10\01\2022
مبادرة «لنجعل شتاءهم أدفاً» لليوم الثاني جمع التبرعات لدعم عائلات اللاجئين، حيث حققت قرابة 700 ألف دولار أمريكي خلال 48 ساعة، يستفيد منها قرابة 5 آلاف و 400 أسرة، بينما وصل إجمالي عدد المتبرعين إلى 35 ألفاً و500 شخص.
وتهدف هذه المبادرة التي أطلقتها حملة «أجمل شتاء في العالم» لدعم الأسر اللاجئة والنازحة والأقل حظاً في الوطن العربي وأفريقيا، والتي تستقبل التبرعات من خلال بث حي يقدمه صانع المحتوى حسن سليمان «أبو فلة» من وسط مدينة دبي.
وتستمر الحملة بالتعاون مع «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والشبكة الإقليمية لبنوك الطعام حتى تحقق أهدافها بجمع 10 ملايين دولار لمصلحة 100 ألف عائلة تعاني برد الشتاء.
وأعرب أبو فلة عن تفاؤله بتحقيق أهداف هذه المبادرة الإنسانية في أقرب وقت ممكن والوصول إلى 10 ملايين دولار، داعياً متابعيه إلى التفاعل مع المبادرة وتقديم تبرعاتهم لدعم الشعوب العربية والأفريقية التي تعاني ظروفاً صعبة جراء برد الشتاء، ومساندة اللاجئين الذين اضطرتهم ظروفهم إلى السكن في الخيام.
وشدد أبو فلة على تكاتف الجميع من أجل دعم الأعمال الخيرية والإنسانية والمبادرات التي تدخل السعادة قلوب الناس، وتخفف عنهم قساوة العيش نتيجة الظروف الجوية واللجوء.
نهج
وقد حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عهد الآباء المؤسسين على مد يد العون للمحتاجين وإغاثة الملهوفين حول العالم دون تمييز وسار على نهجهم قيادتنا الرشيدة.
ومن هذا المنطلق جاءت حملة «لنجعل شتاءهم أدفأ» والتي تهدف لتوفير أكبر قدر من المساعدات، ودعم أكبر عدد من عائلات اللاجئين والمجتمعات الأقل حظاً في المنطقة في فصل الشتاء بواقع 100 ألف عائلة ليتمكنوا من مواجهة وتحمل ظروف الشتاء الصعبة في الوطن العربي أو الذين يواجهون ظروفاً معيشية متدنية في أفريقيا، تعزيزاً لمفهوم العمل الإنساني في المجتمع وتكريسه كنهج دائم في دولة الإمارات العربية المتحدة التي باتت تمثل منصة عالمية للأعمال الإنسانية.
ويصعب تخيل أن 3.8 ملايين لاجئ ونازح في الشرق الأوسط وملايين من العائلات المعدمة في أفريقيا يعيشون ظروفاً مأساوية في مواجهة واحد من أبرد فصول الشتاء في المنطقة، حيث يواجه هؤلاء في الدول المضيفة للاجئين في كل من لبنان والأردن والعراق، درجات حرارة تصل إلى ما دون الصفر، كما يصعب تخيل أن يحتمي طفل بخيمة متهالكة يبحث وسط الفيضانات والعواصف والثلوج عن بعض الدفء، تخيلوا أن تدفع الظروف القاسية أب أسرة إلى اتخاذ قرارات صعبة جداً، تصل لحد القبول بتقليص وجبات الطعام لأسرته والتضحية بأهمية الدواء، في سبيل تأمين بعض التكاليف الإضافية لتدفئة أطفاله وعزل مسكنهم المتمثل في خيمة أو غرفة وحيدة غير مدفأة تأويهم في حي أو مخيم متداعي الأبنية، عن البرد القارس والصقيع والفيضانات.
في الحقيقة وإن كان يصعب على مخيلة الإنسان تصور هذه الظروف المأساوية، إلا أن قلبه يستشعر حجم المعاناة، ولكن الأوقات العصيبة أثبتت أن الجميع «دون أي تفرقة» يمكنهم تخصيص الوقت لمساعدة الآخرين وتقديم العون والدعم الإنساني لهم ليبقوا آمنين ودافئين خلال الأشهر الباردة. ومن هذا المنطلق، جاءت حملة «لنجعل شتاءهم أدفأ».
وتعتمد الكثير من العائلات اللاجئة والنازحة داخلياً وخارجياً على المساعدات التي تقدمها المفوضية لتتمكن من تأمين الدفء والأمان، وتلبية احتياجات أطفالها من مأوى وطعام وغذاء، وغالباً ما يحل هذا الموسم مثقلاً بأعباء وتكاليف إضافية تلقي بظلالها على أسر تواجه أصلاً تحديات جمة في سبيل تأمين الاحتياجات الأساسية طوال العام، لذلك أطلقت المفوضية خطة مساعدات شتوية لـ 3.8 ملايين لاجئ ونازح في المنطقة.
فمن دون التبرعات العاجلة، لن يتمكن الكثيرون من البقاء آمنين ودافئين خلال الأشهر الباردة. بالنسبة للكثيرين، سيكون هذا الشتاء هو الـ 10 على التوالي الذي يحل عليهم وهم بعيدون عن أوطانهم، حيث تواجه العائلات ظروفاً أكثر صعوبة دفعتها إلى الفقر المدقع، مما جعلها أكثر عرضة للخطر من ذي قبل.
أرقام
وتعمل المفوضية في 130 دولة لتقديم الحماية والمساعدة، ودعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة على التكيف وإيجاد الحلول وسط مناخ يزداد قسوة على نحو متزايد، حيث تطلق المفوضية حملة «لنجعل شتاءهم أدفأ»، في العديد من الدول، وتشير إحصائيات المفوضية إلى تجاوز أعداد النازحين قسراً حول العالم عتبة الـ 84 مليون شخص في عام 2021.
ووفقاً لأرقام المفوضية بقي أكثر من 1.2 مليون عراقي في عداد النازحين داخلياً حتى نهاية عام 2020، كما كان هناك أكثر من 280 ألف لاجئ أو طالب لجوء في العراق، بينهم 242 ألف سوري، وشكلت النساء نسبة 48% من إجمالي عدد اللاجئين في العراق.
وفي تقرير لها حول اللاجئين السوريين صدر في مارس الماضي، أعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: إن نصف السوريين أصبحوا لاجئين ونازحين، بعد 10 سنوات من اندلاع النزاع في بلادهم.
وأشارت إلى أن أكثر من 13 مليون سوري يحتاجون للمساعدة الإنسانية والحماية، بينما يعاني 12.4 مليون شخص «60% من إجمالي السكان» من نقص الغذاء. ودعت المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود الجماعية لدعم اللاجئين السوريين والمجتمعات التي تستضيفهم.
وأما في لبنان، الذي يعاني بدوره أوضاعاً اقتصادية صعبة زادت من التحديات التي تواجه اللاجئين السوريين على أرضه، فتتعاون المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مع برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) لمواجهة ما تصفها بـ«حالة التدهور السريع في الظروف المعيشية للاجئين السوريين» الذين تؤكد الوكالات الـ 3 أن جميعهم تقريباً باتوا عاجزين عن توفير الحدّ الأدنى من الإنفاق اللازم لضمان البقاء على قيد الحياة.
ويعاني اللاجئون للعثور على مأوى لائق وآمن في لبنان؛ فحوالي 60% من عائلات اللاجئين السوريين يعيشون في مساكن معرضة للخطر أو دون المعايير المطلوبة أو مكتظة.
واضطر ثلثا العائلات إلى تقليص حجم حصص الطعام أو تقليل عدد الوجبات المستهلكة يومياً. ويساعد برنامج الأغذية العالمي حالياً أكثر من 1.1 مليون لاجئ سوري و600 ألف مواطن لبناني في الشهر عن طريق تقديم مساعدات نقدية وحصص غذائية.
وفي الأردن، خصصت المفوضية نحو 35 مليون دولار عام 2021 كمساعدات شتوية تشكل الدفء الحقيقي للاجئين قبل دخول فصل الشتاء، ويستضيف الأردن أكثر من 1.3 مليون سوري منذ بداية الأزمة في 2011، بينهم 669.922 لاجئاً مسجلاً لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لغاية 17 أغسطس الماضي.
مأساة
وتشير أرقام الأمم المتحدة حول أوضاع النازحين واللاجئين في العالم إلى أن حجم المأساة اليوم يعني أن أكثر من 1% من سكان العالم تعرضوا لنزوح قسري فقدوا معه - بشكل شبه مؤكد – القدرة على العودة إلى ديارهم، خصوصاً مع ما شهده العالم العامين الماضيين من اضطرابات مناخية وتداعيات مؤلمة لوباء «كوفيد 19».
وعبّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، عن هذا الواقع بقوله في تصريح سابق له: إن النزوح القسري أصبح واقعاً ولم يعد ظاهرة مؤقتة وقصيرة الأجل، وإن ملايين البشر الذين باتوا خارج ديارهم لا يمكنهم الاستمرار في العيش في حالة من الاضطراب لسنوات متتالية، دون فرصة للعودة إلى ديارهم، ولا أمل في بناء مستقبل لأنفسهم في مكان وجودهم.
والأخطر في ظاهرة اللاجئين والنازحين هي تهديدها لمستقبل أجيال كاملة، فهناك ما لا يقل عن 374 مليون طفل مهجر أو نازح، بينهم الكثير من غير المصحوبين بذويهم، ما يعادل على سبيل المثال، العدد الكلي لسكان أستراليا والدنمارك ومنغوليا مجتمعين.
ويعيش 80% من المهجرين حول العالم في بلدان أو أقاليم متضررة من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد، والكثير من هذه البلدان تواجه بدورها مخاطر تتعلق بالمناخ وغيرها من الكوارث.
وأكثر من ثلاثة أرباع اللاجئين في العالم «77%» عالقون في أوضاع نزوح طويلة الأمد، ويعيش أكثر من 8 من كل 10 لاجئين «85%» في البلدان النامية، وعادة ما تكون بلداناً مجاورة للبلد الذي فروا منه.
وهناك 5 دول تشكل ثلثي عدد المهجرين عبر الحدود، وهي: سوريا وفنزويلا وأفغانستان وجنوب السودان وميانمار.
جائحة «كوفيد 19»
وإلى جانب قوافل اللاجئين والنازحين قسرياً حول العالم، أرخت جائحة «كوفيد 19» ظلالها على الاقتصاد العالمي، فتسببت برفع معدلات الفقر المدقع في العالم في عام 2020 لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً، وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن جائحة كورونا دفعت ما يصل إلى 150 مليون شخص إلى براثن الفقر المدقع عام 2021.
ويؤكد البنك الدولي أن اقتران جائحة «كوفيد 19» بضغوط الصراعات وتغير المناخ سيجعل من تحقيق هدف القضاء على الفقر بحلول عام 2030 أمراً بعيد المنال.
وعلى الرغم من أن أقل من 10% من سكان العالم يعيشون على أقل من 1.90 دولار للفرد في اليوم، فإن ما يقرب من ربع سكان العالم يعيشون دون خط الفقر البالغ 3.20 دولارات، ويعيش أكثر من 40% من سكان العالم - أي ما يقرب من 3.3 مليارات نسمة - دون خط الفقر البالغ 5.50 دولارات للفرد في اليوم.
المصدر: البيان