30/3/2020

تعمل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، حالياً، على تدريب نحو 535 متطوعاً، لدعم المنظومة الطبية في دولة الإمارات، ضمن سلسلة الجهود التوعوية، والتدريبية، والإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة، للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19).

جاء ذلك خلال الإحاطة الدورية السابعة لحكومة الإمارات، للتعريف بآخر المستجدات المتعلقة بفيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، حيث أشارت المتحدثة الرسمية عن القطاع الصحي في الدولة، الدكتورة فريدة الحوسني، إلى أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع تعمل حالياً على تقديم برامج تدريبية للمتطوعين في مختلف إمارات الدولة، وتشمل عدداً من القطاعات الداعمة للمنظومة الطبية، مثل مراكز الاتصال، والحجر الصحي، والمستشفيات، وأنشطة التعقيم المختلفة، والذي يعكس حساً والتزاماً مجتمعياً قوياً من قبل المتطوعين للإسهام بدورهم في جهود الدولة في الحد من انتشار الفيروس.

ويكتسب مفهوم التطوع في دولة الإمارات اهتماماً رسمياً كبيراً على مستوى القيادة وعلى مختلف المستويات الحكومية والأهلية في الدولة، وتؤكد الدولة ثقافة العمل التطوعي باعتبارها تمثل صورة من صور المشاركة الشعبية في تحمل المسؤولية في خدمة الوطن والمجتمع، والمساهمة في صناعة المستقبل، إضافة إلى الفوائد الجمة التي تعود على المتطوع ذاته، والتي لا تقل أهمية عن الفوائد التي تعود على المجتمع، حيث تنمي فيه الروح الإيجابية، وحب العطاء، وتحسن من الصحة العامة، وتساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية أيضاً.

وتتنوع مؤسسات وبرامج العمل التطوعي في الإمارات بتنوع الحاجات المجتمعية والتنموية، ومنها البرنامج الوطني التطوعي لحالات الطوارئ والأزمات والكوارث، ومبادرتا «تكاتف» و«ساند»، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومبادرة كلنا شرطة وأكاديمية الإمارات للتطوع في أبوظبي، وبرنامج دبي للتطوع، ومبادرة «صندوق الوطن»، إضافة إلى نظام حاضنات التطوع.

ومن أبرز مبادرات التطوع التي جاءت ضمن الإجراءات التي اتخذتها دولة الإمارات لمواجهة فيروس "كورونا المستجد كوفيد -19"، إطلاق "المؤسسة الاتحادية للشباب"، خلال اليومين الماضيين، 9 مبادرات وطنية، بهدف رفع جاهزية الشباب الإماراتي، وتعزيز دوره الفعَّال في التعامل مع الأوبئة والحد من تأثيراتها المجتمعية وكافة مناحي الحياة في دولة الإمارات، وذلك بالشراكة مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة، ووزارة تنمية المجتمع، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، والمجلس الوطني للإعلام، والهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية.

ومن ضمن مبادرات التطوع البارزة والواضحة، مشاركة فريق «الاستجابة الإنساني» بإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة من مقاطعة هوباي الصينية، والذي تضمن فريقاً من المتطوعين شمل الطيارين، والمضيفين، والفريق الطبي والإداري، التي كانت مشاركتهم لتعزيز وإبراز الدور الإنساني والتطوعي، كما شارك أبناء الإمارات في تجهيز «مدينة الإمارات الإنسانية» في أبوظبي، والتي أُنشئت لاستقبال رعايا الدول الذين تم إجلاؤهم، ليرسموا لوحة إنسانية فريدة مضمونها أن أبناء زايد الخير هم نبراس العطاء، ورموز، ملهمون للتضامن مع الأشقاء والعمل الإنساني، دون انتظار مردود أو مقابل.

وجاء ضمن مبادرات التطوع كذلك إعلان «إمارات العطاء» عن فتح باب التطوع للأطباء للمشاركة في برنامج «التطبيب عن بعد»، ضمن مبادرة إماراتية بعنوان «برنامج أبطال الصحة التطوعي»، والتي تتضمن المشاركة في المهام التطوعية التشخيصية والعلاجية والوقائية لأطباء الإمارات، وذلك بهدف تعزيز التكافل، وتبني الجهات المعنية في الإمارات، وتعزيز الجهود المتواصلة لمكافحة فيروس "كورونا" المستجد.

بالإضافة إلى ذلك، قامت جمعية «كلنا الإمارات» بتفعيل مذكرة التفاهم الموقعة مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، الهادفة إلى توفير المتطوعين، وتأهيل الكوادر التطوعية في مجالات إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، ووجهت إدارة الجمعية جميع متطوعيها في كافة أنحاء الإمارات للتواصل والتنسيق مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والجهات الرسمية المعنية، لأداء واجبهم ودورهم الوطني في هذه الظروف، والمساهمة في تعزيز جهود القيادة في نشر الوعي، وتطبيق الإجراءات الصحية والاجتماعية الوقائية، لوقف انتشار الفيروس، وحماية المجتمع والأفراد من خطورته.

وأطلقت الجمعية حملة توعوية تحت عنوان «شيابنا مسؤوليتنا»، تماشياً مع توصية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، (أوصيكم بآبائكم وأمهاتكم وأهلكم)، وساهمت الجمعية عبر مواقعها على منصات التواصل الاجتماعي، في نشر الوعي والتنبيه بخطورة انتقال عدوى فيروس "كورونا"، وطرق الوقاية من العدوى، وأكدت دائماً ضرورة الالتزام بالتوجيهات الصادرة عن المؤسسات الرسمية، وعدم الالتفات للشائعات، وضرورة التزام الجمهور بالبقاء في المنزل.

بالإضافة إلى ذلك، وضمن مبادرات التطوع، شارك فريق من برنامج «تكاتف التطوعي»، التابع لمؤسسة الإمارات، بالتعاون مع مركز التطوع التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية، في تقديم المساعدة للاستجابة للتصدي لفيروس «كورونا» المستجد في إمارة الشارقة، من خلال التواجد في مستشفى القاسمي بالشارقة -قسم النساء والولادة، حيث يشارك المتطوعون في تعقيم زوار المستشفى عند منافذ قسم الولادة والنساء، وفحص الزوار عبر الجهاز الحراري، وتقديم المساعدة اللازمة عند الحاجة.

كما أطلق مركز «عجمان للإحصاء والتنافسية»، مبادرة وطنية بالإعلان عن تطوع 120 من الموظفين وفرق العمل الميدانية العاملين بالمركز للمشاركة في جهود مواجهة هذا الوباء العالمي، وتأتي هذه المبادرة دعماً للجهود الضخمة المبذولة على مستوى دولة الإمارات في ضوء الإرشادات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية لمواجهة فيروس "كورونا" المستجد، والحد من فرص انتشاره، وانطلاقاً من الحس الوطني الذي يتمتع به كافة أبناء الإمارات والمقيمين بها.

 المصدر: صحيفة الرؤية الإلكترونية