8/4/2020
يعد العمل التطوعي ثقافة راسخة ومنهج عمل مستمراً في دولة الإمارات، مساهمة منها في تعزيز التنمية المستدامة، وبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة محلياً وعالمياً، وهذا النهج راسخ منذ قيام الاتحاد على يد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي زرع في أبناء الإمارات حب عمل الخير ومد يد العون ونجدة المحتاج وإغاثة الملهوف، حتى أصبح التطوع سمة خاصة بـ «عيال زايد»، فأينما حلت الكوارث والأزمات على مستوى العالم، تجدهم أول من يسارع ليضمد جراح الناس ويأخذ بيد الآخرين لبر الأمان، وتأمين المتطلبات والاحتياجات، حتى ينعموا بالاستقرار، هم حياة للناس في تطوعهم، وسند يتكئ عليه المحتاج في أي مكان وزمان، وتزخر الإمارات بالعديد من المؤسسات التطوعية التي تنظم العمل التطوعي وفعاليات خدمة المجتمع، وأبرزها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وتتيح حكومة الإمارات التطوع لأي شخص في أي وقت لتقديم الخدمات الاجتماعية والخيرية والإنسانية وغيرها، وذلك من خلال التواصل مع المؤسسات الخيرية المسجلة والمرخصة في الدولة، وهناك العديد من المنصات التطوعية، وأبرزها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، إذ يهدف العمل فيها إلى جذب المتطوعين وإشراكهم في الأنشطة التي تدعم المجتمع على المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية بصورة فردية، أو من خلال فروع تابعة لـ«الهلال» لتوزيع الأدوار التطوعية، وتوفر «الهيئة» عدة برامج تطوعية تعمل مع مهنيين وطلاب من الجامعات والمدارس وتنقسم إلى ثلاث فئات تضم: (الهلال الطلابي ويشمل طلاب المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية، والهلال الجامعي ويتضمن طلاب الجامعات، وبرنامج العمل التطوعي العام المفتوح لجميع الأفراد من سن 18 سنة فما فوق الذي يشمل جميع أفراد المجتمع).
ولتطوير العمل التطوعي، أطلقت الدولة أكاديمية الإمارات للتطوع في أبوظبي، بهدف غرس ثقافة العمل التطوعي وتأهيل الكوادر المحلية بالتعاون مع عدة جهات حكومية وخاصة ومنظمات غير ربحية، وقد جاء إطلاق الأكاديمية بناءً على التوصيات التي قدمها مؤتمر الإمارات للتطوع والملتقى الخليجي للتطوع، الذي عقد في أبوظبي تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
كما تم إطلاق البرنامج الوطني التطوعي من قبل الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، ويهدف إلى تكوين قاعدة متميزة من المتطوعين وتأهيلهم وتدريبهم لدعم ومساندة جهود الاستجابة الوطنية في حالات الطوارئ والأزمات والكوارث للحفاظ على أرواح ومكتسبات الدولة، وكذلك أطلقت حكومة دبي عام 2017 مبادرة «يوم لدبي»، ودعت من خلالها جميع المواطنين والمقيمين القادرين، التطوع بيوم واحد في السنة لمساعدة الغير وتلبية احتياجات المجتمع، والحفاظ على مدينة دبي واستدامتها.
وبالتوازي مع كل ما سبق، أطلقت شرطة أبوظبي مبادرة «كلنا شرطة» في سياق التزامها بمد مزيد من جسور التواصل مع المجتمع وتحقيق انخراط أكبر لأفراده في جهود الأمن التي تبذلها الشرطة، وأطلقت هيئة تنمية المجتمع مبادرة برنامج دبي للتطوع وهو أول برنامج تابع لحكومة دبي، وذلك لتتمكن من إدارة المبادرات التطوعية في جميع إمارات الدولة بصورة عامة وإمارة دبي بصفة خاصة، كما توفر غرفة دبي معلومات حول مشاريع العمل التطوعي الموجودة في دبي وكيفية إشراك الموظفين في المجتمع، وفي عام 2017، أطلقت الهيئة نظام حاضنات التطوع، الذي يُعنى بتأطير العمل التطوعي للفرد، ضمن مساق يدعم قدراته التطوعية علمياً وعملياً، وتستضيف دبي العطاء مجموعة متنوعة من الفعاليات على مدار السنة، لذا يعد الدعم والمساندة من كافة فئات المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة أمراً أساسياً.
وفي عام 2016 أطلق مجموعة من رجال الأعمال الإماراتيين «صندوق الوطن»، كمبادرة مجتمعية تجسد تلاحم فئات المجتمع مع توجهات قيادة دولة الإمارات في تحقيق التنمية المستدامة، ودعم النشاط الاقتصادي عن طريق الاستثمار في الموارد البشرية الإماراتية، ويهدف الصندوق إلى دعم الطلبة الموهوبين من الإماراتيين، واكتشاف 5000 من الطلبة الموهوبين من المواطنين بحلول العام 2020، وتقديم التسهيلات التي تضمن دخولهم عالم الابتكارات والاختراعات، وتدريبهم، وتأسيس الأعمال لهم. كما يهدف إلى توفير التوجيه المهني لـ 10,000 طالب إماراتي، وإتاحة دورات تعليمية وفرصاً تدريبية صيفية وشتوية لاكتساب الخبرة العملية لنحو 1,000 مواطن.
«تكاتف»
تعد «تكاتف» واحدة من أهم مبادرات مؤسسة الإمارات التي تهدف إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يقدم تكاتف لشباب الوطن فرصاً هادفة للتطوع في قضايا اجتماعية مهمة، ويشجعهم على الخدمة المجتمعية العامة، كما يعتبر «ساند» مبادرة تطوعية أخرى لمؤسسة الإمارات بالتعاون مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، حيث يعمل «ساند» على توحيد المتطوعين بدافع من الشعور بالمسؤولية المدنية، وتدريبهم على التعامل مع الأزمات.
المصدر:الاتحاد