاً تفصيلياً حول طرق تنظيف خزان بترول القارب، وكيفية إعادة ترتيب كابينة القيادة في قارب صيد بالفايبر.

ويتكون الفريق التطوعي من أبناء كلباء: عبدالعزيز بوصيم، وحسن غانم، وعبدالله غانم، ومحمد سالم، وعيسى غانم، وسعيد سالم، وهلال غانم، وسعيد غانم، وعارف بوصيم، وعمر أحمد، وعمر إبراهيم، ومحمد جاسم.

ويقدمون خدماتهم بشكل مستمر من خلال برامج تلفزيونية، ترسخ مهنة الصيد، وغيرها من الفعاليات، لتحديث طرق صيد السمك لدى الشباب المتمسكين بمهنة الأجداد.


المصدر: الإمارات اليوم