3/5/2020

لم تكن نظرة المغربي نور الدين المهنيدة، لفيروس كورونا تشبه رؤية الآخرين الذين رأوه محنة ومصدر شقاء، فيما رآه هو فرصة ومنحة جديدة له وللآخرين الذين عاشوا حياة الجريمة ليكفروا عن ذنوبهم ويتقدموا لمساعدة جيرانهم في العاصمة المغربية الرباط.

وطبقت المملكة المغربية إجراءات إغلاق صارمة في أوائل مارس لمنع انتشار الفيروس. وهناك حاجة إلى تصاريح خاصة لمغادرة المنزل.

أمام هذا الوضع، وجد بعض الناس، وخاصة كبار السن والضعفاء، أنفسهم عالقين بدون طعام أو لوازم طبية.

تطوع المهنيدة للقيام بتسوق البقالة وجلب الأدوية للمحتاجين.

يرن هاتفه باستمرار بمكالمات من الجيران أو الأصدقاء الذين يعرفون أشخاصاً آخرين يطلبون المساعدة.

يكتب المهنيدة طلبات البقالة والمستلزمات الطبية، وينطلق مسلحاً بالتصريح الذي يحمله للخروج في وقت الإغلاق، ويقوم بالتسوق.

يساعد المهنيدة الآخرين منذ أن غادر السجن قبل 12 سنة، تكفيراً عن حياة الجريمة والمخدرات التي عاشها، ورغبة منه في بداية جديدة.

أراد أن يعوض الألم الذي ألحقه بأحبائه. وأن يغير من صورته بعد أن فقد احترام مجتمعه ووالديه وأصدقائه.

يقول الرجل البالغ من العمر 37 عاماً "كان والداي يخجلان مني ومن أفعالي، وكنت بحاجة إلى تصحيح الأمور".

غادر السجن عازماً على عدم العودة، ومعتنقاً "فكرة المصالحة، أولاً مع والدي الأكثر تأثراً، ثم مع المجتمع الذي تربيت فيه".

جنباً إلى جنب مع مدانين سابقين وبعض المتطوعين، عمل على تحسين الحياة في اليوسفية، وهو حي مكتظ بالسكان. يقومون بأعمال التنظيف والطلاء وإزالة الأوساخ في المناطق الحضرية بالزراعة.

قال جاره البالغ من العمر 60 عاماً، الذي خجل بشدة من أن يعرف نفسه بالاسم: "نور الدين رجل طيب القلب، إنه يساعد في توصيل الأشياء إلينا بدون مقابل، عندما لم أستطع جلب دوائي من العيادة، قام هو بجلبه، فليبارك فيه ربي".

حازت هذه الخدمات التي يقوم بها المحكوم عليه السابق على تقدير السكان الأثرياء الذين يقدمون تبرعات، وهي أموال يوزعها المهنيدة على الفقراء.

قال المهنيدة "أقسمت بالله على عدم أخذ أي أموال مقابل خدماتي".

في الخامس من أبريل، أعلنت وزارة العدل عن عفو من الملك محمد السادس عن 5654 سجيناً للحد من انتشار الفيروس في السجون.

في هذا اليوم بدأ محسن حرماتي، أحد المفرج عنهم، التطوع مع المهنيدة.

قال حرماتي "كان نور الدين مثيراً للمشاكل على مدى 10 سنوات، لكنه رجل مختلف الآن، لقد ساعد في طلاء الحي وزراعته، وهو الآن يساعد الناس في أشد الأوقات احتياجاً".

كل هذا العمل مستمر، ويطمئن المهنيدة أيضاً على المهاجرين الذين يخيمون في الجوار، الذين تعثرت أحلامهم بمحاولة عبور البحر المتوسط إلى إسبانيا بسبب إغلاق الحدود.


المصدر- وكالات - الرؤية