23/4/2020

الحملة الوطنية (الإمارات تتطوع)، التي أعلنت عنها اللجنة الوطنية العليا لتنظيم التطوع خلال الأزمات، تضع نصب أعينها توحيد الأنشطة التطوعية على مستوى البلاد، وتعزيز التكامل والتعاون بين القطاعات الحكومية والخاصة؛ لدعم الجهود التي بات الوطن في أشد الحاجة إليها، ليتمكن من مواجهة انتشار فيروس «كورونا» والقضاء عليه بلا رجعة.
وبات الجنود المجهولون الذين سبق أن عملوا في الكادر الطبي والتمريضي والفني، وأحيلوا إلى المعاش قانوناً أو طواعية لتقضية مصالح خاصة بهم، مطالبين بتلبية نداء الوطن، ومساعدة إخوانهم؛ جيش الإمارات الأبيض، الذين أثبتت الأحداث الجسام التي نعيشها أنهم جنود بواسل.
كما أن الحملة تسعى إلى استقطاب أصحاب الخبرة والمهارات من الكادر الطبي كالأطباء العامين في جميع المجالات، والأطباء النفسيين، والممرضين والممرضات، والطلبة من مختلف التخصصات الطبية، وكل من لديه شهادات تدريبية في الإسعافات الأولية أو الاستجابة لحالات الطوارئ.
وتتيح الحملة المجال لجميع أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين، التطوع، ودعم قوى العطاء الميدانية، والمساهمة في الجهود المبذولة؛ للتصدي لتداعيات الفيروس، من خلال التطوع الميداني، ومساندة بعض الفئات المجتمعية.
والجديد الذي تتيحه هذه الحملة هو التطوع الافتراضي؛ من خلال توفير فرص تطوع عن بُعد، لمختلف أفراد المجتمع، تُمكّنهم من المساهمة في الحملة؛ من خلال تقديم خبراتهم ومهاراتهم الخاصة من بيوتهم؛ للمحافظة على سلامتهم، عبر المنصة الوطنية للتطوع «متطوعون.إمارات»، كما أنها تسمح للجميع بالمشاركة في التطوع الافتراضي من عمر 14 عاماً في مجالات «خدمة الجهات المختلفة».
جميع فئات المجتمع، والكادر الطبي بشكل خاص، مطالبون بالمبادرة في تقديم خبراتهم ومهاراتهم؛ دعماً للجهود الجبارة التي تبذلها الفرق الوطنية في التصدي لفيروس «كورونا»، فالعمل التطوعي في هذه الظروف الاستثنائية يعد واجباً وطنياً لا خلاف عليه، ومطلوب منا أن نؤديه في إطار من المسؤولية الشخصية والوطنية والأخلاقية، ورداً لجميل الوطن.
التحدي كبير وفوق ما يدركه العقل البشري، فالهجمة الشرسة لهذا الفيروس غير مسبوقة، وقد تمكنت البشرية في السابق من التصدي لأنواع كثيرة وخطرة من الفيروسات؛ لكنها انتصرت عليها في النهاية، وحجمتها، أو تمكنت من القضاء عليها، لكن أمام كورونا فالوضع يختلف تماماً، وعلى الرغم من التطور العلمي الهائل في جميع مناحي الحياة فإن شبح الفيروس يمثل كابوس رعب لم تفق البشرية بعد من سطوته.
كل جهد نستطيع أن نبذله يجب أن نسارع إلى تقديمه في إطار رسمي حتى يؤتي ثماره المرجوة.