14\01\2022


على الرغم من تعدد أوجه العطاء إلا أن منبعها يرتكز على القيم الراسخة لدى الشعوب، وبما أن القيمة الأسمى والراسخة لدى المجتمع الإماراتي هي قيمة العطاء، فإن ذلك يعود إلى غراس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، التي نمت وأثمرت شعباً توارث القيم النبيلة، فواصل المسيرة، لتغدو سمة العطاء والمبادرة إلى تقديم العون نهجاً راسخاً يعزز من أواصر التراحم والتآخي المجتمعي والإنساني.

وعلى مدى عقود من الزمن برزت العديد من القصص الملهمة، وتعددت النماذج الإنسانية التي يقودها أفراد أو أسر إماراتية، ومن بينها تظهر أسرة يوسف المرزوقي التي تتكون من ثمانية أفراد، نموذجاً حياً على إنسانية المجتمع الإماراتي، حيث اعتادت على إطلاق المبادرات المتميزة والمبتكرة، وهي الحائزة أيضاً على جائزة الشارقة للعمل التطوعي الدورة المنصرمة «فئة الأسرة».

 وكان لأسرة يوسف المرزوقي السبق في الكثير من المبادرات المجتمعية والأفكار الجديدة في العمل التطوعي، حيث أطلقت خلال السنوات الثلاث الماضية أكثر من 70 مبادرة على مستوى الدولة، كان آخرها ما اختتمت به العام 2021 حين أطلقت مبادرة فريدة تحت شعار «تراحموا».


نهج


ويقول رب الأسرة يوسف المرزوقي «إن الأسرة تستمد نهجها من الوالد المؤسس ومن القيادة الرشيدة التي حملت الشعلة المضيئة، في مسيرة إنسانية نبيلة شعارها بالعطاء نسمو ويزدهر المجتمع».

ويضيف المرزوقي «إن إطلاقنا في الأسرة للمبادرات الخيرية والإنسانية المبتكرة، ينبع من الحس المجتمعي والرغبة في إحداث التأثير الإيجابي، خصوصاً أن الأسرة تمثل نموذجاً ملهماً للعطاء، والهدف الأسمى هو خدمة الوطن الغالي، وتقديم الوقت والجهد في العمل التطوعي، إلى جانب مساعينا في زرع القيم الجميلة في نفوس الأبناء، وتعويدهم على العطاء والرحمة والإنسانية والانخراط في العمل التطوعي».

وتعتبر مبادرة تراحموا آخر مبادرة أطلقتها الأسرة مع نهاية العام 2021، وهدفت إلى توزيع حافظات الطعام الصحية على عمال بلدية الشارقة، ليكونوا مثالاً يحتذى وقدوة يتبعها الأفراد في علاقاتهم الإنسانية مع العمال الذين يؤدون كبيراً في خدمة المجتمع، حيث تم توزيع 120 حافظة.


سعادة


بدورها ترى فاطمة محمد الحمادي الأم والمشرفة في الفريق أن فكرة المبادرة أسعدت العمال كثيراً، لا سيما أنها أتت من واقع حاجة العمال لتغيير بعض السلوكيات غير الصحيحة، كوضع الطعام في أكياس بلاستيكية ونقلها إلى مقر عملهم وبقائه لفترة طويلة في البلاستيك، مما يشكل خطراً على صحتهم، حيث كان تغيير السلوك غير الصحي إلى سلوك صحي وإيجابي يحافظ على طعام العمال بصورة آمنة وسليمة أحد أبرز أهداف المبادرة.


تراحم


من ناحيتها تقول الابنة سارة يوسف المرزوقي وهي أحد أفراد الأسرة «إن هذه المبادرة من أجمل المبادرات التي تم تنفيذها، وذلك لأن المبادرة نشرت التراحم والتكافل الاجتماعي مع فئة العمال، وهي فئة مهمة ولها دور كبير في المجتمع، وواجب علينا الاهتمام بها وتشجيع أفراد المجتمع على رعايتهم والاهتمام بهم، وبإذن الله نتمنى أن الفكرة تنتشر ويتم تطبيقها بشكل أكبر ونشكر كل الداعمين لهذه المبادرة وجميع المتطوعين».


توزيع 4000 حقيبة


ومن المبادرات الأخرى التي أطلقتها أسرة يوسف المرزوقي مبادرة «حقيبتي المدرسية عون لهم»، التي استهدفت طلبة المدارس الخيرية والأسر المتعففة، حيث تم تنفيذها لمدة 3 سنوات وزعت خلالها أكثر من 4000 حقيبة، بالتعاون مع 15 جهة منها دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي والجمعيات الخيرية كجمعية تراحم الخيرية وجمعية الشارقة الخيرية، وقد فازت المبادرة بجوائز عدة كان أهمها جائزة التميز الاجتماعي لعام 2021 عن أفضل عمل خيري متميز على مستوى الدولة.


70


بالإضافة إلى مبادرة «أقرأ مع عائلتي»، وكانت فكرتها تتلخص في تنشيط شهر القراءة ودعم الأجندة الوطنية وتطلعات القيادة نحو التوعية بأهمية القراءة من خلال تسليط الضوء على أهمية دور الآباء والأمهات في غرس حب القراءة في نفوس الأبناء، وذلك من خلال تصوير فيديو عائلي لكل أسرة يتشارك فيه الآباء والأمهات مع أبنائهم بسرد قصة، وكان ذلك بالتعاون مع فريق شكراً لعطائك التطوعي ومكتبة أقرأ واستمتع، وقد شارك فيها 70 أسرة، ووضعت الأسرة جوائز تحفيزية لأفضل خمس مشاركات.


300


ومبادرة «مبادرة كفيتو وفيتوا» وتم من خلالها تقديم رسائل شكر وعرفان لجميع الذين سهروا ورابطوا وسعوا لحماية أفراد المجتمع من خطر الجائحة متمثلة في أفراد وضباط شرطة أبوظبي ومجندي الخدمة الوطنية ولجنة إدارة الطوارئ والأزمات. وكانت حصيلة هذه المبادرة ما يقارب 300 رسالة شكر وامتنان للجنود الأبطال، إلى جانب مبادرات أخرى «كفي سقياهم رحمة»، ومبادرة «زرعي ينمو» و«سقيا الخير» والعديد من المبادرات الأخرى التي تؤكد على النهج الإماراتي المتوارث.



المصدر: البيان