??/??/????


اعتبرت قياديات إماراتيات أن نشر ثقافة العمل التطوعي بين أوساط السيدات، واجب مجتمعي، بوصفه عملاً تفاعلياً ملهماً، يشجعهن على استثمار طاقاتهن ومهاراتهن الإبداعية في المساهمة ضمن أنشطة توعوية ومبادرات خيرية وفعاليات مجتمعية وإنسانية تجلب المنفعة العامة، وتعزز قيم التلاحم والتآزر بين أفراد المجتمع الواحد. وأكدن ل«الخليج» أنهن يستثمرن فترة الصيف للمشاركة في مزيد من تجارب تطوع جديدة يهدفن من خلالها إلى غرس معانٍ نبيلة، أو بذر كلمة طيبة، أو فعل خير، أو بصمة عطاء، من شأنها أن تترك أثراً إيجابياً في وجدان الناس.

روى عدد من المتطوعات تجاربهن في ميدان العمل بكل ما يعتريه من إلهام، وأرصدة عطاء، وأوقات تحدّ، وأصداء إيجابية حققت لهن مكاسب ذاتية وحياتية.

وصفت د. موزة الشويهي، رئيس جمعية مواليف التطوعية، نجاحاتها وأنشطتها في حقل التطوع، بأنه مصدر إلهام للمرأة الإماراتية، إذ تحرص وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في التنمية المجتمعية على منح السيدات فرصاً لتحقيق ذاتهن في العمل التطوعي، قائلة: «أسعى دائماً إلى دمج السيدات بالتطوع المجتمعي، لهذا وضعنا آلية للاستفادة من طاقاتهن ومهاراتهن، بحيث نذلل لهن الصعاب أمام رغبتهن في العمل للتطوعي، فمثلاً الأمهات اللواتي لا يستطيعن الخروج من المنزل، شكلنا معهن فريق تطوع من المنزل، بحيث يتطوعن بعلمهن ومهاراتهن اليدوية أو التقنية من المنزل ويحسب لهن ساعات تطوعية».

وأفادت د. موزة بأن الجمعية لديها مجموعة أنشطة صيفية مقبلة، من ضمنها المشاركة بالمبادرة التطوعية الخليجية لليوم العالمي للعمل الإنساني الذي ينظمه فريق «انضموا للتحدي» والفعالية الصيفية «تحدى وليفة» و«يمعان للأسرة»، تتضمن ورشاً تدريبية وفعاليات تعليمية متنوعة.

حملة تطوعية تخدم الوطن

قالت عائشة الشحي مدربة ومتطوعة: «التطوع سر إيجابيتي، ومبعث شغفي الذي أستمد منه طاقاتي المعنوية، ويمنحني مشاعر سعادة وسلام. مؤكدة أنها كانت تميل للانطوائية، وعندما سلكت مجال التطوع، أصبحت بعد سنوات طويلة إنسانة اجتماعية منطلقة فكرياً وأدبياً، وتصف شغفها في التطوع بأنه أكسجين المجتمع، فلا يقتصر العائد التطوعي بحسبها على الجانب المجتمعي فقط، بل يعم على الفرد ذاته أكثر من أي جانب آخر.

ولفتت الشحي إلى أن أصعب مرحلة في التطوع، كانت عندما تم ترشيحها لتولي مسؤولية التطوع «بدبا الحصن» لمدة شهر واحد. وتضيف: «هذا التحدي جعلني أتخطى الصعوبات لأتعلم دروساً كثيرة في بناء أسس القيادة والمسؤولية المجتمعية وغرس حب التطوع من خلال الإطراء الذي كنت أقدمه لهم، لرفع معنوياتهم وتقديم يد المساعدة لهم في حال تعرضهم لأي مشكلة متعلقة في مجال التطوع».

ولفتت الشحي إلى أنها انخرطت مؤخراً في لجنة دبلوم زايد للعمل التطوعي الذي ساهم في صقل مهاراتها من الجانب التدريبي، معتبرة أن هذه التجربة منحتها «قوة معنوية»، أثبتت من خلالها أن العطاء لا يتوقف عند مرحلة.

40 عاماً بحب التطوع

تجربة أخرى برتبة قوة ناعمة، تضيء فصولها، جميلة محمد نظر، مديرة فريق حب الإمارات التطوعي، التي نذرت نفسها لخدمة المجتمع والإنسان خلال رحلة 40 عاماً في حب التطوع، وما زال العطاء مستمراً وفق تعبيرها، واستعرضت نظر أبرز التجارب والمحطات من مسيرتها التطوعية، فقالت: «كانت بدايتي في العمل التطوعي عندما أنشأت فريقاً خاصاً تحت مظلة تنمية المجتمع بدبي، وبعد أعوام من الكفاح والجهد والإصرار، حصلت على لقب سفيرة الإنسانية والسلام من الجمعية الفيدرالية بالأمم المتحدة، ثم عينت رئيسة للجنة العلاقات الدولية لحقوق الإنسان بمصر، وعملت مستشارة لأمين عام بالهلال الأحمر السعودي، وسفيرة مع منظمة التعايش السلمي الإفريقي».

وأَضافت: «ما زلت شغوفة بالتطوع، ولم أتوقف عن تبني مبادرات أو قيادة مشروعات وإدارة فعاليات بالتعاون مع جميع الجهات والدوائر الحكومية بالدولة»، معتبرة أن رحلة العطاء ليس لها محطة نهاية، من دون أن يفوتها توجيه رسالة لكل النساء بإعطاء مساحة من وقتهن لأي عمل تطوعي سيعود عليهن بمكاسب كثيرة، منها الشعور بحلاوة الرضا عن الذات ومشاعر السعادة والراحة والنشاط والاعتزاز والفخر بما يقدمن من خدمات جليلة للمجتمع.

لا توفر نظر جهداً خلال فترة الصيف بالمشاركة في أعمال ومبادرات خيرية ومجتمعية تخدم الناس، وقالت: «أطمح أن أمتلك دفة القيادة لحملة تطوعية مجتمعية كبرى، ويكون لي دور ملهم في تشجيع عديد من السيدات الجدد، للانضمام إليها وتوجيها نحو رسالة هادفة إلى خدمة الوطن والمجتمع».

مبادرات تعزز التلاحم

اعتبرت فاطمة الهنائي، رئيسة جمعية مواليف بالعين، أن التطوع يثبت للجميع قوة تماسك المجتمع، فهو يعكس اللحمة الاجتماعية، ويوطد مشاعر التآلف والتراحم بين الغني والفقير الكبير والصغير، يوحد شعورهم في حملات التطوع، مشيرة إلى أن جمعية مواليف التطوعية في العين تواصل أنشطتها بالتعاون مع شرطة المرور والشرطة المجتمعية وجمعية «كلنا مع أصحاب الهمم»، وتعمل على مبادرة «سقيا الخير للعمال» في المنطقة الصناعية، حيث شارك فيها ما يقارب 65 متطوعاً ومتطوعة كبار وصغار، حيث استهدفت المبادرة فئة العمال، وذلك تقديراً منّا لهم لما يبذلونه في فترة الصيف واستفاد منها ما يقارب 730 عاملاً. وأضافت: «جاء دورنا في تنظيم وترتيب وتوزيع المياه والعصائر للعمال في صورة مشرفة تجسد التعاون بين الشرطة وأفراد المجتمع إلى جانب مشاركة جمعية: «كلنا مع أصحاب الهمم».

وتابعت: «نسعى إلى أن نترك أثراً جميلاً في حياتنا، لنكون سبباً في إسعاد الآخرين، وهذا الإرث الطيب هو ما تعلمناه من والدنا المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه».

رسائل توعية وقيم مجتمعية

أشارت حليمة الرئيسي، إعلامية وقيادية في جمعيات عديدة، إلى أنها تشربت التطوع منذ صغرها، وأصبح جزءاً من شخصيتها، لافتة إلى أن أنشطتها التطوعية في الصيف مستمرة، بوصفها مستشارة إعلامية، وعضوة جمعية «شمل للفنون والتراث الشعبي والمسرح»، وبصدد إطلاق أنشطة صيفية تراثية وورشاً تسهم في نقل رسائل توعية وقيم مجتمعية.

وقالت الرئيسي إنها تستعد لتقديم ورشة خاصة عن أخلاقيات الإعلام في العمل التطوعي لمنتسبي دبلوم زايد التطوعي الذي تنظمه الجمعية بدورته الرابعة، كما أدارت مؤخراً حواراً لملتقى ينظمه مركز الإبداع في رأس الخيمة في يوم الشباب العالمي.


المصدر: الخليج