1/08/2022
يُشكل متطوعو ومتطوعات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والمتواجدون حالياً في أحد مراكز إيواء الأسر والأفراد المتضررين من الأمطار الغزيرة والسيول التي غمرت منازلهم في إمارة الفجيرة، خلية نحل لا تهدأ وذلك في قلب المركز الذي يتطلب تضافراً كبيراً للجهود، حيث يحرصون كل الحرص بتوجيه وإشراف من المسؤولين في هيئة «الهلال» على تلبية كافة المهام والمسؤوليات الموكلة إليهم بروح متفانية، والتي تتمثل في استقبالهم للحالات المتضررة، وتسجيل بياناتهم، وتخصيص الغرف المناسبة لأعداد العائلة، إضافة إلى تقديم الدعم اللوجستي، والنفسي، وتقديم جميع المساعدات وتوفير الاحتياجات والمستلزمات الضرورية.
«البيان» زارت مركز الإيواء، وكانت الصحيفة الأولى التي تقف على استعدادات المركز وتلتقي بعدد من المسؤولين، والمتطوعين الذين أكدوا على أن الوضع الذي مرت فيه الدولة، لاسيما في إمارة الفجيرة، لا يتطلب تكاتف الجهود فحسب، وإنما السعي لتعزيز روح العمل التطوعي، وهي حتماً متجذرة في عمق ثقافة الإمارات وتراثها، وهو فرصة للأفراد لرد الجميل للوطن الغالي.
دور مهم
قال محمد أحمد اليماحي، مدير هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مركز دبي: نعم، إن العمل والجهود متواصلة في المركز بهدف تحقيق العودة التدريجية إلى التعافي من آثار وتداعيات الأمطار والرياح وتقلبات الطقس الأخيرة، وما نتج من أضرار، وخروج عدد من القاطنين من مواطنين ومقيمين إلى مراكز الإيواء التي قدمتها حكومة دولة الإمارات، حيث يؤدي المتطوعون والمتطوعات في مركز الإيواء أدواراً مهمة من صباح كل يوم حتى المساء، والتواصل المستمر مع الأسر المتضررة المتواجدين في المركز، للاطمئنان عليهم، والسؤال عن احتياجاتهم ومتطلباتهم، والتأكد من سلامتهم، والعمل بشكل عاجل على تأمين احتياجاتهم.
وأضاف اليماحي: ولا أبالغ بأن المتطوعين لا يهدأ لهم بال إلا بتحقيق راحة المتواجدين في مركز الإيواء، إذ ينتقلون بين الغرف للسؤال عن احتياجاتهم، ويسارعون فوراً على تلبية ما يرغبون به من المستلزمات الضرورية. وأريد التنويه إلى نقطة مفادها بأنه تتملكنا فعلياً مشاعر الاعتزاز والفخر بجميع المتطوعين وبلا استثناء، الذين يجسدون حقاً قيم الفزعة الأصيلة في المجتمع الإماراتي.
وأوضح يحيى عبدالله المعيني، من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مركز دبي بأن الإمارات من أكثر الدول نجاحاً في عملية تحقيق ارتقاء نهج العمل التطوعي حيث تحتضن العديد من الجهات والمؤسسات والبرامج المعنية في هذا المجال.
وأضاف المعيني: «كما أنه وفي ظل رؤية القيادة الرشيدة وتوجيهات حكومة الإمارات تأتي سلامة الأشخاص المتواجدين في مركز الإيواء على رأس الأولويات، حيث يعمل المتطوعون والمتطوعات ليل نهار وفق خطط عملية وإنسانية للتعامل مع جميع الأسر المتواجدة في المركز، وفق منظومة عمل تكاملية.
وأريد التأكيد على أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ترك بصمات إنسانية واضحة محلياً وعالمياً، حيث أولى العمل التطوعي والعطاء الإنساني اهتماماً كبيراً، حتى أصبح من سمات أبناء الإمارات. لذا حري بالجميع عدم التردد مطلقاً، بل والمبادرة للتطوع في هذا الوضع الإنساني، إلى حين عودة المتضررين إلى منازلهم بعد تأمينها».
وقال أحمد جمعة الكعبي، قائد فريق المتطوعين بمركز الإيواء في الفجيرة: إن الوعي والالتزام بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية كفيلان بعبور الأزمات.
كما أن تطوعنا اليوم هو لمساندة الجهود الوطنية، وتقديم الدعم اللازم انطلاقاً من رغبة وطنية خالصة، ونحن في الوقت ذاته فخورون جداً بهذا التلاحم والتكاتف الوطني الذي تربينا عليه في دولة الإمارات«، موضحاً بأنه تكمن مهامه وزملائه المتطوعين بتوفير كل ما يحتاجه المتواجدون في مركز الإيواء وذلك من الوجبات الغذائية المتنوعة، ومستلزمات النوم، والاحتياجات الشخصية والنظافة، إلى جانب الدعم اللوجستي، والنفسي، والطبي.
وأضاف الكعبي:»إن تطوع أبناء الإمارات والمقيمين يؤكد على مدى حب الشعب الإماراتي لوطنه، وعدم التردد مطلقاً في تلبية نداء الواجب في كافة الظروف«.
همم عالية
وقالت المتطوعة موزة مصبح المزروعي: لم أتردد مطلقاً في أن يكون لي دوري التطوعي في خدمة الأسر المتضررة من الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدتها المناطق الشرقية من الدولة وذلك في أحد مراكز الإيواء في إمارة الفجيرة.
حيث تتكاتف جهودنا في تحقيق راحة المتضررين المتواجدين في المركز وذلك بهمم إماراتية عالية قادرة على عبور التحديات»، وأضافت المزروعي: «إن العمل التطوعي في الإمارات حالة استثنائية، وبات منهجاً راسخاً أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة.
وأكدت سكينة أحمد الحجي على أن جميع المتطوعين والمتطوعات يقدمون صورة مشرفة عن مفهوم التطوع في»دار زايد«.
وتحدثت الحجي عن موقف حدث معها خلال توزيعها لبعض الاحتياجات على الأسر في الغرف المخصصة لهم، إذ قام رب أسرة بطلب»رضاعة«لطفله حتى يتمكن من شرب الحليب، ولأن المركز كان يفتقد آنذاك بما طلبه الأب، اضطررت للخروج من المركز، والتوجه لأحد منافذ البيع وشراء رضاعة وإعطائها للصغير، الأمر الذي أسعد الأب كثيراً.
ولفتت جودي محمد بسام إلى أن المتطوعين يقدمون سبل الرعاية والدعم للأسر المتضررة من الأمطار الغزيرة والسيول بعد عملية نقلهم إلى الوحدات السكنية الفندقية ومراكز الإيواء لا سيما من كبار المواطنين والأطفال والأسر الذين لا عائل لديهم أو بحاجة للمساعدة أثناء فترة الإيواء الطارئ.
إحساس بالمسؤولية
كما ينتقل الشاب محمد إبراهيم البلوشي بين أقسام مركز الإيواء محفزاً زملاءه المتطوعين على العمل بروح الفريق، بل وبروح وطنية عالية وإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن.
وقال: تحتضن إمارة الفجيرة اليوم العديد من المتطوعين والمتطوعات الذين يتعاونون مع الجهات المعنية في الإمارة، في تنفيذ العديد من الأعمال التطوعية التي تتمثل في عمليات دعم الأسر المتضررة في مراكز الإيواء، وتنظيف الطرق، وإزالة الآثار التي خلّفتها السيول والأمطار الغزيرة التي تعرّضت لها الفجيرة، تمهيداً لإعادة سير الحياة الطبيعية فيها».
مؤكداً على أن المتطوعين أدوا أيضاً أدواراً عملية مهمة بالمساعدة في نقل المتضررين بسيارات الدفع الرباعي، إلى جانب الحافلات والمركبات التي توفرها مختلف الجهات المعنية لنقل الأسر وتأمينها في تلك المناطق.
ولفتت سارة حمزة نور الهدى إلى أن جميع المتطوعين مؤهلون تماماً لدعم ومساندة الجهود الوطنية في حالات الطوارئ والأزمات، للحفاظ على أرواح الناس ومكتسبات الوطن.
وأضافت: نعمل ليلاً ونهاراً في مركز الإيواء، ومن ضمن مهامنا بعد تسجيل أسماء الأسر والأفراد في مركز الإيواء التعرف على ماهية وضعهم الصحي، لاسيما الذين يشتكون من أمراض مزمنة، ليتلقوا الدعم الطبي اللازم في المركز من الجهات الصحية والطبية الداعمة والمساندة«.
دعم نفسي
ونوهت الشابة الأذربيجانية»لالا«إلى أن هناك بعض الأفراد في مركز الإيواء لا يزالون يعانون نفسياً من آثار الأمطار الغزيرة والسيول التي دخلت إلى منازلهم، وتم فعلياً الاهتمام بهم، واحتواؤهم بتقديم الدعم النفسي اللازم من خلال عدد من المتطوعين المتخصصين في هذا المجال بهدف التخفيف عنهم، ومساعدتهم لتخطي ما مروا به.
وأشادت المتطوعة سارة موسى بدعم هيئة الهلال الأحمر الإماراتي للمتطوعين والمتطوعات، وتأهيلهم للعمل التطوعي من خلال تشجيعهم على الانخراط في دورات تخصصية.
وأضافت: إن وجودي الدائم في مبادرات هيئة الهلال الأحمر أتاح لي فرص الدخول إلى ميدان التطوع والتكاتف معها وسأواصل عملي التطوعي إيماناً مني بالدور الكبير الملقى على عاتقي، حيث لن تشكل الصعوبات حجر عثرة أمامي، ولن تثنيني عن دوري الإنساني تجاه دعم الأسر المتضررة المتواجدة في مركز الإيواء.
وأكدت جميلة حسن البلوشي، رائدة من رائدات العمل التطوعي على أن وجودها في مركز الإيواء لدعم ومساندة الأسر المتضررة تعتبره واجباً مقدساً تجاه وطنها وقيادته.
وأضافت البلوشي: إن الوضع الذي تعرضت له إمارة الفجيرة كان سبباً في ابتعادي نوعاً ما عن عائلتي، إلا أن كل ذلك يهون من أجل رد الجميل للدولة الحبيبة. ومن جانب نقوم في المركز باحتواء الأطفال، والتعرف على احتياجات الأسر، وتوزيع المستلزمات الضرورية لهم.
مساعدة الأسر
وقالت شمسة علي محمد:»إن المتطوعين في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لهم جهودهم اللامحدودة في دعم الأسر المتواجدة في مراكز الإيواء، إلى جانب تأهيل المتطوعين لشتى المناطق المتضررة وتنظيفها، وبالتعاون مع الجهات المختصة، وأشارت إلى أنها وغيرها من المتطوعين والمتطوعات لا يأملون سوى أن يكونوا فاعلين بالمجتمع، عبر مشاركتهم بالفرص التطوعية الهادفة والتي تتمثل في تقديم الدعم والمساعدة للعديد من الأفراد والأسر المتضررة في مراكز الإيواء، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تعزيز علاقاتهم وتفاعلهم مع المجتمع .
نماذج ملهمة لروح العطاء
تعرفت «البيان» خلال الجولة على أقسام مركز الإيواء التي ضمت العديد من الغرف المتضمنة على احتياجات ومستلزمات المتضررين، إلى جانب أقسام أخرى تتمثل في الدعم النفسي، والطبي، وجميعهم متطوعون يدركون تماماً بأن التطوع هو روح العمل الإنساني، مجسدين قيم التضامن والتلاحم المجتمعي لدعم الجهود الوطنية الكبيرة.
حيث سطّر المتطوعون ولا يزالون في مراكز الإيواء بإمارة الفجيرة نماذج ملهمة ومشرفة لروح العطاء وتلبية نداء الواجب بلا تردد، حيث كانوا سباقين في تلبية نداء الوطن، والعطاء وتحقيق الريادة في العمل الإنساني والخيري في أسمى معانيه.
إذ تراهم في مراكز الإيواء يتنافسون على خدمة الأسر والأفراد المتضررين من الأمطار الغزيرة والسيول التي غمرت منازلهم. ويحرص المتطوعون على طمأنتهم، وتوفير الاحتياجات، والتخفيف عنهم شدة الموقف الصعب الذي مروا به. لاسيما وأن سلامة الأرواح تعتبر أولوية قصوى لدى القيادة الرشيدة في الدولة، ولدى جميع الجهات المستجيبة في المنظومة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.
استقبلت متطوعة عائلة متضررة من السيول في مركز الإيواء، ولاحظت الشابة المتطوعة بأن إحدى بنات العائلة حافية القدمين، حيث فقدت ما كانت تنتعله إزاء الوضع الذي مرت فيه الإمارة، وبادرت المتطوعة فوراً بإعطاء الفتاة حذاءها الرياضي، لتبقى هي بلا حذاء، ولم تتوقف عند هذا الحد، بل استمرت في أداء عملها التطوعي لغاية الساعات الأولى من الفجر. مؤكدة على أنها لا تطمح أكثر من أن تكون جزءاً من هذا العمل الوطني، الذي يحظى بتضافر كافة الجهود المخلصة وبلا استثناء.
المصدر: البيان