10\12\2022


بمشاركة 2000 شخص ومتطوع، انطلقت عصر اليوم السبت، فعاليات النسخة الثالثة من مسيرة لنحيا الرياضية العالمية، إحدى مبادرات جمعية أصدقاء مرضى السرطان، من منتزه كشيشة بالرحمانية في الشارقة، رافعة شعار "تأهب، استعد، لنحيا"، بهدف دعم مرضى الداء، معنوياً ومادياً، وتعزيز قوة الإرادة والأمل بالحياة، حيث ستتواصل على مدار 24 ساعة، مع العديد من الفعاليات الرياضية والفنية والموسيقية المتنوعة.

ويشارك في المسيرة هذا العام، عدد وافر من المدارس والجامعات والجهات الراعية والمؤسسات المختلفة ما بين الحكومية والخاصة، ممن يسيرون معاً حاملين رسالة واحدة وساعين نحو هدف نبيل، احتفاءً بحياة الناجين من مرض السرطان، وتكريماً لذكرى الأحبة الذين فقدوا حياتهم بسببه.

وجاءت أولى فعاليات المسيرة، بمشاركة الشيخ فاهم القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، وسعادة سوسن جعفر رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، حيث بدأت "جولة الناجين والناجيات" التي تجمع مرضى السرطان والناجين من المرض ومقدمي الدعم والرعاية الصحية، بالإضافة إلى أفراد أسرهم، وستنظم المسيرة واحدة من أبرز فعالياتها المعتادة، وهي فعالية "فوانيس لنحيا" التي يجتمع فيها المشاركون من المرضى والناجين والداعمين معاً لكتابة رسائل على الفوانيس، وإنارتها ليلاً تعبيراً عن تعاطفهم ودعمهم لمرضى السرطان وأسرهم.

وتنظم المسيرة، ضمن برنامج فعالياتها "جولة المقاومة والصمود"، وهي فرصة مفتوحة أمام أفراد الجمهور لإظهار مدى قدرتهم في تكريم المرضى والناجين، والتأكيد على قدرتهم على هزيمة السرطان وضرورة عدم الاستسلام، بالإضافة لذلك ستقدم المسيرة "جولة الأبطال الخارقين"، حيث يرتدي المشاركون فيها ثياب بطلهم المفضل في تعبير عن دورهم في إنقاذ العالم من الداء.

وفي "جولة الأضواء"، سيقوم الحضور بجولة حول حلبة رياضية، وهم يحملون شعلات مضيئة احتفاءً بالحياة، بينما ستشهد "جولة البيجامات" مشاركة الحضور، وهم يرتدون ملابس النوم من أجل إضفاء مزيد من المرح على سباق المشي، وسترحّب "جولة القبعات" بالزوار لإظهار الجانب الجامح من شخصياتهم والاستمتاع بوقتهم، حيث سيرتدون ملابس غريبة مع تسريحات شعر غير مألوفة.

ومن خلال "جولة العد التنازلي للجولة الأخيرة"، سيحتفل المشاركون بالأصوات من خلال العزف على الآلات الموسيقية، فيما ستكون "جولة الكرنفال" هي الأخيرة، ضمن فعاليات المسيرة، وستأتي احتفاءً بالحياة وتكريماً لمن يقاومون السرطان بشجاعة وقوة.

وأكد الشيخ فاهم القاسمي، في كلمته الافتتاحية، لفعاليات المسيرة، وجود فرق بين الأماكن والمدن المخصصة للعيش، وتلك المخصصة للحياة، بقوله: يظهر هذا واضحاً في إمارة الشارقة التي تتقاطع فيها كافة السياسات والمبادرات والفعاليات عند نقطة واحدة، وهي الإنسان وحقه الطبيعي بالرعاية الصحية والتعليم والثقافة وتغذية الفكر والوجدان.

وأضاف الشيخ فاهم، يعيدنا هذا إلى مقولة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: "كفانا من ثورة الكونكريت ولنتحول لبناء الإنسان"، وبناء الإنسان الحيوي المُنتج تتم في إطار حاضنة اجتماعية قوامها العلم والثقافة والفكر، وقاعدتها منظومة تعليم قوية، منظومة رعاية صحية فاعلة تحركها رؤية واحدة وهي ترسيخ مجتمع سليم، موضحاً أن هذا هو الفرق بين مدينة للعيش ومدينة للحياة، في الثانية يتقدم الإنسان على كل شيء، يبنى الإنسان ليستكمل البناء لا لكي يخدم ما تم بناؤه من قبل وفقط.

وتابع الشيخ فاهم القاسمي، اليوم في هذه المسيرة التي تعبر عن تضامن المجتمع بأفراده ومؤسساته لدعم مرضى السرطان بتوفير العلاج المناسب تتجلى رؤية الحياة بكل وضوح، وتتجلى أيضاً ثمار غرس الشارقة من خلال الدوافع والنوايا والقيم النبيلة التي جاءت بكل منكم للمشاركة في مسيرة لنحيا، جميعكم هنا لتقولوا كلمة واحدة وهي: نحن مجتمع لا يقبل أن يترك الضعيف أو المحتاج أو المريض وحيداً.

بدورها، أوضحت سعادة سوسن جعفر، أنه في الأعوام الماضية شارك في مسيرة لنحيا أكثر من عشرة آلاف شخص، كل شخص فيهم يمثل عائلة أو مؤسسة أو هيئة أو قطاع، بمعنى أن المجتمع بكافة فئاته كان ممثلاً في مسيرة لنحيا، والأهم من عدد المشاركين، هو عدد الأرواح التي أنقذت من خلال توفير العلاج وعدد العائلات التي تغيرت حياتها نحو الأفضل.

وأضافت جعفر، أن مسيرة لنحيا، هي محطة نوعية في رحلة جمعية أصدقاء مرضى السرطان التي تعمل على تمكين المرضى من الحصول على العلاج والوصول إلى أفضل المراكز والمصادر لينالوا أفضل رعاية، وتعزيز المشاركة المجتمعية، والمناصرة على المستويين المحلي والعالمي، حيث عملنا منذ التأسيس على تنظيم الندوات والدورات التدريبية، وتنفيذ حملات التوعية بمرض السرطان، والتعاون مع المنظمات الدولية لتخفيف وطأة السرطان على المرضى وأسرهم.

من جانبها، كشفت عائشة الملا مديرة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، تفاصيل برنامج المسيرة، وأوضحت أن مسيرة لنحيا، تنطلق من قيم ورسائل نبيلة لدعم المرضى، وأضافت بقدر ما نتطلع إلى جمع التبرعات لمساعدتهم، وضمان تجاوزهم لتحديات الحصول على العلاج، فإننا نتطلع إلى تعزيز أثر التفاؤل، والأمل، والتعاطف في دعم المرضى على سرعة استجابتهم للعلاج، مشيرة إلى أن برنامج المسيرة يتوزع على أنشطة رياضية، وفعاليات فنية، وأخرى موسيقية.

وبعد الاستماع للكلمات الافتتاحية، كرّم الشيخ فاهم القاسمي، شركاء المسيرة، بمعية سعادة سوسن جعفر، وعائشة الملا، حيث قدموا الهدايا التذكارية لكل من شركة نفط الهلال، وبنك الشارقة، وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ومجموعة بيئة، ومؤسسة ربع قرن، وسجايا فتيات الشارقة، ونادي سيدات الشارقة، والشبكة الوطنية للاتصال، وفريق قمة للتطوع، و"هذه ليست مساحة"، و"ساند" التابعة لمؤسّسة الإمارات، لمساهمة هذه الجهات في إنجاح هذه المسيرة.

 


المصدر: الشارقة 24