28/3/2020

طلقت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» حملة رقمية وطنية عبر منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان #لنبدع_معاً.
أتى ذلك بعد إطلاق سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة الهيئة، وسم #لنبدع_معاً من خلال رسالة التفاؤل والأمل التي وجّهتها، الجمعة، إلى المبدعين والمبتكرين والفنانين والعاملين وكل الأطراف الفاعلة في القطاع الإبداعي والثقافي.

وتهدف «دبي للثقافة» من خلال الحملة إلى تشجيع كل أفراد المجتمع، أثناء التزامهم بالبقاء في منازلهم خلال الفترة الراهنة، إلى تقديم نتاج إبداعي، كل في مجال ميوله، لدعم حملة #خلك_في_البيت التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وحققت تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتطوعت نخبة من رواد قطاع الثقافة والفنون للمشاركة في مقطع فيديو قصير تولت إنتاجه وإخراجه نايلة الخاجة عن بُعد، بهدف الإسهام في ترسيخ دور الثقافة ضمن النطاق الاجتماعي. ودعا المقطع المواهب الإبداعية في المجتمع الإماراتي، من هواة الكتابة والشعر والفن والتصميم والتصوير، إلى الاستفادة من أوقاتهم واستثمار مواهبهم بطريقة مثلى أثناء التزامهم بالبقاء في منازلهم؛ لتقديم الفائدة للمجتمع ونشر ثقافة الإيجابية بين أفراده من خلال تقديمهم نتاج إبداعي متنوع، سواء أكان في المجال الأدبي (كالشعر والنثر والخواطر)، أم الفنون البصرية (كالتصوير والأفلام القصيرة والرسوم المتحركة واللوحات التشكيلية والتصاميم الفنية بأشكالها)، أم الأدائية (كالموسيقى والغناء والتمثيل)، وغيرها من ألوان الإبداع الكثيرة.

جرعة تفاؤل

أشارت هالة بدري، مدير عام «دبي للثقافة» إلى أن حملة #لنبدع_معاً بمثابة جرعة إيجابية وتفاؤل تهديها الهيئة إلى مجتمع الإمارات بكل مكوناته من مواطنين ومقيمين؛ لتجاوز الأوقات الصعبة التي يعيشها كغيره من المجتمعات الإنسانية، ولتحفيز المبدعين ليأخذوا زمام المبادرة للعب دور فاعل في بث الطمأنينة والروح الإيجابية في المجتمع وتقديم تجربة ثقافية فريدة لأفراده.
وقالت بدري: «إن التماسك، والتضامن، والقدرة على تجاوز الصعاب هي من سمات المجتمع الإماراتي عبر التاريخ، فليس بالغريب علينا أن نتعامل مع التحديات ونحولها لفرص. ومن هنا أطلقنا حملة #لنبدع_معاً لنذكّر كل فنان ومبدع أن بإمكانه الإبداع من منزله، فالإبداع لا تحده الجدران والخيال لا تقيده الأسوار».
وأضافت بدري: «إن المبدعين المشاركين في الحملة هم «سفراء الثقافة» إلى مجتمعهم، وتحت راية «حب الإمارات» اتحدوا في عمل واحد وبزمن قياسي مدته يوم واحد لأداء رسالة الثقافة النبيلة التي تتمثل في بث الطاقة الإيجابية في المجتمع وتعزيز قيم المبادرة والوحدة والتفاؤل، موجهين دعوة إلى كل مبدع وفنان في الإمارات لرفد الجهود الوطنية، وتقوية عزيمة أبناء الوطن وأفراد المجتمع كافة وتقديم الفائدة لهم في ظل الظروف الراهنة».
ولفتت بدري إلى أن العالم اليوم يتوحّد في إطار رؤية إنسانية جامعة لتحقيق هدف نبيل يتمثل في الحد من انتشار الفيروس، وبث الأمل والتفاؤل في نفوس الناس، موضحةً أن هذه الحملة الثقافية تأتي تكاملاً مع الحملات الوطنية الهادفة التي أطلقتها الجهات الحكومية والخاصة في الإمارات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.

وجوه إماراتية

تطوعت نخبة من الوجوه الثقافية الإماراتية لإنتاج وإخراج المقطع القصير ضمت المخرجين نايلة الخاجة، ومحمد سعيد حارب، والإعلامي والممثل والشاعر سعود الكعبي، والمتخصصة في التصوير الثقافي روضة الصايغ.


تضامن وانتماء


تسعى «دبي للثقافة» من خلال حملة #لنبدع_معاً أيضاً إلى إلهام المواهب المحلية المبدعة من شتى الجنسيات والثقافات لتقديم نتاجات ثقافية إبداعية تسهم في تعزيز تفاعل الجمهور مع القطاع الثقافي. وتعرض تلك الأعمال في عدد من الفعاليات والمهرجانات الفنية التي تقيمها الهيئة مستقبلاً. كما تهدف الحملة إلى توحيد طاقات المبدعين والمواهب على أرض الإمارات تحت مظلة التضامن والتكاتف من أجل مجتمعهم، وحثهم على دعم حملة #خلك_في_البيت عبر عرض نتاجات ثقافية وإبداعية تظهر حبهم وانتماءهم إلى هذا الوطن المعطاء.


نايلة الخاجة: الاطمئنان يدفعنا للإبداع


عملت نايلة الخاجة على إخراج العمل من المنزل، ووجهت عن بُعد كلاً من المبدعين المشاركين حول كيفية وضع الكاميرا والزوايا والإضاءة ووضعية الشخصية خلال تصوير مقطعه الخاص.
وقالت الخاجة: «من السهل في مثل هذه الأوقات أن يسيطر الخوف والقلق على الإنسان، لكننا في الإمارات، بفضل حكومتنا الحريصة واليقظة، نتمتع بأفضل نظام رعاية ممكن، ما يشعرنا بالاطمئنان والتفاؤل، ويتيح لي، كمبدعة، فرصة التأمل وممارسة فني في المنزل. الظروف الصعبة تدفعنا لنكون أكثر إبداعاً، وفي أحوال كهذه سينطلق الفن إلى آفاق جديدة، وبمجرد مرور الأزمة، سيكون كمّ العمل الجميل الذي أبدع، شهادةً على وحدة عالمنا في مواجهتها».


محمد سعيد حارب: فرصة للابتكار والتعلم


قال محمد سعيد حارب «نحرص دائماً كفنانين ومختصين في المجال الفني على إيجاد طريقة نتعاضد من خلالها، لأن يداً واحدة لا تصفق. وفي مثل هذا الوقت، علينا أن نتكاتف كفنانين لإيصال رسالة الفن بسموها للجمهور في الإمارات أو خارجها. رسالتنا من خلال هذا الفيديو أن وجودك بالبيت لا يعني الملل والهلع، على العكس هذه فرصة إيجابية نستطيع أن نخلق منها أشياء جديدة، نبتكر ونتعلم مع بعضنا البعض، خصوصاً مع توفر وسائل التكنولوجيا الحديثة. أعرف أشخاصاً يحاولون التعلم على آلات موسيقية جديدة، وآخرين يكتبون الشعر، وغيرهم يصقلون مهاراتهم في الرسم. فلنستثمر هذه الأوقات الصعبة في طرح أمور إيجابية، لأن الإبداع لا يعرف الحدود».


روضة الصايغ: الحجر لا يشمل الموهبة


قالت روضة الصايغ: «سمعت الكثير من الذين يلتزمون بالبقاء في بيوتهم بأنهم يشتكون من الملل، رغم معرفتي أن أغلبهم مبدعون ويستطيعون تفريغ طاقاتهم بمواهب جميلة، غير أنهم لا يدركون ذلك. وعبر مشاركتي في هذه الحملة أود أن أقول لهؤلاء المبدعين إنه لا شيء يقدر أن يحجر موهبتهم؛ فالحجر جسدي، لكن الموهبة تستطيع أن تصل إلى آفاق بعيدة. نعرف جميعاً مقولة "فكر خارج الصندوق"، وجاء الوقت الذي نعيشها فيه على أرض الواقع. لذلك، علينا أن نثق بموهبتنا وعمقها وقوتها، وأن نوصل رسالتنا كفنانين إلى الجمهور في أي شكل من أشكال الإبداع. فإن عبّرنا عنها بطريقة جميلة ومقبولة لدى الناس، ستصل حتماً. ثق بنفسك وانطلق».


سعود الكعبي: لنجعل هذه الأوقات أكثر جمالاً


قال سعود الكعبي: «خلال فترة حياتنا العادية المليئة بالمشاغل المختلفة، أحياناً لايجد الشخص متسعاً من الوقت لتنمية مواهبه أو الذهاب في أعماق فكره وفنه. كثير منا كان يتمنى أن يأخذ إجازة تتيح له المجال للغوص في إبداعاته الشخصية، من كتابة وفن وموسيقى وثقافة وقراءة. والآن، أتتنا الفرصة المواتية إلى باب منزلنا لنقضي وقتنا بين أهلنا ومواهبنا الشخصية فقط، وفي الوقت نفسه نكون خدمنا وطننا ومجتمعنا بالجلوس في المنزل. إنها فرصة لنجعل هذه الأوقات أكثر جمالاً وأكثر إبداعاً. فلنستفد منها ولنستغلها على أفضل وجه، خصوصاً ونحن نعيش في زمن وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكننا نشر إبداعاتنا ومشاركتها حول العالم ونحن في منازلنا».

المصدر: الخليج الإلكترونية