التاريخ: 19/5/2020

لم تكن وفاة والدة الإماراتي أحمد الفلاسي بالكلى بعد أن كانت تخضع لجلسات غسيل مستمرة، سوى رسول نبهه إلى ضرورة مد يد العون للآخرين، فقرر تحويل ألمه بفقدان الأم إلى أمل لأكثر من 1200000 في مدينة مومباسا الكينية، بعد أن جعل من المستشفى الحكومي في المدينة أكثر المستشفيات تطوراً في البلاد.

العطاء رحلة مستمرة بالنسبة له لم تقف عند مومباسا، لإيمانه بأن من يعطي مما يملِكُ فإنه يعطي القليل، أما عين العطاء برأيه فيتمثل في أن يهب الشخص من نفسه، ويؤكد أنه يجد في العمل التطوعي تجديداً لروحه، فبرأيه مجتمع دون تطوع، مجتمع بلا حضارة وأن التطوع، فرصتنا لتطوير المستقبل.

ولم يكن فوز الفلاسي بلقب صانع الأمل 2020، من فراغ حيث يرى أن التطوع يعني التكافل، التعاون، المشاركة، العطاء، الثقة، التضحية، الإيثار وتنمية للإبداع، وروحاً للتجديد.

واعتبر تكريمه بلقب صانع الأمل العربي وساماً على صدره يعتز به، لكنه لا يعني نهاية المشوار، بل بدايته، إذ واصل السير على هذا النهج من أجل الإسهام في تخفيف آلام المرضى الذين يفتقرون إلى الرعاية الطبية الملائمة.

صدفة البدايات

بدايته مع العمل التطوعي كانت مصادفة عندما كان في كينيا، وبعد دعوة غداء ذهب إلى مستشفى كوست جنرال في مومباسا، وهو مستشفى حكومي كبير يخدم أعداداً كبيرة من أبناء المنطقة، وهناك شاهد ما يصعب وصفه، لذلك قرر مساعدتهم وبدأ بالعمل مع أسرته من مالهم ومجهودهم الشخصي فقط.

يُكرس الفلاسي في رمضان وقته وجهده لمساعدة الأيتام والأسر المتعففة وكبار السن والأرامل عبر توزيع المير الرمضاني، وبين أسرته يقسم وقته ما بين قراءة القرآن الكريم والرياضة والتجمع مع الأبناء.


تجربة مختلفة

لعل تجربة شهر الصوم بالنسبة لأحمد الفلاسي وأسرته التي عايشت معاناة الناس وأوجاع المرضى في الدول الفقيرة وأحسوا بما يحسون به متقاسمين معهم الهموم، ستكون مختلفة تماماً، حيث لا يزال يعمل على غرس بذور الأمل والخير في المجتمعات ويحفز أفرادها على الارتقاء بجودة حياة الناس.

يدعم الفلاسي في رمضان حملات توزيع المير الرمضاني في عدد من الد


دعم لا محدود

أما حيال التحديات التي واجهها في ميدان العمل الإنساني فأوضح «تقديم الخير أمر ليس بالغريب على أبناء المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فقد تعلمنا ونشأنا على قيم الآباء المؤسسين الذين رسخوا بداخلنا معاني العطاء وحب الخير لذلك أي تحدٍ أو عقبة واجهتها تمكنت من التغلب عليها بالدعم اللامحدود من قبل القيادة الرشيدة التي تواصل مسيرة العمل الخيري، مُثمناً دور سفارات الدولة في الخارج لجهودهم ودعمهم لمشروعه الخيري».ول مثل «الأردن، سوريا، العراق، فلسطين، كينيا، البحرين، أوغندا، نيجيريا، جنوب أفريقيا، الجزائر»، ويعتبر أن الحاجة إلى العمل الإنساني تتضاعف في هذا الشهر وفي ظل هذه الظروف التي يعيشها العالم تحت تأثير انتشار كورونا، ضرورة قصوى يجب الالتزام بها.

يقضي الفلاسي أيام الشهر الكريم ما بين قراءة القرآن الكريم وممارسة التمارين الرياضية وإمامة أفراد أسرته في الصلوات الخمس، مؤكداً التزامه بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، داعياً الجميع إلى تقديم يد المساعدة لمن يحتاجونها في ظل هذه الظروف التي يمر بها العالم والتي أدت إلى فقدان الكثير لمصدر دخلهم.

ويقول «طقوس رمضان تتمحور حول لمة الأسرة بعد الإفطار وأداء صلاة التراويح فضلاً عن الرياضة قبيل الإفطار فهي تعد الساعة الذهبية لرفع مناعة الجسم وتسريع عمليات حرق السعرات الحرارية».