9/5/2020

قالت طالبة التمريض في كليات التقنية العليا، شما خليفة الشامسي، إنها تسعى إلى تصويب المفاهيم الخاطئة عن ضآلة مهنة التمريض بطريقة عملية، مشيرة إلى اختيارها دراسة هذا التخصص، غير المرغوب لدى بعض الطلاب والطالبات، واتخاذه مهنة وعملاً إنسانياً وخيرياً.

وحددت الشامسي نوعين من التحديات المعنوية والعملية، التي تواجهها خلال عملها التطوعي في الحملة الوطنية «الإمارات تتطوع»، التي أطلقت على مستوى الدولة لدعم الجهود المتواصلة لمكافحة فيروس «كوفيد-19»، وهما صعوبة التواصل مع ثقافات وأفكار عدد كبير من المرضى، الذين ينتمون إلى جنسيات غير ناطقة باللغتين العربية أو الإنجليزية، وعدم إمكان توصيل المعلومات الطبية، بدرجة كافية من الوضوح، لأصحاب الهمم من فئة الصم.

Volume 0%
 

وسارعت منذ إطلاق الحملة الوطنية «الإمارات تتطوع»، منتصف شهر أبريل الماضي، إلى مباشرة العمل التطوعي بمستشفى القاسمي في الشارقة، لتنضم إلى صفوف «الجيش الأبيض»، الذي يتصدى لمخاطر انتشار فيروس كورونا المستجد.

وأعربت عن سعادتها بالقرار الذي اتخذته بالتطوع في خط الدفاع الأول في مواجهة الفيروس، وعن فخر أفراد أسرتها بما تقوم به من عمل إنساني، على الرغم من شعورهم بالقلق عليها.

واعتبرت أن «هذا الشعور أمر طبيعي»، مشيرة إلى أن أسرتها، التي ربتها على الالتزام والانتماء الوطني، لا تستسلم لقلقها، بل تشجعها على مواصلة عملها بكل تفانٍ، ليكون جزءاً بسيطاً من ردّ الجميل للوطن.

ولم يكن قرار التطوع الذي اتخذته الشامسي ، الوحيد أو الأول الذي يبرهن على امتلاكها قدراً عالياً من الوعي والمسؤولية، فقد سبقه قرار اختيارها دراسة التمريض، المهنة التي يعزف الطلاب عن مسؤولياتها، ولا يضعون دراستها ضمن قائمة التخصصات العلمية التي يطمحون إليها.

وتطوعت الشامسي على الرغم من تركيزها حالياً على إنهاء متطلبات دراستها، إذ لم يتبقّ على موعد تخرجها سوى أسابيع قليلة.

وعن المهام التي تقوم بها في عملها التطوعي، شرحت الشامسي أنها تعمل على تنظيم وتسهيل عمليات فحص المرضى، ومساعدة الممرضين والكادر الطبي خلال استقبالهم، لافتة إلى أن تخصصها في التمريض مكّنها من مساعدة الكادر الطبي عبر فهم أعراض المرضى، وتحديد ما إذا كانت الحالة حرجة أم لا، كما أنها تساعد الموظفين في قسمَي العلاقات العامة، وسعادة المتعاملين، منعاً لحدوث أي ازدحام أو تجمع، ولتخفيف الضغط على الكادر الطبي من خلال إجراء التقييم الأولي للمرضى في قسم الاستقبال.

أما سبب اختيارها مهنة التمريض، على الرغم من أنها مهنة متعبة، فقالت إن اختيارها المهنة يعود لأمرين، الأول التصميم على الإسهام في سد احتياجات النظام الصحي في الدولة من الكادر المواطن في قطاع التمريض، الذي يشكل شرياناً رئيساً في تقديم خدمات طبية متكاملة ومتقدمة، حيث يوجد نقص كبير في الكادر الإماراتي من الممرضين والممرضات، أما الثاني فرغبتها في تغيير المفاهيم الخاطئة في العالم العربي عن ضآلة مهنة التمريض، وعدم تقديرها كقيمة إنسانية، لافتة إلى أنها قررت محاربة تلك المفاهيم عملياً، عبر اختيارها دراسة التمريض، واتخاذه مهنة وعملاً إنسانياً وخيرياً.

وأكدت الشامسي قدرة المرأة الإماراتية على التميز والنجاح في مختلف المجالات العملية، وقطاعات الخدمات الحكومية بشتى تخصصاتها.

وذكرت أن أسرتها تشجعها على مواصلة دراستها للحصول على الماجستير في علوم التمريض، مشيرة إلى أنها ليست الوحيدة في أسرتها المتطوعة بمجالات الخدمة في الحملة الوطنية للتطوع، فقد تطوع فردان آخران من أسرتها أيضاً.

التحديات أمر طبيعي

شرحت شما خليفة الشامسي لـ«الإمارات اليوم» أن «هناك صعوبة في توضيح مفاهيم الصحة، والعادات والممارسات الصحية السليمة، لعدد كبير من المرضى، نظراً إلى وجود ما يقارب 200 جنسية تعيش في الإمارات، أغلبهم لا يتحدث اللغات الرئيسة في العالم»، مضيفة أن «الاختلاف في الثقافات والعادات، يعوق إدراك كثيرين للمفاهيم الصحية، ويؤدي أحياناً إلى انفعال بعضهم، ما يصعّب التعامل معه».

وتابعت أن «التحدي الآخر، الذي يكمن في صعوبة شرح المعلومات لفئة الصم، يعود إلى عدم إجادة لغة الإشارة، ليس فقط على مستوى المتطوعين، بل بالنسبة للأغلبية العظمى من أفراد المجتمع». وقالت إن وجود التحديات أمر طبيعي، في تقديم أي نوع من الخدمات، لاسيما خلال الظروف الاستثنائية، مؤكدة أن التدريب والممارسة العملية يكفلان للمتطوعين التعامل بكفاءة مع كل ما يواجههم.

المصدر:

  • هنادي أبو نعمة - دبي-الامارات اليوم