19/4/2020
تكشف الأزمات دائماً عن النماذج المضيئة التي تسعى إلى خدمة المجتمع ورد الجميل للوطن والقيادة، حيث دفعت الجهود الحكومية المكثفة والمستمرة لمكافحة فيروس«كورونا» بعض العائلات إلى التطوع للوقوف مع فرق خط الدفاع الأول في مواجهة الفيروس والحفاظ على سلامة المجتمع.
وزرعت العائلات حب التطوع في نفوس أبنائها ليكون التنافس بينهم في مساعدة الآخرين وتلبية نداء الواجب.. «البيان» التقت أسراً متطوعة حرصت على المشاركة في مركز المسح الوطني بالفجيرة لفحص فيروس كورونا، حيث شاركوا في المبادرة بعزيمة وإصرار سطرت ملاحم في التكاتف والتلاحم بين كافة أفراد المجتمع، ليقفوا مع صفوف خط الدفاع الأول يقدمون خدماتهم في عمليات التنظيم والتسجيل.
8 أفراد
يشارك محمد عبدالله الأميري في المهمة التطوعية مع اثنين من أشقائه أحمد وموسى إلى جانب اثنين من أبناء شقيقته وثلاثة من أبناء عمه، وقال الأميري إن ما يقومون به من دور تطوعي جاء انطلاقاً من مشاعر مخلصة وملحة جعلتهم يسارعون للمشاركة في مبادرات وطنية في ظل الوضع الصحي الراهن، الذي يحتم على الجميع التعاون والتكاتف لدرء خطر فيروس كورونا، لافتاً إلى أن عملهم ضمن الصفوف الأولى يمنحهم مشاعر فخر واعتزاز، حيث يؤدون مهامهم التطوعية كفريق واحد بكل همة وحماسة يداً بيد دون ملل أو كلل ويواصلون عطاءهم في ميادين العمل مرددين عبارات وطنية.
وأضاف: «نحن أسرة تربينا على الولاء وحب الوطن وزرع بداخلنا نهج العطاء ومد يد العون ومساعدة الآخرين، وهي صفات تشربناها من قيادتنا الرشيدة التي وضعت المواطن على رأس أولوياتها وعملت على توجيه كافة موارد الدولة من أجل سعادة ورفاهية الشعب لتوفر له كافة سبل العيش الرغد»، موضحاً أن ما يقومون به من تطوع هو الشي القليل في حق الوطن وقيادته، ومستعدون للتضحية في سبيل رفعة البلاد.
وأشار الأميري إلى أنهم شاركوا في حملة «لبيه يا وطن» مع الهلال الأحمر لتوعية أفراد المجتمع وتوزيع الكمامات والقفازات في منافذ البيع ومراكز التسوق، ضمن إجراءات الوقائية من فيروس كورونا المستجد، واصفاً إياها بالتجربة الاستثنائية في التطوع لأجل خدمة المجتمع، تحت سقف رد الجميل لوطننا الغالي الإمارات.
3 مسعفات
وحرصت فاطمة البلوشي على زرع حب التطوع في نفوس بناتها حيث كانت مثالاً مشرفاً بين أفراد أسرتها وقدوة حسنة في عمل الخير والسعي إلى تقديم المساعدة للآخرين، ما دفع بناتها إلى الالتحاق بميدان العمل التطوعي بعد أن لمسن من والدتهن عبارات الفرح والابتهاج بعد انتهائها من كل مهمة.
وقالت فاطمة: «نحمد الله على وجودنا على أرض الإمارات في ظل قيادتنا الكريمة التي وفرت لنا كل سبل الراحة والعيش الكريم، حيث تحظى المرأة بالدعم والتمكين في كل مراحل حياتها وتزويدها بالإمكانيات والكفاءات اللازمة لتحقيق الإنجازات في مختلف المجالات»، لافتة إلى أن انخراطها في العمل التطوعي يمنحها مشاعر الفخر وتسعى من خلاله إلى رد الجميل لوطنها الغالي.
مسيرة
ولفتت إلى أنها حرصت طوال مسيرتها الأسرية والوظيفية على أن تزرع معاني قيمة في نفوس بناتها ليقمن بالدور المنوط بهن على أكمل وجه لخدمة الوطن، وحرصت على إشراكهن معها بدورات في الدفاع المدني والإسعافات الأولية وقد اجتزنها بنجاح وحصلن على تصريح يمكنهن من إسعاف الآخرين في أي وقت وتلبية نداء الإنسانية، وتابعت: «أفخر بوجود ثلاث مسعفات في منزلي هن بناتي اللواتي اجتهدن وتحمسن من أجل خوض هذه التجربة بكل شجاعة وأثبتن جدارتهن فيها انطلاقاً من مشاعر مخلصة ومحبة للعطاء تعكس صورة المرأة الإماراتية المسعفة التي تهب لمساعدة المصابين دون تردد»، موضحة أنها حرصت لحظة افتتاح مركز المسح بالفجيرة على المشاركة مع اثنتين من بناتها في العمل التطوعي وعمليات التسجيل والتنظيم من منطلق واجبها الوطني الذي يحتم عليها مساعدة الآخرين.
شقيقان وشقيقتان
وتحت سقف الولاء والعطاء ورد الجميل للوطن سارعت عائلة محمد علي البوشي المكونة من شقيقان هما سيف ونواف وشقيقتان هن شما ووضحة، للمشاركة في خدمة مراجعي مركز مسح وفحص الكورونا بالفجيرة من خلال تطوعهم، حيث ينهي الشقيقان ساعات عملهما المعتادة وتنهي الشقيقتان ساعات دراستهما الجامعية ليلتحقوا جميعاً بصفوف خط الدفاع الأول في المركز يقدمون 8 ساعات من التطوع بكل شغف من أجل خدمة مختلف شرائح المجتمع، إيماناً منهم بأن تقديم المساعدة للآخرين مهمة نبيلة تمنحهم مشاعر الرضا والفخر.
وأوضحوا أنهم كأسرة اعتادوا منذ الصغر على أعمال التطوع انطلاقا من شعورهم بالمسؤولية المجتمعية تجاه وطنهم الإمارات، حيث إنهم مستعدون للعمل لساعات أجل هذه الأرض الطيبة وقيادتها الكريمة التي منحت الشعب كل سبل الراحة ووفرت له مقومات العيش الرغد.
المصدر: