13\05\2022
بدأت الحكاية بوقوف نواف خلفان عبيد، الشاب ذي الـ 32 عاماً على مفترق الطرق، وهو الذي ينتمي إلى أصحاب الهمم، في فئة الكفيف، فهو أمام خيارين: إما أن يستكين لظروفه، ويعيش على هامش الحياة، ينتظر يد الآخرين لتقدم له المساعدة، أو يصنع بإرادته وعزيمته الفارق، ويحطم الحواجز التي تحول بينه وبين أن يكون عنصراً فاعلاً في المجتمع، ويمد هو يد المساعدة للآخرين. فكان الخيار الثاني هو الراجح في ميزان إرادته التي لا تلين.
لم يلتفت إلى كل ما يمكن أن يشكل له عامل إحباط، فاختار أن يكون متطوعاً في الفعاليات الخيرية، حيث حضر بقوة خلال شهر رمضان الفضيل، بين صفوف المتطوعين من أبناء وبنات وطنه، وكان حضوره محل إعجاب وتقدير من المحيطين به، وهو يتحرك مقدماً نموذجاً في الإصرار والنجاح، رغم التحديات، حافراً في مخيلة الجميع صورة مغايرة لتلك النمطية عن أصحاب الهمم، مؤكداً أنهم أصحاب عزم، ولديهم الإمكانات، وما على المجتمع سوى تمكينهم لوضعها موضع التنفيذ.
تخرج نواف من جامعة الشارقة، وأنهي دراسته في عام 2021 في تخصص القانون، وهو عضو فاعل في جمعية الإمارات للمكفوفين بصرياً في الشارقة، وكانت بداية رحلته مع التطوع في عام 2013، مع جمعية الإحسان الخيرية بحملة «رمضان أمان» في الشهر الفضيل، حيث كان يقوم بتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين. ويقول نواف: بدايات عملي التطوعي، كانت تتم بمشاركة زميلي، وذلك ضمن الأماكن المفتوحة، وأما في الأماكن المغلقة، فأكون بمفردي. ويضيف نواف: تطوعت ضمن برنامج «تكاتف» في الكثير من الفعاليات، ومنها حفل رأس السنة، من خلال تنظيم توافد الزوار على برج خليفة، وكان تحدياً صعباً بسبب كثرة الموجودين، كما تطوعت أيضاً عن طريق «تكاتف»، خلال فترة انتشار فيروس «كوفيد 19»، في مركز كلباء الصحي.
وختم نواف حكايته بالقول: أنا حالياً أبحث عن فرصة عمل، وذلك سعياً لتغيير الصورة النمطية المجتمعية عن أصحاب الهمم، والتأكيد على أنهم قادرون، لكن «امنحوهم الفرصة»، وأنا جاهز دائماً لتلبية أي نداء للتطوع لخدمة وطني.
المصدر: البيان