3/4/2020

دفعت تجربة إنسانية مؤلمة المواطن، طارق عبدالكريم سلمان، إلى تسخير حياته للتطوّع لإنقاذ حياة الناس، والمشاركة في التصدي للأزمات التي يمكن أن تمرّ بها الدولة.

عبدالكريم فقد طفليه في عمر صغير لإصابتهما بمرض وراثي، ولم يتمكن من إنقاذ حياتهما، فقرر أن يكون مسعفاً متطوّعاً، وحصل على دورة تخصصية في طب الطوارئ، إضافة إلى دورات أخرى تمكنه من مواجهة الأزمات.

Volume 0%
 

ويعمل عبدالكريم متطوّعاً ضمن فريق التصدي لفيروس «كورونا» في إمارة الشارقة، ومهمته توجيه المساعدة اللازمة للأطباء والمرضى، إلى جانب عمله مهندس اتصالات في شرطة دبي.

ويقول عبدالكريم: «تعرّضتُ لأحداث مأساوية خلّفت كثيراً من الحزن لأسرتي الصغيرة، وهي وفاة اثنين من أبنائي بمرض نادر من دون أن أتمكن من مساعدتهما، الأمر الذي دفعني إلى دراسة الطب الطارئ، من خلال التدرب على الإسعافات الأولية في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف».

وتابع: «رزقت بطفلَي (يوسف) و(سلمى)، وتبيّن أنهما يعانيان مرضاً وراثياً نادراً متعلقاً بالدم (الثلاسيميا)، وبعد بلوغ ابنتي خمس سنوات، فوجئت باتصال من زوجتي تبلغني فيه بأن (سلمى) تعاني نزيفاً حاداً، وبعد وصولي إلى المنزل وجدتها غارقة في دمائها، وعلى الرغم من محاولاتي إنقاذ حياتها، فإن الموت كان أسبق، وتكرّرت القصة نفسها مع ابني (يوسف)». وأكمل: «قررت الانضمام إلى الدورات التدريبية في (إسعاف دبي) للتطوّع في خدمة المرضى والمصابين، ومن يحتاجون إلى الإسعافات الأولية في الحالات الطارئة».

وأضاف: «أنصح الجميع من مختلف فئات المجتمع بأن يلتحقوا بمثل هذه الدورات، لما فيها من منفعة للإنسانية، خصوصاً لما تتميز به الدورات من جودة المادة العلمية». وطالب عبدالكريم الجميع بالاستفادة من تجاربهم، وتحويلها إلى طاقة بنّاءة لخدمة المجتمع، وإنقاذ حياة الناس، من خلال العمل التطوّعي، خصوصاً أن فئة كبيرة من المجتمع قد تحتاج إلى المتطوّعين في أي وقت، وكذلك استخدام هذه المهارات في مساعدة أجهزة الدولة في أوقات الأزمات والكوارث، مثل أزمة فيروس «كورونا» التي تمرّ بها الدولة والعالم حالياً.

المصدر:

  • وجيه السباعي - دبي - الإمارات الإلكترونية