27/4/2020
عكس انتشار وباء «كورونا» في العالم قيم المجتمع الإماراتي الراسخة، حيث أظهر سكان الإمارات من مواطنين ومقيمين تعاوناً كبيراً في التعامل مع الأزمة، والمشاركة في المبادرات المجتمعية، لدعم ومساعدة العديد من الفئات، وفي مقدمتها المتضررون من تبعات الفيروس الاقتصادية، والمرضى، وكبار السن، وأصحاب الهمم.
وتنوعت المشاركة المجتمعية في المبادرات الإنسانية ما بين الإسهامات المالية والعينية، والتطوع، إضافة إلى الابتكار، وإيجاد حلول تسهم في منع انتشار الفيروس، ومحاصرته، وجسّدت المشاركات أمثلة فريدة لتضامن وتكاتف الجهات الحكومية ورواد الأعمال والأفراد، في مشهد يعكس قيم التآزر والتلاحم والمحبة بين أبناء المجتمع الإماراتي.
وقالت مدير عام هيئة الإسهامات المجتمعية «معاً»، سلامة العميمي: «نحن فخورون بروح المحبة والتعاون التي ظهرت جلياً عند إطلاق برنامج (معاً نحن بخير)، حيث تكاتف الجميع من أنحاء أبوظبي لتقديم الإسهامات بشكل كبير، وتدل ضخامة الإسهامات المالية والعينية التي تلقاها البرنامج على رغبة سكان الإمارة في مساعدة بعضهم بعضاً في أكبر تحد صحي واقتصادي من نوعه لهذا الجيل».
وأضافت: «تلقى برنامج (معاً نحن بخير) الذي أطلقته الهيئة في 23 مارس الماضي، أكثر من 8000 إسهام مالي وعيني»، مشيرة إلى أن «البرنامج شهد استجابة مجتمعية كبيرة من الأفراد والمؤسسات، ما يعكس قوة تضامن مجتمع أبوظبي في مواجهة التحديات الراهنة».
وتابعت العميمي: «نسعى لمد يد العون من خلال برنامج (معاً نحن بخير) للكثيرين في المجتمع، لمساعدتهم على تخطي هذه الأزمة، لذلك سيتم توجيه الإسهامات المالية لدعم السكان المتضررين ضمن أربعة جوانب رئيسة، تشمل التعليم والدعم الصحي والمواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، وستعطى الأولوية للعائلات والأفراد الأكثر استحقاقاً، حتى يحصلوا على الدعم في الوقت المناسب خلال هذه الأوقات الاستثنائية».
وأشارت إلى أن البرنامج سيقدم الدعم اللازم لذوي الطلاب في المدارس الخاصة في أبوظبي، المتضررين نتيجة الظروف الصحية والاقتصادية الراهنة، عبر دفع الأقساط المدرسية، وتوفير التجهيزات الأساسية اللازمة للتعلم عن بعد للطلاب، مثل الأجهزة اللوحية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة.
وأفاد المتحدث الرسمي من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، محمد الفهيم، بأن «الهيئة تتكفل برعاية المصابين بفيروس كورونا وأسرهم من مختلف الجنسيات، وتتبنى احتياجاتهم المعيشية والصحية والتعليمية بصورة عامة. ويشمل ذلك أسر المتوفين من المرض، إضافة إلى النظر في طلبات العالقين والقادمين بتأشيرة زيارة، وتلبية احتياجاتهم المختلفة، بالتنسيق مع الجهات المعنية».
وأشار الفهيم إلى إطلاق الهيئة العديد من المبادرات لمواجهة التداعيات، والتخفيف عن المتضررين من الأزمة، في مجالات عدة، مثل التعليم، وذلك بدعم مبادرة التعليم عن بعد، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وتخصيص مبلغ خمسة ملايين درهم لتلبية احتياجات المدارس من المعدات والوسائل التعليمية، المتمثلة في أجهزة الحاسوب والأجهزة اللوحية وغيرها، إضافة إلى دعم قطاع الصحة من خلال توزيع 100 ألف طرد صحي، وتوزيع الكمامات والقفازات والمعقمات على مرتادي مراكز بيع المواد الغذائية، ومحطات التزود بالوقود، ومواقع أجهزة الصراف الآلي، إلى جانب تنظيف تلك المواقع من مخلفات الكمامات والقفازات يومياً.
وأشار إلى تبني الهيئة مبادرات يقوم بها المجتمع والأفراد، للتخفيف من التداعيات الاقتصادية على عدد من فئات المجتمع، مثل الإعفاء من رسوم الإيجار، التي لاقت صدى واسعاً من الملاك، فبادروا بتخفيض وإعفاء وتأجيل الإيجارات، إحساساً بمسؤوليتهم المجتمعية، بجانب العمل على توفير الوجبات والطرود الغذائية لأكثر من مليون مستفيد في المرحلة الأولى، وتوصيلها إلى منازلهم، والعمل على مبادرة مجتمعية، بالتعاون مع المدارس والكليات الخاصة، لتخفيض الرسوم الدراسية على الأسر المتضررة من تداعيات الأزمة.
وأعلنت المتحدثة الرسمية لحملة «الإمارات تتطوع»، حصة تهلك، عن وصول عدد المسجلين في الحملة إلى أكثر من 8000 متطوع في مختلف التخصصات المطلوبة، ميدانياً وافتراضياً، من أكثر من 115 جنسية مقيمة على أرض الدولة، مشيرة إلى تسجيل أكثر من 3000 متطوع متخصص من الكوادر الطبية من مختلف الجنسيات، بجانب وجود نحو 900 متطوع في الميدان، يشاركون في برامج التعقيم الوطني لدعم الفرق الطبية، إضافة إلى تطوعهم في المحاجر الصحية للرد على النزلاء، وتقديم الرعاية والدعم النفسي لهم، والتنسيق العام.
وأكدت تهلك أن «مفهوم التطوّع في الإمارات يكتسب اهتماماً كبيراً على مختلف المستويات الحكومية، باعتباره جزءاً من ثقافة المجتمع، وصورة صادقة من صور التلاحم والانتماء، فاليوم وفي ظل الظروف الحالية نقف متكاتفين، مواطنين ومقيمين، لمحاربة فيروس كورونا المستجد (كوفيدـ19)، والحد من خطره على مجتمعنا».
ونجحت فرق بحثية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في ابتكار رادار لتشخيص المؤشرات الحيوية للأفراد، في إطار الجهود التي تبذلها الجامعة لدعم التصدي لفيروس (كوفيد-19).
ويتيح الرادار تشخيص صحة الأفراد في الأماكن العامة، دون حاجة للتواصل المباشر، عبر نظام يعتمد على الكشف عن العلامات الحيوية التي يمكن من خلالها رصد درجة حرارة الجسم، ومعدل نبضات القلب، ومعدل التنفس، وضغط الدم عن بعد، ما يسهم في وقف انتشار الأوبئة مستقبلاً.
ولفتت الجامعة إلى أن إسهامها في التصدي لفيروس كورونا المستجد، تضمن أيضاً نجاح فريق بحثي من مركز الابتكار في هندسة الرعاية الصحية بالجامعة في تطوير نموذج أولي لجهاز تنفس اصطناعي، بهدف التصدي للأوضاع التي سببها فيروس كورونا، إضافة إلى إنشاء وحدة لإنتاج أجهزة التنفس، تعمل بالهواء المضغوط، لتلبية المتطلبات المتزايدة لأجهزة التنفس الاصطناعي في العالم.
كما أعلنت الجامعة عن قيام فريق بحثي بتطوير نموذج يسهم في معرفة أثر فيروس كورونا على الأفراد، ويعتمد النموذج على تحصيل بيانات، مثل انتشار الأمراض المعدية، وتوقيت إنهاء العزل الاجتماعي، وعدد وحدات العناية المركزة لكل مليون مريض، ومستوى وعي الأفراد بالحماية الشخصية، وعدد المخالطات اليومية مع الأشخاص الأصحاء. وبما أن كل دولة لها متطلبات مختلفة، يقوم النموذج بتعديل النتائج حسب البيانات المدخلة التي تمثل إمكانات الدولة التي يتم تطبيق النظام عليها.
ونجح فريق عمل منتزه جامعة الإمارات للعلوم والابتكار، في تصميم واقٍ للوجه من خلال استخدام طابعات ثلاثية الأبعاد وآلات قطع الليزر، إذ يوفر القناع طبقة حماية للمستخدم تفوق حماية قناع الوجه المستخدم حالياً.
وأكد مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار نجاحه في ابتكار وتصميم وإنتاج مجموعة متنوّعة من النماذج الأولية لأقنعة الوجه الواقية، التي يمكن لمختلف القطاعات الاستعانة بها للوقاية من العدوى.
وخلال أقل من أسبوع، بدأت عملية إنتاج أقنعة الوجه الجديدة، وبحلول الأسبوع الأول من شهر مارس الماضي، بلغت الطاقة الإنتاجية لمختبرات «إيمنسا للتكنولوجيا» ما يزيد على 5000 قناع واقٍ أسبوعياً، قبل أن يرتفع العدد حالياً إلى 25 ألف قناع واقٍ أسبوعياً.
1000 غرفة فندقية ومجمع فلل
أكدت مدير عام هيئة الإسهامات المجتمعية «معاً»، سلامة العميمي، أن الإسهامات العينية والنقدية لبرنامج (معاً نحن بخير) مكنت من توفير أكثر من 1000 غرفة فندقية للكادر الطبي، إضافة إلى مجمع فلل مكون من 38 فيلا، يضم 190 غرفة في مدينة خليفة، و70 ألف وجبة غذائية. كما سيقوم البرنامج بتوزيع 100 ألف سلة غذائية لدعم الأسر المتضررة من تداعيات «كوفيد ـ 19»، فضلاً عن جهود التطوع من قبل أفراد المجتمع.
دعم التعليم
وزّعت وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع شركة «ألف للتعليم»، 50 ألف جهاز كمبيوتر و«لاب توب»، على طلبة 151 مدرسة حكومية.
وأشارت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي إلى توفير تجهيزات واتصالات إنترنت ومنصات تعليم وغيرها من الموارد للمدارس والأهالي، من دون أي رسوم إضافية، لافتة إلى أن هذا الدعم شمل 15 ألفاً و510 أجهزة حاسب لوحي، و7000 شريحة هاتف متحرك، و3000 جهاز «ماي فاي»، و1000 منصة تعليمية، و297 موقعاً إلكترونياً توفر ميزة تسجيل الدخول المجاني.
مبادرات إنسانية وإسهامات مالية وعينية وابتكار حلول لمنع انتشار الفيروس.
8000
متطوع عدد المسجلين في حملة «الإمارات تتطوع».
5
ملايين درهم من «الهلال» لتلبية احتياجات المدارس من المعدات والوسائل التعليمية.
الطاقة الإنتاجية لمختبرات «إيمنسا للتكنولوجيا» 25 ألف قناع واقٍ أسبوعياً.
المصدر: