01\05\2022


التطوع في الإمارات ثقافة إنسانية راسخة في الوجدان، قائمة على خدمة الوطن والإنسانية في آن، تجلّت آخر مظاهره في مشاركة 30 ألف متطوع في «إكسبو 2020 دبي»، وبلغ عدد ساعات التطوع التي نفذوها على مدار فترة الحدث العالمي أكثر من مليون ساعة، ومثّل المتطوعون جميع فئات وأطياف مجتمع الإمارات، حيث ضم البرنامج ممثلين عن القطاعين الحكومي والخاص من خلال 25 جهة، وطلبة الجامعات ومجندي الخدمة الوطنية والاحتياطية، في تعبير عملي يجسد الاستثمار في الإنسان للعطاء.

 

وقالت عبير الحوسني مدير إدارة المتطوعين في إكسبو دبي: إن برنامج التطوع كان له أثر كبير، حيث تم الاستثمار في مهارات المتطوعين ومنحهم فرصة الاحتكاك والعمل مع خبرات عالمية احتضنها مشروع إكسبو، وباعتبار أن جميع المتطوعين المشاركين في البرنامج هم أبناء دولة الإمارات والمقيمون فيها، فإن هذا الاستثمار في مهاراتهم وقدراتهم سيعود بالنفع والفائدة بما لاشك فيه على مختلف القطاعات في الدولة، من خلال الخبرات التي اكتسبها المتطوعون والتي سينقلونها لمؤسساتهم وجهاتهم العملية والتعليمية.

وأضافت عمل في اكسبو 2020 دبي 30 ألف متطوع ، وبلغ عدد ساعات التطوع التي نفذوها على مدار فترة الحدث العالمي أكثر من مليون ساعة ومثل المتطوعون جميع فئات وأطياف مجتمع الإمارات، حيث ضم البرنامج ممثلين عن القطاعين الحكومي والخاص من خلال 25 جهة، وطلبة الجامعات ومجندي الخدمة الوطنية والاحتياطية، في تعبير عملي يجسد الإستثمار في الإنسان للعطاء.

أثر كبير

وأدى المتطوعون على مدى فترة انعقاد إكسبو 2020 دبي مجموعة من الأدوار المهمة للمساعدة في إدارة عدد كبير من التجارب والفعاليات المتنوعة، والحلقات النقاشيّة العالمية التي تُعقد يوميا في الحدث العالمي الذي استضافته دبي مؤخراً، وكانوا جهة الاتصال الأولى للملايين الزوار، إلى جانب مساهماتهم في كل مرحلة من مراحل التجربة في إكسبو دبي، وتقديم خدمات في أماكن عدّة مثل أجنحة الموضوعات والفعاليات والمراسم والضيافة والمواصلات وتشريفات كبار الشخصيات والدعم التقني، وغير ذلك من القطاعات الحيوية.

 

مهام عدة

وأكد أحمد لوتاه مدير إدارة التلاحم الاجتماعي في هيئة تنمية المجتمع بدبي أن المتطوع ينفذ مهام عدة خصوصاً إذا كان هناك متطوعون في مجالات تخصصية، الأمر الذي يخفف العبء المالي على الجهات الحكومية والخاصة.

وقال: يقدر الوفر المالي للتطوع بـ78 درهماً عن الساعة التطوعية الواحدة، لافتاً إلى أن إجمالي الساعات التطوعية في عام 2021 تجاوز 300 ألف ساعة، والتي نتج عنها وفر مالي بقيمة 23 مليوناً و400 ألف درهم، كما أنه حتى مارس 2022 بلغ عدد المتطوعين 39 ألف متطوع، وهم في ازدياد مستمر.

خبرات

من جهتها أكدت مريم سالم السلمان رئيسة جمعية الإمارات لأصدقاء كبار المواطنين أن المتطوع لا يخدم ذاته فقط، بل يخدم الجهة التي يتطوع فيها، فتجد متطوعين من أصحاب الخبرات والدرجات العلمية المتميزة يتطوعون في تلك الجهات، فبدلاً من دفع الأموال لجهات تقوم بعملية التدريب للموظفين، فيمكن استقطاب متطوعين مؤهلين بمقدورهم القيام بالتدريب، ما يوفر ميزانية للجهة التي تود تدريب المتطوعين لديها أو الموظفين.

ولفتت إلى أنه أحياناً يحدث خلل تقني ما في أجهزة الحاسوب أو اختلال في الشبكة، فبدلاً من الذهاب إلى أصحاب المحلات التجارية التي تقوم بإصلاح الأجهزة، يمكن الاستعانة بمتطوعين متخصصين في مجالات البرمجة والشبكات والتقنية الحديثة، وبالتالي يمكن توفير الميزانية بدلاً من صرفها لفنيين آخرين .

تشجيع

من جانبها أكدت المهندسة عزة بنت سليمان الأمين العام المساعد للشؤون الإدارية والمالية للجنة الأولمبية الوطنية وعضو سابق في المجلس الوطني الاتحادي أن التطوع له آثار كبيرة، منها الصحية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية والإنسانية، فهو مفيد في كافة المجالات، لافتة إلى أن مشاركة المتطوعين في دبي وخلال جائحة كورونا كان لها أثر كبير في تقليل الكلفة الاقتصادية.

الارتقاء بالمجتمعات

وأكد علي العاصي رئيس لجنة الأسر المتعففة في أم القيوين التابعة لجميعة دار البر دبي أن التطوع ينبع من فطرة الإنسان، وحاجات المجتمعات، ويعد ضرورة أخلاقية واجتماعية، لكونه يرتبط بالحياة ارتباطاً مباشراً، وله دور مهم في الارتقاء بالمجتمعات، وتحقيق نهضة الدول، وهو مقياس للنضج الحضاري، ومرآة يعكس جمال الشيم ورقي القيم التي يتحلى بها الأفراد، ويعكس جوهر الإنسان بعطائه وإنجازاته وروحه المفعمة بحب الخير ونفع الناس.

مردود إيجابي

وأكد الدكتور عبدالله الشيباني الرئيس التنفيذي لوثيقة الولاء والانتماء أن التطوع له مردود إيجابي على المجتمع ككل، كما أن له إيجابيات عدة على الجانب الاقتصادي ليس في الدولة فقط، بل آثاره تنسحب على الاقتصاد العالمي، فكثير من أبناء الوطن تطوعوا خارج الدولة لنجدة الشعوب المنكوبة والوقوف معهم أثناء الأزمات بهدف التخفيف عنهم دون منة أو انتظار لرد الجميل، فالعمل التطوعي يكسب المتطوعين خبرات تنظيمية وإدارية ومالية تعود بالنفع المادي على الجهات التي يتطوعون فيها.

حملات توعوية

وفي السياق نفسه أكدت الدكتورة ميثاء محمد سعيد الكعبي مستشارة ومدربة في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات ومتطوعة منذ أعوام طويلة أن كافة الجهات أصبح لديها الوعي بأهمية التطوع، كما أنه إذا تم ترسيخ مفهوم التطوع والشراكات بين الدوائر سواء أكانت حكومية أم خاصة في الموارد والكوادر البشرية الوطنية وتم تدريبها على أن تتخصص في مجالات التطوع المتعددة، فبالتالي يتم توفير ميزانية عالية على تلك الدوائر والجهات بدلاً من صرفها في حال عملية توظيف كوادر معينة للقيام بأعمال يمكن أن يقوم بها متطوعون.

تطوير

أكدت الدكتورة شيرين موسى أستاذ الاعلام الرقمي بكلية الخوارزمي بأبوظبي أن للعمل التطوعي اثرا كبيرا في الارتقاء بالعنصر البشري وتطوير مهاراته وصقلها ، ما ينعكس ايجابا على جوانب التنمية المجتمعية بكافة أشكالها ، الاقتصادية والاجتماعية ، فالتطوع يوفر مبالغ مادية للجهات التي تستقطب متطوعين متخصصين ، سواء أكانوا أطباء أو مهندسين أو أكاديميين أو متخصصين في أعمال التدريب ، فيوظفون أوقات تطوعهم في تدريب الموظفين العاملين في الجهات الحكومية والمحلية المختلفة ، بدلا من لجوء تلك الجهات الى الشركات التي تتقاضى أموالا كبيرة فيما يتعلق بعملية التدريب ، وبالتالي توفير الميزانيات لتلك الجهات حتى توظف في اعمال أخرى.

 

تعزيز

ويرى المتطوع خالد احمد الزاهد حاصل على البكالوريوس من كلية الشريعة والقانون بكلية الامام مالك في دبي أن العمل التطوعي يشجع على نمو الشخصية وينمي الشعور بالمسؤولية ويعزز الوعي الاجتماعي، ويساهم في تكوين أخلاقيات العمل والقيم الاجتماعية والعمل الجماعي البناء، وإعداد كوادر مواطنة قادرة على تحمل مسؤولية البناء والتنمية لوطنها، ونشر وعي وثقافة التعاون والتكافل الاجتماعي، لافتا الى أنه شارك في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دبي منذ 21 عاما، ما أكسبه الخبرات والمهارات التي أعانته في أعماله ووظيفته البنكية ، مبينا أن التطوع المتخصص يوفر الميزانية ويرفد الاقتصاد الوطني.

فرق

وفي ذات السياق تقول المتطوعة سلوى علي غانم والتي تدرس الطب الحيوي بجامعة الخليج الطبية انها خاضت تجربة العمل التطوعي منذ وقت مبكر خصوصا خلال جائحة كورونا ، فتطوعت في الكثير من المختبرات الطبية بحكم تخصصها، وذلك بهدف رد الجميل للوطن ، لافتة الى أن الشباب الاماراتي منذ بداية جائحة كورونا ابدوا استعدادهم للمشاركة في العمل التطوعي لمساندة خط الدفاع الاول وخدمة المجتمع ، لافتة الى أن التطوع سيوفر دعما للمهنيين الطبيين العاملين في الخطوط الأمامية و يرتقي بمهاراتهم الطبية، ويعزز الشعور بالمسؤولية الإنسانية التي تتطلب من الأطباء والعاملين في حقول الرعاية الصحية الجهوزية التامة والشجاعة والقيم النبيلة، كون التواجد في الخطوط الأمامية جزءا من عملهم اليومي، اضافة الى أن هناك فرقا تطوعية عديدة على مستوى الدولة فيها عدد كبير من المتطوعين ، والذين بدورهم يتطوعون بعدد من الساعات تتجاوز في اليوم 8 ساعات، الامر الذي يوفر ميزانيات كبيرة للجهات التي يتطوعون فيها.


المصدر: البيان