06\11\2022
أسهم تنظيم العمل التطوعي في إمارة أبوظبي، عبر إصدار تراخيص للمتطوعين، في إعادة ترتيب قطاع التطوع بتشجيع مختلف أفراد المجتمع على التطوع، ليرتفع إجمالي عدد المتطوعين إلى 6655 متطوعاً حاصلين على تراخيص معتمدة، حيث تتوفر فيهم معايير اختيار المتطوعين المحددة في الإمارة.
مبارك العامري، المدير التنفيذي لقطاع الترخيص والرقابة الاجتماعية في دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، تحدث إلى «الخليج»، مع عدد من المسؤولين والمتطوعين عن التطوع قائلاً، هناك معايير محددة يجب توافرها في الراغب في التطوع والحصول على رخصة تطوع، والزائر بإمكانه التطوع، بعد الحصول على موافقة خاصة من الدائرة، والرخصة تجدد كل سنتين
وأكد عدد من المتطوعين، أهمية المشاركة في خدمة المجتمع، بأعمال تطوعية رياضية وثقافية واجتماعية، موضحين أن العمل التطوعي يدخل السعادة إلى نفوسهم ويعززها، ويصقل مهاراتهم بالتواصل مع كل فئات المجتمع، خاصة الأطفال وأصحاب الهمم. مشيرين إلى أن أساس نجاح الإنسان، تنظيم الوقت واستثماره، بما يعود على المجتمع بالخير
معايير الاختيار
وعن أهم معايير اختيار المتطوعين، يقول مبارك العامري: يرخّص المتطوعون في إمارة أبوظبي، بعد التأكد من توافر المعايير المحددة وتشمل: أن يكون من مواطني الدولة، أو يحمل إقامة ساريةً فيها، ويستثنى من ذلك المتطوع الزائر. وحصول الأفراد دون سن 18، على موافقة أولياء أمورهم، أو أوصيائهم، وفقاً للنشاط التطوعي المطلوب، ويجب إفصاح الأفراد للجهات العاملة في التطوع أو للفريق التطوعي، عن أية حالات صحية ذات علاقة قد تؤثر في سلامتهم وسلامة الآخرين، أو قدرتهم على ممارسة نشاط التطوع. وبالنسبة للمهن التخصصية، يشترط على المتطوع أن يكون حاملاً رخصة مزاولة مهنة في التطوع المطلوب. ويضيف أن المتطوعين الزائرين مؤهلون للحصول على ترخيص تطوع، بشرط الحصول على موافقة خاصة من الدائرة، عبر Volunteers.ae، وألاّ يقل عمره عن واحد وعشرين عاماً، ويجوز لمن يقل عمره عن ذلك، التطوع بموافقة ولي أمره أو وصيّه.
تنمية المهارات
أما بالنسبة لأهم الحوافز التي تشجع على التطوع، فيوضح العامري، أن المشاركة تمنح المتطوع فرصة تنمية مهاراته الخاصة المتعلقة بالتواصل مع الآخرين، خاصة أنه يتعامل مع أشخاص من خلفيات متنوعة ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، ما يجعله قادراً على التعامل مع شريحة أكبر من المجتمع. وكذلك فإن العمل التطوعي، عمل منظم وتنسّق مراحله الجهات أو الجمعيات، والالتحاق بهذه الجهات والعمل معها في تنفيذ عمل تطوعي يعزز لدى المتطوع، مهارات مهنية وقدرات التعامل مع المشاكل وحلها، وإدراك المتطوع لقدرته على تقديم المساعدة في كثير من الأمور.
التلاحم المجتمعي
ويبيّن أن إجمالي عدد المتطوعين المرخصين 6655 متطوعاً، منهم 31 تخصصياً و118 تحت سن 18، أما إجمالي عدد المتطوعين المرخصين من الإناث فهو 4238، والذكور 2435، ويبلغ عمر أصغر متطوع 5 سنوات، أما أكبر المتطوعين فيبلغ 76 عاماً.
وعن أهمية ترخيص المتطوع لممارسة الأنشطة التطوعية في إمارة أبوظبي يقول العامري، إن الهدف من إصدار التراخيص يكمن في نشر الوعي وزيادة المشاركة في العمل التطوعي، وتعزيز التطوع التخصصي والخدمي، وترويج ثقافة التطوعي لتعزيز التماسك والتلاحم، بما يعود بالنفع على المجتمع، وتشجيعه بمعايير مهنية وثابتة، ثم تمكين القطاع بالتكنولوجيا، ووضع الضوابط التي تكفل تشجيع المتطوعين وحمايتهم.
ويضيف أن العمل التطوعي في إمارة أبوظبي يرتكز على خمس ركائز وهي: ترسيخ العمل التطوعي عنصراً رئيسياً في نسيج المجتمع، والمشاركة في العمل التطوعي لتعزيز شمول جميع الفئات، وتعزيز المساواة والتنوع، وتأسيس بيئة آمنة، ثم جعل إطار العمل التطوعي، نموذجاً إقليمياً وعالمياً.
ويوضح أن أهم مميزات الرخصة حفظ حقوق المتطوع وواجباته، وتسمح لصاحب الرخصة بممارسة العمل التطوعي في إمارة أبوظبي، تبعاً للتشريعات الاتحادية والمحلية، وتصدر الرخصة خلال 30 يوم عمل. كما يجدّد الترخيص بعد انتهاء المدة المحددة، كل سنتين، ولا يرفض طلب أي شخص يرغب في التطوع، إنما يطلب المزيد من المعلومات، في حال عدم وضوح البيانات أو المستندات المرفقة.
ويتابع أن الفئة العمرية الأكثر إقبالاً على التطوع، ما بين 21-30 سنة، والتطوع التخصصي هو الذي يعتمد على المهارات التخصصية التي تتطلب الحصول على التراخيص اللازمة من الجهات المعنية، تشمل المرخصين مهنياً. وتم ترخيص 31 متطوعاً تخصصياً من مهن مختلفة، مثل الأطباء والمحامين والمهندسين والمستشارين وغيرهم.
مسؤولية
ويقول جابر بطي الأحبابي، مهندس بترول بشركة «أدنوك»، ومدرب دولي معتمد في مجال تطوير الذات، ورئيس فريق الوطن التطوعي، تطوعت في الكثير من الأعمال التي تصبّ في خدمة المجتمع في مجالات عدة، ولديّ فريق الوطن التطوعي، وقد انخرطت في الأعمال التطوعية منذ عام 2012 ولغاية اليوم.
خدمة الوطن
ويضيف ماجد مسري الظاهري، باحث قانوني: أشارك في الأعمال التطوعية منذ 6 أعوام، وأساعد الآخرين وأتعرف عبر الأعمال التطوعية أكثر إلى المجتمع، ومنهم أصحاب الهمم. وقد شاركت في التطوع في مجالات عدة، منها رياضية وثقافية واجتماعية، وأشجع الجميع على التطوع.
التطوع حياة
وتوضح عليا الساعدي، متدربة في «شركة أبوظبي للخدمات الصحية»، وحاصلة على بكالوريوس قانون من جامعة الإمارات: انخرطت في العمل التطوعي منذ 4 سنوات، مع فريق الوطن التطوعي، وأشارك في تخطيط الفعاليات وإدارتها وإدارة شؤون المتطوعين، وقد أسهمت بأعمال ميدانية وإلكترونية.
تنظيم الوقت
ويقول علي بطي الأحبابي، مهندس تخطيط وتكاليف بدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: بتنظيم الوقت يستطيع الإنسان، أن يؤدي كل ما يريد، ويسهم في خدمة المجتمع، وبالتكاتف يصبح الصعب سهلاً. وعندما يكون العمل نابعاً من داخل الإنسان فلن يشعر بالتعب. ومن تجربتي متطوعاً منذ عام 2016، شاركت في كثير من الفعاليات والأعمال التطوعية.
صنع المستقبل
مريم البلوشي، طالبة جامعية تخصص هندسة ميكانيكية في «مركز أبوظبي للتعليم والتدريب المهني»، تقول: لا أريد أن أكون إنسانة عادية تأكل وتشرب وتنام؛ أريد أن أسهم في صنع المستقبل وأضع بصمتي، وأعمل خيراً دون مقابل، من هذا المنطلق باشرت المشاركة في الأعمال التطوعية مع جهات عدة».
فوائد إيجابية تعود على نفسيته وشخصيته
تقول روضة محمد الغفلي، مديرة قسم التخطيط الاستراتيجي في إحدى الجهات الحكومية، وحاصلة على ماجستير إدارة أعمال: مثلما يخصص الإنسان الناجح وقتاً لممارسة الرياضة، ووقتاً للأسرة، يستطيع أن يخصص وقتاً للمشاركة في الأعمال التطوعية، لما لها من فوائد إيجابية تعود على نفسيته وشخصيته أولاً.
وتضيف: المتطوع لا يشعر بالتعب، لأنه يستمتع بما يقوم به من أعمال جليلة، وأنا أحب أن أكون جزءاً من الأحداث في دولتنا الحبيبة. وقد شاركت في كثير من الفعاليات، وكان أحدثها التطوع في «إكسبو دبي 2020»؛ فالتطوع ثقافة وخدمة مجتمعية راقية، وهو موجود في الإنسان بفطرته، ويثري خبرات الشخص ويعلمه الصبر، وينمّي مهاراته في التعامل مع الناس والمجتمع، ويساعده على اكتشاف قدراته.
المصدر: الخليج