3/4/2020
تتحد اليوم جهات الدولة المعنية كافة في مواجهة فيروس «كورونا» الذي أصاب الحياة بالشلل في جميع دول العالم، وأسقط ضحايا بالآلاف.
وفي إمارات الأمان والطمأنينة، تعددت المبادرات المجتمعية في وقفة تكاتف واحدة، ولم يدخرأحد جهداً في سبيل التصدي لهذا الفيروس، سواء بالتبرع بالمال، أو بإبداء الاستعداد لتقديم عقارات سكنية وفندقية؛ لاستغلالها أماكن للمتابعة الصحية وخلافه.
ويأتي التطوع هنا رديفاً للوقفة المجتمعية المشهودة من أبناء زايد الخير؛ ليكمل بذلك حلقة الترابط التي جبلوا عليها؛ حيث أبدى العديد منهم الاستعداد التام للوقوف جنباً إلى جنب مع الجهات المعنية في مواجهة هذا الفيروس الفتاك، لاسيما والتطوع في وقت الأزمات؛ يعد تعبيراً عن سلوك وطني وحضاري، وعن ذلك جاءت الأقوال:
د. إسماعيل البريمي عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة: التطوع في أزمة «كورونا» يجدد ما ليس بجديد في حياتنا، من ارتقاء الدولة في تحمل المسؤولية تجاه المجتمع، وفي ذلك نستظل تحت ظل المنحة الربانية؛ لنعبر جسر هذه المحنة العالمية الطارئة.
وبالمقابل نستشعر نحن كشباب الوطن مسؤوليتنا تجاه وطننا وأبنائه؛ فنعمل على تنمية بناء المجتمع، ونشر التماسك والتلاحم المجتمعي بين المواطنين والمقيمين خلال أزمة «كورونا»، مؤكدين أن العمل التطوعي من أهم العوامل التي تؤثر في إعداد الجيل الجديد؛ فهو يدخل ضمن تكوينهم خلقياً ونفسياً واجتماعياً، ويحفزهم على الانخراط في الأعمال الإنسانية، والاستفادة من طاقاتهم الشبابية، وتنميتها؛ لخدمة المجتمع، كذلك يعزز من الثقافة الإيجابية لديهم.
رد الجميل
ناصر آل علي مدير الإدارة العامة في الهيئة العامة للمسرح: العالم كله يمر في أزمة وباء «كورونا» حالياً، وبإذن الله تعالى ستنجلي هذه الأزمة، ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة سنتخطى عقبات هذه الأزمة؛ بفضل الله؛ وبفضل قيادتنا وحكومتنا الرشيدة، التي اتخذت أفضل الإجراءات اللازمة؛ للحد من هذا الوباء، وهنا يأتي دورنا كمواطنين بأن نسهم في رد جزء بسيط من جميل الدولة علينا، ومهما عملنا ليلاً ونهاراً لن نتمكن من رد الجميل؛ لكن يبرز دورنا اليوم في موقعنا بالتطوع في خدمة الوطن وشتى الأماكن والمجالات التي تتطلبنا في هذا الوقت.
وأضاف: فلنتعاون جميعاً؛ من خلال معرفة أية جهة بحاجة إلى متطوعين؛ لكي نقوم بأداء الواجب بإيصال ما تحتاج إليه، فمن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم.
وتابع: لنتحد ونتعاون جميعاً يداً بيد؛ من خلال إيصال هذه الرسالة لأية جهة بحاجة إلى متطوعين، ولنتقدم الصفوف، ولنسهم في خدمة وطننا الغالي، هذا الوطن الذي يبذل الغالي والنفيس؛ من أجل محاربة الوباء، والقضاء عليه، وكما أنه ينبغي علينا أن نتبع التعليمات والقوانين التي تصدرها الجهات المعنية في الدولة، فلولا تقديرها للإنسان، لما قامت الدولة بهذه الإجراءات، وعليه، يتحتم علينا جميعاً بأن نتبع هذه التعليمات وننشرها، ونسهم في تطبيقها، وردع من يخالفها، ولنكن خير من يمثل دولتنا الحبيبة التي لم يقتصر دورها في مكافحة هذا الوباء فيها فقط؛ بل في باقي الدول؛ حيث لم تنظر إلى جنسية معينه؛ بل أخذت الأمر بإنسانية تامة، ولم يقتصر دورها في مكافحة الوباء داخلياً؛ بل على مستوى العالم، وهذا ما غرسه والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وها هم أبناؤه وشعبه يسيرون على نهجه، ومن هذا المنطلق نحن جميعاً رهن الإشارة في أي وقت وموقع؛ لخدمة الوطن والمواطن وجميع من يعيش على أرض إمارات الإنسانية، إمارات الخير والعطاء.
واجب وطني
سحر العوبد رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للتطوع: التطوع واجب وطني، وسلوك حضاري، ونعدّه من الأهمية بمكان في المرحلة الحالية التي نعيشها في ضوء أزمة «كورونا».
والجمعية من جانبها خاطبت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، مبدية استعدادها لتزويدها بمتطوعين إن كانت بحاجة لذلك، فيما على كل من لديه القدرة على العطاء والإضافة، والمساهمة في التخفيف من انتشار هذا الفيروس أن يتواجد سواء في حملات التعقيم، أو في المستشفيات، أو في الخدمات المجتمعية، وكذا التطوع بالمال.
ويعد الجلوس في البيت نوعاً من أنواع التطوع؛ حرصاً على تجنب انتشار المرض.
تنوع أساليب المعالجة
نجم الدين أبو وضاح (مخرج): استوقفني اسم برنامج في تلفزيون الشارقة «آمر ياوطن» والذي لخص كل معاني الانتماء والوفاء لهذا البلد المعطاء، ومضيت بحواسي وعقلي وذاكرتي، وأسترجع تعامل الإمارات مع هذا الابتلاء، وكيف تنوعت أساليب المعالجة بروح المسؤولية، والمشاعر الوطنية.
ليتنا نستوعب الدرس، والإمارات تتعالى فوق آلامها لتقول للجميع اليوم نحن شركاء الإنسانية، علينا أن نتغلب على أوجاعنا سوياً، ونهزم الأنا لتنتصر القيم العليا.
هكذا كانت الأقوال التي تبعتها الأفعال، وهكذا سارت كما العهد بها دولة فتية تقدم الدروس للعالم، ويردد أبناؤها: «ملتزمون ياوطن»، واليوم أصبح كل مقيم في هذه الأرض ابناً لها وهو على استعداد للمساهمة في كل ما يمكن أن يقدم في سبيل تجاوز هذه المحنة، ولطالما تعايش الجميع في صفاء وود؛ لذا كان طبيعياً أن تتوحد المشاعر، والقلوب، والدعاء بأن يحفظ الحافظ الحفيظ هذه الأرض ومن عليها، والبشرية جمعاء.
نهج أصيل
إسلام الشيوي (اعلامي) فائز مرتين بجائزة الشارقة للعمل التطوعي: مبادرات التطوع التي أطلقتها قيادة الدولة؛ هي دعوة دائمة إلى بذل الخير والمساعدة، والقيام بأعمال تطوعية؛ لخدمة المجتمع، إرساء لقيم عليا ترتكز على ترسيخ قيم التطوع، والمسؤولية المجتمعية؛ وتعزيزاً لأطر التماسك والتكافل بين أفراد المجتمع، لاسيما خلال الظرف الذي يعيشه العالم من انتشار فيروس «كورونا» المستجد.
ولاشك أن هذه المبادرات الوطنية مهمة، وتعكس نهجاً أصيلاً تجذر في وجدان المجتمع الإماراتي وأصبح سمة من سماته، وعلامة فارقة في سعيه لإسعاد الأهالي والأسر داخل الدولة، والدول الأخرى، وهي ثقافة تمثل عنوان قيادة وشعب الإمارات في العمل الخيري، والعطاء الإنساني. وعلى جميع المؤسسات والجهات، والأفراد، طرح المبادرات والبرامج التي تعزز من قيم التطوع؛ للوقوف الى جانب المجتمع خلال المحنة الحالية وحتى زوالها.
المصدر: تحقيق : جيهان شعيب - الخليج الإلكتروني