05\09\2022
أسهمت دولة الإمارات، على مر تاريخها الحافل والمتميز في مجال العمل الخيري والإنساني، في تخفيف معاناة المحتاجين ومد يد العون والمساعدة لكل شعوب العالم.
وتشارك دولة الإمارات، اليوم، العالم احتفاله بـ«اليوم الدولي للعمل الخيري»، الذي يصادف 5 سبتمبر من كل عام، بينما تكتسب المناسبة هذا العام أهمية استثنائية، في ضوء الظروف المناخية الصعبة التي تشهدها دول عدة، لاسيما السودان وباكستان، حيث أدى الفيضانات إلى غرق أكثر من ثلث الأراضي الباكستانية، ووفاة المئات وإصابة الآلاف وتدمير عشرات الآلاف من المنازل في كلا البلدين.
وضربت دولة الإمارات أروع الأمثلة في التضامن مع كلا البلدين الشقيقين في مواجهة التداعيات، وأعلنت عن تسيير جسر جوي إنساني لتقديم الدعم والإغاثة، حيث وصلت طائرات المساعدات الإماراتية، كما شكل تعاون فرقها على الأرض الوثيق عاملاً أساسياً في تسريع عملية الاستجابة للكارثة الإنسانية. ويؤكد خبراء ومحللون أن دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة «دبلوماسية العمل الخيري» في الشرق الأوسط، مشيدين بجهودها المستمرة في مجالات العمل الخيري محلياً وإقليمياً ودولياً، وتميز وتنوع مبادراتها الإنسانية والخيرية.
وأكد الخبراء لـ«الاتحاد» أن العمل الخيري محور رئيس في سياسة دولة الإمارات داخلياً وخارجياً، موضحين أن الإمارات كانت واحدة من الدول الأولى التي عملت على وضع الأطر التشريعية والتنفيذية للعمل الخيري والإنساني.
وأشاروا إلى أن التاريخ المشرف لدولة الإمارات العربية المتحدة في تقديم المساعدات الخيرية الخارجية ساهم في تعزيز مكانتها، وجعلها واحدة من أهم دول العالم حالياً، فضلاً عن المكانة الكبيرة التي تحتلها في قلوب شعوب العالم، لا سيما شعوب الدول الفقيرة والنامية.
يقول السفير أحمد حجاج، الأمين العام الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية «الاتحاد الأفريقي حالياً»، لـ«الاتحاد» أن غالبية دول العالم، وبالأخص الدول الأفريقية تُقدر الأيادي البيضاء لدولة الإمارات، التي اعتادت خلال الـ50 عاماً الماضية على تقديم مختلف أوجه الدعم والرعاية للدول النامية والفقيرة، مشدداً على أهمية المشروعات الإنسانية والإغاثية والتنموية التي تنفذها المؤسسات الخيرية الإماراتية في العديد من الدول الأفريقية، وبالأخص السودان والصومال.
ويوجد في الإمارات 45 جهة ومؤسسة خيرية تعمل على تقديم مختلف أوجه أعمال الخير سواء في الداخل أو الخارج، ويأتي على رأسها توفير مواد الإغاثة الطارئة للمتضررين من الأزمات والكوارث في جميع دول العالم.
ويأتي «الهلال الأحمر» الإماراتي على رأس المؤسسات والجهات الخيرية الإماراتية، وقد شكل تأسيسه خطوة جوهرية في مجال المساعدات الخيرية الإماراتية، حيث يُوصف بأنه الذراع الإنسانية والخيرية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومن خلاله تعمل الحكومة الإماراتية على توصيل مساعداتها الخيرية والإنسانية والإغاثية إلى جميع الدول المحتاجة، وتغطي عملياته أكثر من مائة دولة سنوياً.
وتتكفل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي برعاية أكثر من 114 ألف يتيم داخل الإمارات وفي 25 دولة حول العالم، فيما يستفيد من برامجها ومشاريعها الرمضانية ما يزيد على 11 مليون شخص في 80 دولة في آسيا وأفريقيا وأوروبا والأميركتين. وبلغ عدد الداعمين لبرامج ومشاريع «الهلال الأحمر» الإماراتي 139 ألف على مستوى الدولة، فيما بلغ عدد المتطوعين في «الهيئة» أكثر من 18 ألف متطوع.
وتُعتبر مؤسسة «زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية» التي تأسست في عام 1992 إحدى أبرز وأهم أذرع العمل الخيري في الإمارات، حيث تقدم مساعدات إنسانية وخيرية إلى 166 دولة بقيمة إجمالية تزيد على ملياري درهم، ومن بعدها تأتي مؤسسة «خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية» التي قدمت في عام 2021 مساعدات خيرية إلى أكثر من 90 دولة حول العالم، ثم تأتي مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» التي تنفذ العديد من المشاريع الخيرية والإغاثية في مختلف دول العالم، وقد بلغ عدد المستفيدين من مشاريعها في عام 2018 نحو 11.9 مليون شخص.
دعم باكستان
وكانت وزارة الدفاع الإماراتية، ممثلة في قيادة العمليات المشتركة، قد سيرت خلال الأيام الماضية جسراً جوياً لنقل المساعدات الإنسانية المقدمة من دولة الإمارات إلى باكستان، وشملت المساعدات الإغاثية، آلاف الأطنان من الإمدادات الغذائية، فضلاً عن أطنان أخرى من المستلزمات الطبية والدوائية وخيم لإيواء المتضررين، وجاءت هذه المساعدات في إطار توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله» لتقديم كافة أشكال الدعم للشعب الباكستاني.
إغاثة السودان
وفي أواخر أغسطس الماضي، سيرت الإمارات جسراً جوياً لنقل كميات كبيرة من المساعدات ومواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية إلى بعض المدن والولايات السودانية التي تعرضت لكارثة السيول والفيضانات، وتضمنت المساعدات الإماراتية 10 آلاف خيمة، و28 ألف طرد من المواد الإغاثية، و120 طناً من المواد الإيوائية المتنوعة، بجانب مواد إغاثية عاجلة، وقد صل إجمالي المستفيدين منها إلى أكثر من 140 ألف سوداني من المتأثرين جراء السيول والفيضانات.
ومن السودان إلى الصومال، تواصلت في أواخر أغسطس الماضي جهود دولة الإمارات الإنسانية والخيرية لمد يد العون للشعب الصومالي، وتخفيف معاناة المتضررين من الجفاف، حيث بدأت الجهات الخيرية الإماراتية وبالتعاون مع هيئة إدارة الكوارث الصومالية والجهات المعنية بتوزيع المساعدات الإغاثية على الأهالي والنازحين في مناطق وجودهم ومخيماتهم، وذلك بالمناطق الأكثر تضرراً من الجفاف في منطقتي محاس ومتابان بمحافظة هيران بإقليم هير شبيلي.??
ووصلت باخرة مساعدات إماراتية إلى ميناء العاصمة مقديشو وتحمل على متنها أكثر من ألف طن من المواد الغذائية والإغاثية المتنوعة لتوفير الاحتياجات الضرورية لنحو 2.5 مليون شخص تضرروا من موجة الجفاف ودعم أوضاعهم الإنسانية.
المصدر: الاتحاد