4/4/2020

أكد عاملون ومتطوعون في القطاع الصحي أنهم مستمرون في العطاء حتى النصر، ومنع انتشار فيروس «كورونا» المستجد، معربين عن تفاؤلهم بتحقيق هذا الهدف في أقرب وقت ممكن، وثقتهم في قدرة الجهات المعنية على تطويق المرض، الذي يعد أزمة صحية عالمية. وأشاروا في حديثهم لـ«الاتحاد»، إلى أن الجهود الكبيرة المبذولة من مختلف الجهات الحكومية والمجتمعية والقطاع الخاص، ساعدت في تقليل نسبة انتشار المرض، لافتين إلى أن أخطر وأصعب تحد يتميز به فيروس «كورونا» مقارنة بباقي الأمراض المعدية، أنه سريع الانتشار والانتقال من شخص إلى آخر.

ذكر مجموعة من المتطوعين، أن تجربة مشاركتهم في العمل التطوعي بالقطاع الصحي أكسبتهم مزيداً من القدرة على التواصل مع الآخرين ومنحتهم الثقة بقدرتهم على إسعاد الآخرين والتخفيف عنهم، بالإضافة إلى أن هذه التجربة أظهرت لدى البعض ما يتميز به من قدرات إدارية وإمكانية قيادية.
وشدد الجميع، على أن المشاركة في جهود مكافحة مرض «كورونا» المستجد، فرصة مناسبة ومهمة لرد جزء من الجميل، للوطن والقيادة، بعد أن منحتهم الإمارات أكثر مما تمنوا من الرعاية والتعليم والصحة والمكانة العالمية، التي يشعرون بها، وأكدوا أن شباب الوطن المشارك في مواجهة فيروس «كورونا» المستجد، يعطي صورة مشرفة لمستقبل الإمارات وبناء دولة عصرية متقدمة، مشددين على أهمية العمل التطوعي في التكامل ودعم جهود الجهات المعنية والمختصة في مكافحة هذا المرض.
ويقوم مركز المتطوعين لمواجهة فيروس «كورونا» في دبي، بـ 4 مهام رئيسة، تتمثل في توجيه الأشخاص الموجودين في الحجر المنزلي والتواصل معهم والمتابعة بشكل دائم ومستمر للاطمئنان على وضعهم الصحي والاجتماعي والنفسي خلال فترة الحجر المنزلي البالغة 14 يوماً، بالإضافة إلى توفير الدعم اللازم للفرق الطبية التي تتعامل مع حالات الإصابة في حالة الضرورة.

إحصائيات التطوع
يقول الدكتور خالد لوتاه، رئيس مجلس شباب هيئة الصحة في دبي، منسق مركز المتطوعين في الهيئة: «فتح مركز المتطوعين «أبطال الصحة» الباب للتطوع داخل الهيئة ومن خارجها، ويوجد 3300 متطوع مسجلين».
وأضاف: «40 % من المتطوعين من الشباب، وفيهم تخصصات طبية وغير طبية، ويمثل المنتمون لمهنة الطب من إجمالي العدد المذكور نحو 450 طبيباً وطبيبة من مختلف التخصصات، مثل الطب العام والمختبرات والجينات»، مشيراً إلى أن غير الأطباء يتم تدريبهم ونحدد لهم الردود التي يدلون بها للأشخاص الذين يتم التواصل معهم، موضحاً أنه تم تجهيز الاستفسارات للمتطوعين التي يتوجهون بها للمتصلين القادمين من الخارج، حيث يقوم المركز بالاتصال بالقادمين من السفر ومن في الحجر المنزلي داخل الدولة من المخالطين على مستوى دبي، حيث يجري المركز نحو 2000 مكالمة يومياً».
وذكر أن المركز يعمل 12 ساعة يومياً من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساء، ولكن يعمل على مدار الساعة بالنسبة لتقديم الدعم الطبي للفرق الطبية المتعاملة مع المصابين بفيروس «كورونا» المستجد.

إجراءات السلامة
ولفت إلى أنه يطبق في مركز المتطوعين مختلف إجراءات السلامة للحفاظ على صحة ووقاية المتطوعين من خطر الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد، حيث يلبسون الكمامات وتكون المسافة بين كل متطوع وآخر مترين بالإضافة إلى توفير المعقمات، ويتم تعقيم المركز بمعدل 3 مرات يومياً.
وأوضح أن من أهم المهام التي يقوم بها مركز المتطوعين، هو إمداد الفرق الطبية التابعة لهيئة الصحة في دبي المتواجدين في المستشفيات والفنادق بالكوادر الإضافية اللازمة، حيث يقومون بإجراء الفحوص وإدخال البيانات، مشيرًا إلى أن مركز المتطوعين يضم 3 أخصائيين اجتماعيين يقدمون الدعم النفسي للأشخاص الذين نتواصل معهم.
وذكر رئيس مجلس شباب هيئة الصحة في دبي، منسق مركز المتطوعين في الهيئة، أن مركز المتطوعين يتلقى استفسارات من طلاب الجامعات وخاصة طلاب كليات الطب، يريدون أن يشاركوا في التطوع بالمركز، لكننا في الوقت الحالي نكتفي بالعدد الموجود، ويمكن أن نطلبهم في الفترة المقبلة للتطوع عند الحاجة.
ولفت إلى أن المركز يتلقى يومياً من 40 إلى 50 طلباً جديداً للتطوع، مما يدل على الاهتمام المجتمعي والاستعداد للمشاركة في خدمة الوطن.

حب الوطن
من جهتها، أكدت الدكتورة فاطمة العمادي، أخصائي أول طب أسنان أطفال بمستشفى دبي، أن حب الوطن هو الدافع لانتسابها إلى مركز الاتصال، مشيرة إلى أنها تعمل في العيادة وهي على رأس عملها، ثم تشارك في هذا العمل التطوعي بمركز الاتصال، لأنها تريد المشاركة في التغلب والانتصار على فيروس « كورونا» المستجد.
وأشارت العمادي، التي تقود فريق عمل بمركز الاتصال بدبي، إلى أن الوطن له فضل كبير عليها، ومن ذلك حصولها على منحة دراسية في عام 2008، وحتى 2011، مشددة على أن فيروس « كورونا» موضوع عالمي الكل يجب أن يساعد في مواجهته ويعطي من وقته لوطنه.
وأوضحت انه يتم عمل 3 مناوبات في اليوم، وفي كل واحدة نحو 18 متطوعاً يتواصلون مع الناس ويعطوهم الإرشادات ويقدمون لهم التوجيه والدعم، وإذا كان البعض يحتاج إلى دعم نفسي أكثر يتم إبلاغ المختص ليقوم بالتواصل معهم، لافتة إلى أن دور فرق العمل يمتد إلى تقديم الدعم لبعض الفرق الطبية.

مهام وأدوار
عبر الدكتور عمر مراد، طبيب أسنان بهيئة الصحة في دبي، عن حبه للتطوع، مؤكداً أن هذا هو الوقت المناسب ليكون للفرد دور إنساني واجتماعي ووطني، فما بالك بالطبيب، مشدداً على أنه في التحديات تظهر معادن أبناء الوطن.
وقال: تطوعي رسالة إنسانية وطنية لخدمة الوطن والناس، ولا بد أن يكون لهم كأطباء دور في حماية الآخرين وأنا من قادة فرق العمل، أجمع الأشخاص الذين التزموا بالعزل المنزلي ونجهز إحصائيات يومية عن حالات الالتزام من عدمه في العزل».
وأفاد مراد، أنه تعلم من التطوع بمركز الاتصال لهيئة الصحة بدبي، كيف يتصرف في الأزمات ويطور مهاراته في التعامل مع الناس، واصفاً المركز بأنه مدرسة لتحسين التواصل والتعامل مع الناس.

مسؤولية 
قالت فاطمة إبراهيم، التي تقود فريقاً من المتطوعين في مركز الاتصال بهيئة الصحة بدبي: «تطوعت في هذا المركز ليكون جزءاً بسيطاً من رد الجميل، فأنا كإنسانة شعرت أني علي مسؤولية أن أساعد بلدي في زوال هذه الأزمة الصحية التي تسود العالم».
وأشارت فاطمة، التي تعمل رئيسة شعبة التأهيل في هيئة الصحة بدبي، إلى أنها بدأت متطوعة في المركز، ثم أصبحت مسؤولة فريق، وتتولى توزيع الفرق وترتيب الجوال للتواصل، وشرح خطوات العمل للمتطوعين. وذكرت أن مركز الاتصال يتصل بجميع المسافرين العائدين إلى الدولة خلال الفترة من الثامن عشر من شهر مارس الماضي وحتى تاريخ إيقاف آخر رحلة جوية قادمة لدبي، حيث يتم الاطمئنان على صحة هؤلاء الأشخاص ومعرفة وجود أعراض من عدمه والتأكد من التزامهم بالحجر الصحي، وأن فرق الاتصال تستمر في متابعة الحالة الصحية للأشخاص المتواجدين في الحجر المنزلي وإرشادهم لمعرفة نتائج فحوصاتهم، وتقديم الدعم النفسي لبعضهم، بالإضافة إلى توضيح دور الحجر الصحي في الحفاظ على صحة المجتمع.

المصدر: سامي عبد الرؤوف (دبي) الإتحاد الإلكتروني